في آخر شكل من أشكال الظلم والإذلال، نشرت هيئة بث الكيان الصهيوني فيديو صادما يظهر مجموعة من الرجال تم إخلاؤهم من مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا شمال غزة يساقون تحت تهديد آلية عسكرية رافعين أيديهم بعد أن تم تجريدهم من ملابسهم. الكيان الغاشم يزعم أن المحتجزين " مشتبه بهم " وهم في الحقيقة والواقع مرضى وكوادر طبية نجوا من الموت في حين استشهد عدد آخر ..المرضى والإطار الطبي وشبه الطبي حرقا بعد أن أضرمت قوات الاحتلال النيران داخل المستشفى. هذا الفيديو الصادم مع خبر حرق مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا شمال غزة لم يحرك قادتنا العرب المسلمين الذين يتابعون يوميا أخبارا لا تختلف في فظاعتها عن هذه الأخبار في حق الفلسطينيينبغزة التي لم يبق منها إلا الدمار المقترن بإيمان "الغزاويين" الراسخ الثابت في حقهم في تربة أرضهم الطّاهرة النقية . الكيان لم يبق شيئا يستحق الحياة فيه في غزة ، ومع ذلك يتمسك السكان بمدينتهم التي تحوّلت إلى ركام وبقايا منازل ومستشفيات ومنازل وشوارع خالية من المواطنين الذين استشهد منهم من استشهد ، وجرح منهم ممن جرح، وترملت نساؤهم وتيتم أبناؤهم ..والعالم يتابع ويشاهد ويناصر الكيان ويتّهم أصحاب الحق بالإرهاب. بالأمس كان الدور على سوريا ، وتحولت بلاد الشام إلى مرتع لقوات الاحتلال الصهيوني ، توغل جنودها جنوبا وأتوا على كل المقدرات العسكرية لدولة تزعمت محور المقاومة والممانعة ووقفت شوكة ثابتة حادة في حلق الكيان. اليوم "بلاد الشام" تحولت إلى بلد الكيان وغيره من الدول الحريصة على تقسيم سوريا لبسط نفوذها في المنطقة في انتظار مزيد التوسع الذي سيأتي حتما على البقية ..البقية من الدول التي وضعت قضية فلسطين وراء ظهرها .. طبعوا وتسارعوا وراء الغرب فقط حفاظا على الكراسي التي أثبتت التجربة أنها تبقى وتزول بقرار من أمريكا وحلفائها ، لا بالشعوب التي تختار من يحكمها..هذه قصة الكراسي التي لم يسلم إلا القليل من المتربعين فوقها من هذا "ّالقانون الأمريكي" .. نحن اليوم في واقع جديد ننتظر فيها قرار أمريكا النهائي في بلاد الشام ، فهي الوحيدة التي ستحدد مصير شعب فر من " الشبيحة " ليسقط في فخ التقسيم .. "حكامه الجدد" بعضهم مصنف أمريكيا ب "الإرهابي" قد يضطرون إلى الخنوع ، فالدولة مريضة ، ضعيفة ، تتقاسمها الفصائل والطوائف .. واقعنا سيئ في ماضيه وحاضره ، وربما مستقبله سيكون أكثر قتامة ، ونحن لا نعمل ونخطط ولا نفكر ولا نتحد ، فقط نتذلل ل " الكبار " الذين يتلاعبون بمصير دولنا وشعوبها وبحياة المقاومين البواسل الأبطال الذين تمت تصفيتهم الواحد تلو الآخر ، والغريب أن بقية الزعماء يتابعون ويصلون على الشهداء منهم صلاة الجنازة بلا تيمم ولا وضوء .. هذه هي قصتنا ، وهذه هي محنتنا ومصيبتنا ورزيتنا.. أعود فأقول آه فلسطين كم أنت عظيمة في كشفك لخداع بعض هؤلاء الحكام .. راشد شعور