عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ص يقول (من سره أن يبسط في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه) ومعنى ينسأ أي يؤخر [رواه البخاري]. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ص قال (صلة الرحم تزيد في العمر) حسنة المناوي في فيض القدير وصححه الألباني في صحيح الجامع. إن صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الاسلام ودعا اليها وحذر من قطيعتها. فقد دعا الله عز وجلّ عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم، وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات. ولهذا دأب الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم أما في وقتنا المعاصر فرغم توفر وسائل النقل والاتصال الا انه لا يزال هناك تقصير في صلة الرحم، إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو بالسلام. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله ص قال: (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) [حسنه الألباني في صحيح الجامع]. فحري بك أخي المسلم في هذا الشهر الكريم أن تصل رحمك فان من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله. المتجر الرابح: ثواب أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها * عن أم حبيبة رضي الله عنها، قالت سمعت رسول الله ص يقول: «من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن خزيمة وفي رواية للنسائي: «فلا تمسّ وجهه النار أبدا». * وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه: أن رسول الله ص كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح» رواه أحمد والترمذي، وقال حديث حسن. * وخرّج الطبراني باسناده عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي ص قال: «من صلّى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجّد بهنّ من ليلته، ومن صلاهن بعد العشاء كمثلهن من ليلة القدر». أصناف الصائمين ثلاثة 1) السفهاء الصائمون: وهم الذين يمتنعون عن الشراب والطعام والجماع في نهار رمضان ولكنهم يطلقون العنان لجوارحهم فلا يكفون لسانهم عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها، ولا يحفظون بصرهم عن النظر الى العورات ولا سمعهم عن الموسيقى والغناء والقول الفاحش ولا خلقهم عن الافطار بمحرم وانما يطلقون جوارحهم للمعاصي فهؤلاء ليس من صيامهم الا الجوع والعطش. 2) والتقاة الصائمون: وهم الذين يحفظون جوارحهم عن الآثام وارتكاب المعاصي والموبقات بالاضافة الى أنهم يمتنعون عن الطعام والشراب والمائع وسائر المفطرات، ويشغلون أنفسهم بذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة والقيام والعبادة وهؤلاء يحفظون أنفسهم وقت الافطار عن أكل الحرام ويبتعدون عن ألوان الشقاق وسوء الأخلاق حتى بعد الافطار أي (في الليل). 3) والصديقون الصائمون: فهم الذين يمسكون قلوبهم عن الدنية والافكار الدنيوية ويكفونها عن كل صغيرة وكبيرة بالكلية ويشغلون فكرهم بالتدبر في آيات الله وملكوته ولا يعيرون الطعام اهتماما فكأنهم ملائكة في الكف عن الشهوات والملذات.