أثار تقرير «مؤشر التغلغل السري للإخوان المسلمين في فرنسا»، الصادر في 18 ديسمبر 2025، اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، لما تضمّنه من أرقام دقيقة حول حجم التأثير التنظيمي والفكري لجماعة الإخوان المسلمين داخل المجتمع الفرنسي. التقرير، الذي أعدّه معهد IFOP لصالح مجلة Ecran De Veille التابعة ل Global Watch، يُعد الجزء الثاني من دراسة معمقة حول الإسلام والإسلاموية في فرنسا، ويهدف إلى تقديم قراءة موضوعية لمدى انتشار التيارات الإسلامية المنظمة بين المسلمين الفرنسيين. وبيّنت النتائج أن 83,600 شخص من المسلمين البالغين في فرنسا ينتمون إلى «النواة الصلبة» للإخوان المسلمين، وهم أعضاء فاعلون التزموا بالجماعة تنظيمياً وأيديولوجياً. وتمثل هذه الفئة نسبة 2.2% من إجمالي المسلمين البالغين. كما أظهر التقرير أن 174,800 شخص، أي 4.6% من المسلمين، يُعدّون من الأتباع المنخرطين، سواء بصفتهم متعاطفين أو أعضاء ناشطين، ما يشير إلى وجود دائرة دعم أوسع تحيط بالتنظيم. وفيما يتعلق بالامتداد المجتمعي، كشف المؤشر أن 13% من المسلمين في فرنسا، أي ما يقارب 494 ألف شخص، يعلنون تعاطفهم العلني مع جمعية «مسلمو فرنسا»، التي تُعد الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان المسلمين. كما أقرّ 23% من المستجوبين، أي حوالي 874 ألف شخص، بتعاطفهم الفكري مع التيار الإخواني، حتى دون ارتباط تنظيمي مباشر. وتؤكد هذه الأرقام ما خلص إليه الجزء الأول من الدراسة، الذي أشار إلى أن نحو 1.4 مليون مسلم في فرنسا يؤيدون تيارات إسلامية مختلفة، محذّراً من تصاعد أنماط «التدين السام» التي ترفض الاندماج وتُعلي من شأن القوانين الدينية على حساب القوانين المدنية. ويرى الباحثون أن جماعة الإخوان تعتمد استراتيجية بعيدة المدى تقوم على التأثير الفكري وبناء شبكات اجتماعية، ما يجعل رصد هذا النفوذ وتحليله أمراً بالغ الأهمية لفهم التحديات المرتبطة بالتماسك الاجتماعي داخل فرنسا. سرحان الأخبار