حنان قداس.. قرار منع التداول الإعلامي في قضية التآمر مازال ساريا    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    أي تداعيات لاستقالة المبعوث الأممي على المشهد الليبي ؟    النادي الصفاقسي : تربّص تحضيري بالحمامات استعدادا للقاء الترجّي الرياضي    عاجل/ أحداث عنف بالعامرة وجبناينة: هذا ما تقرّر في حق المتورطين    عاجل/ منها الFCR وتذاكر منخفضة السعر: قرارات تخص عودة التونسيين بالخارج    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    ليبيا: ضبط 4 أشخاص حاولوا التسلل إلى تونس    ازدحام و حركية كبيرة بمعبر ذهيبة-وازن الحدودي    عاجل/ إنتشال 7 جثث من شواطئ مختلفة في قابس    عاجل/ تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    المهدية: محامو الجهة يُنفّذون إضرابًا حضوريًّا بيوميْن    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    المنتدى العالمي للطب البيطري يعقد في تونس ...و هذا موعده    طبرقة: فلاحو المنطقة السقوية طبرقة يوجهون نداء استغاثة    عاجل/ أمطار رعدية خلال الساعات القادمة بهذه المناطق    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    مدير إعدادية أمام القضاء..التفاصيل    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 8 أشخاص في حادثي مرور    هيئة الانتخابات:" التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الرئاسية يكون بصدور امر لدعوة الناخبين"    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    هذه الشركة العالمية للأغذية مُتّهمة بتدمير صحة الأطفال في افريقيا وآسيا.. احذروا!    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    عاجل : مبروك كرشيد يخرج بهذا التصريح بعد مغادرته تونس    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    وزير الدفاع الايطالي في تونس    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    ر م ع الشركة الحديدية السريعة يكشف موعد إنطلاق استغلال الخطّ برشلونة-القبّاعة    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    صور : وزير الدفاع الايطالي يصل إلى تونس    الفيفا يكشف عن فرضيات تأهل الترجي الرياضي لكأس العالم للأندية    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    بطولة إفريقيا للأندية للكرة الطائرة: مولودية بوسالم يواجه الأهلي المصري من الحفاظ أجل اللقب    بسبب فضيحة جنسية: استقالة هذا الاعلامي المشهور..!!    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 بالمائة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    صادم: كلغ لحم "العلوش" يصل الى 58 دينارا..!!    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة الخامسة    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفة صلاة العيد
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

قال عمر رضي اللّه عنه: «صلاة العيد والاضحى ركعتان ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم».
وعن أبي سعيد قال: «كان رسول اللّه ص يخرج يوم الفطر والاضحى الى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة والتكبير سبع في الركعة الأولى وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتيهما».
وعن عائشة رضي اللّه عنها: «التكبير في الفطر والاضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرات الركوع» رواه أبو داود صحيح بمجموع طرقه.
ولو أدرك المأموم إمامه أثناء التكبيرات الزوائد يكبر مع الإمام ويتابعه ولا يلزمه قضاء التكبيرات الزوائد لأنها سنة وليست بواجبة.
وأما ما يقال بين التكبيرات فقد جاء عن حماد بن سلمة عن ابراهيم أن الوليد بن عقبة دخل المسجد وابن مسعود وحذيفة وأبو موسى في المسجد فقال الوليد: إن العيد قد حضر فكيف أصنع، فقال ابن مسعود: يقول اللّه أكبر ويحمد اللّه ويثني عليه ويصلي على النبي ص ويدعو اللّه، ثم يكبر ويحمد اللّه ويثني عليه ويصلي على النبي ص.. الخ (رواه الطبراني).
القراءة في صلاة العيد
يستحب أن يقرأ الإمام في صلاة العيد ب(ق) و(اقتربت الساعة) كما في صحيح مسلم أن عُمر بن الخطاب سأل أبا واقد اللّيثي ما كان يقرأ به رسول اللّه ص في الاضحى والفطر فقال كان يقرأ فيهما بق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشقّ القمر» (صحيح مسلم).
وأكثر ما ورد أنه ص كان يقرأ في العيد بسبّح والغاشية كما كان يقرأ بهما في الجمعة فقد جاء عن النعمان بن بشير قال كان رسول اللّه ص يقرأ في العيدين وفي الجمعة يسبّح باسم ربّك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية». (صحيح مسلم).
وقال سمرة رضي اللّه عنه: كان النبي ص يقرأ في العيدين (سبّح اسم ربّك الأعلى) و(هل أتاك حديث الغاشية). رواه أحمد.
المشي للصلاة ومخالفة الطريق
من هدي الرسول ص في العيد: خروجه للصلاة مشيا، ومخالفة الطريق في الرجعة عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: «كان رسول اللّه ص يخرج الى العيد ماشيا ويرجع ماشيا» (أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني).
وعن جابر رضي اللّه عنه قال: «كان النبي ص إذا كان يوم عيد خالف الطريق». (أخرجه البخاري).
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: «كان رسول اللّه ص إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره» (أخرجه الترمذي وصحّحه الألباني).
-----------------------------------------------------------------
قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام: أطاع أباه ابراهيم عليه السلام وربّه عزّ وجلّ فكان صالحا حليما
قال تعالى:
{ربّ هب لي من الصالحين فبشّرناه بغلام حليم فلمّا بلغ معه السعي قال يا بنيّ إني أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبتِ افعل ما تُؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.
(الصافات)
يقول تعالى مخبرا عن خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام انه بعدما نصره الله تعالى على قومه وأيس من ايمانهم بعدما شاهدوا من الآيات العظيمة هاجر من بين اظهرهم وقال إني ذاهب الى ربي سيهدين رب هبّ لي من الصالحين يعني أولادا مطيعين يكونون عوضا من قومه وعشيرته الذين فارقهم.
فبشّرناه بغلام حليم وهذا الغلام هو اسماعيل عليه السلام فإنه أول ولد بشر به ابراهيم عليه السلام وهو اكبر من اسحاق باتفاق المسلمين وأهل الكتاب بل في نص كتابهم ان اسماعيل عليه السلام ولد ولابراهيم عليه السلام ست وثمانون سنة وولد اسحاق وعمر ابراهيم عليه السلام تسع وتسعون سنة وعندهم ان الله تبارك وتعالى امر ابراهيم ان يذبح ابنه وحيده وفي نسخة اخرى بكره فأقحموا ههنا كذبا وبهتانا ولا يجوز هذا لأنه مخالف لنص كتابهم وانما اقحموا اسحاق لانه أبوهم واسماعيل ابو العرب فحسدوهم فزادوا ذلك وحرّفوا وحيدك بمعنى الذي ليس عندك غيره فإن اسماعيل كان ذهب به وبأمه الى مكة وهو تأويل وتحريف باطل فإنه لا يقال وحيدك الا لمن ليس له غيره وايضا فإن اول ولد له معزة ما ليس لمن بعده من الاولاد فالامر بذبحه أبلغ في الابتلاء والاختبار.
{إنّي أذبحك}
وقوله تعالى {فلما بلغ معه السعي} اي كبر وترترع وصار يذهب مع ابيه ويمشي معه وقد كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام يذهب في كل وقت يتفقد ولده وأم ولده ببلاد فاران وينظر في امرهما {فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام أني اذبحك فانظر ماذا ترى} قال عبيد بن عمير رؤيا الأنبياء وحي ثم تلا هذه الآية {قال يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {رؤيا الأنبياء في المنام وحي} ليس هو في شيء من الكتب الستّة من هذا الوجه وإنما اعلم ابنه بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله تعالى وطاعة أبيه {قال يا ابت افعل ما تؤمر} اي امض لما اراك الله من ذبحي {ستجدني ان شاء الله من الصابرين} أي سأصبر وأحتسب ذلك عند الله عزّ وجل وصدق صلوات الله وسلامه عليه فيما وعد ولهذا قال الله تعالى {واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}.
امتثلا لله وحده
{فلما أسلما وتله للجبين} اي فلما تشهدا وذكرا الله تعالى ابراهيم على الذبح والولد شهادة الموت وقيل أسلما يعني استسلما وانقادا ابراهيم امتثل امر الله تعالى لاسماعيل طاعة لله ولأبيه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وابن اسحاق وغيرهم ومعنى تله للجبين اي صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة {وتله للجبين} أكبه على وجهه وقال الإمام احمد حدثنا شريح ويونس قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ابي عاصم الغنوي عن ابي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لما امر ابراهيم عليه الصلاة والسلام بالمناسك عرض له الشيطان عند السعي فسابقه فسبقه ابراهيم عليه الصلاة والسلام ثم ذهب به جبريل عليه الصلاة والسلام الى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة فرماه حصيات ثم تله للجبين وعلى اسماعيل عليه الصلاة والسلام قميص ابيض فقال له يا أبت انه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه {ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا} فالتفت ابراهيم فاذا بكبش ابيض اقرن اعين قال ابن عباس لقد رأيتنا نتتبع ذلك الضرب من الكباش وذكر هشام الحديث في المناسك بطوله ثم رواه احمد بطوله عن يونس عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره الا انه قال اسحاق فعن ابن عباس رضي الله عنهما في تسمية الذبيح روايتان والأظهر عنه اسماعيل لما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى وقال محمد بن اسحاق عن الحسن بن دينار عن قتادة عن جعفر بن إياس عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تبارك وتعالى {وفديناه بذبح عظيم} قال خرج عليه كبش من الجنة قد رعى قبل اربعين خريفا فأرسل ابراهيم عليه الصلاة والسلام ابنه واتبع الكبش فأخرجه الى الجمرة الاولى فرماه بسبع حصيات ثم افلته عندها جاء الى الجمرة الوسطى فاخرجه عندها فرماه بسبع حصيات ثم افلته فأدركه عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها ثم اخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه.
* تفسير ابن كثير
--------------------------------------------------------------
الأعياد الدينية
فرصة لمراجعة الذات ومحاسبة النفس... والابتهاج
العيد فرحة متأصلة في قلب الانسان، وهو مناسبة موغلة في القدم فمنذ ان تشكلت البشرية واخذت ترتقي السلم الحضاري وحددت الزمن بمواقيت، جعلت لها محطات للترويح عن النفس عند كل مناسبة سعيدة وسمّت تلك المحطات أعيادا لأنها تعود اليها كلما عادت. وقد تكون المناسبة مظهرا من مظاهر الطبيعة كما في عيد الربيع (النيروز) او زمنية كما في أعياد رأس السنة او دينية كما في الأعياد الاسلامية والمسيحية، او اجتماعية كعيد العمال او وطنية كأعياد الاستقلال والجلاء والشهداء الى غير ذلك من الأعياد التي تحتفل بها شعوب وحكومات العالم اليوم.
أما الأعياد الدينية فتكون عادة على رأس الاعياد كلها لأنها تمثل الى جانب البهجة المتعارفة في جميع الاعياد بعدا روحيا ورمزا إلهيا يحظى بتقدس الشعوب المؤمنة. وها نحن في رحاب عيد يحمل تلك المعاني السامية.
انه عيد الأضحى، الذي نتنسم عبيره الفوّاح من اول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركا وهدى للعالمين في مثل هذا العيد حري بنا ان نقف معه ونتأمل معانيه القيمية والانسانية السامية المتضمنة لأعمال الحج حيث يأتي الناس من كل فج عميق فالابيض والأسود والغني والفقير والعربي والأعجمي كلهم يقفون خاضعين خاشعين متضرعين حيث لا فرق بينهم وأكرمهم عند الله اتقاهم.
فقد جعل الله العيد لنعود بذاكرتنا للعام الذي مضى وتصرم من حياتنا لمراجعة الذات ومحاسبة النفس من خلال النقد الذاتي معها، انه دعوة للتقويم والبناء الجديد من اجل الارتقاء والسمو النفسي والاخلاقي والايماني.
وإذا شئنا الاستزادة من معاني العيد الخيرة علينا ان نتوجه صوب اهل اللغة والشعراء من العرب لنرى رأيهم فيه فنزداد به علما ويزداد في نفوسنا حضورا وبهجة، فأهل اللغة قد اتفقوا بأن مصدر العيد هو العود، فيقولون: عاد اليه يعود، عودة وعودا: رجع. وفي المثل العود احمد. وقد عاد له بعد ما كان اعرض عنه. والمعاد: المصير والمرجع. والآخرة: معاد الخلق، والمعاودة: الرجوع الى الامر الاول. يقال: الشجاع معاود لأنه لا يمل الرأس. وعاوده في المسألة اي سأله مرة بعد اخرى ويقال: عد فإن لك عندنا عودا حسنا اي ما تحب والعائدة: العطف والمنفعة، يقال: هذا شيء أعود عليك من كذا اي انفع وفلان ذو صفح وعائدة اي ذو عفو وتعطف. اما العود: فمن الخشب واحد عيدان. وعاد: قبيلة قوم هود (عليه السلام) وشيء عادي اي قديم كأنه منسوب الى قوم عاد.،
أما العيد: فهو ما اعتادك من همّ ومسرة والعيد واحد الأعياد. وانما جمع بالياء واصله بالواو للزومها بالواحد وذلك للفرق بينه وبين اعواد الخشب. وقد عيّدوا اي شهدوا العيد.
اما الشعراء فإنهم قلّ ما يبحثون عن اصل التسمية الا بالإشارة الخاطفة واللمحة السريعة فالذي يعنيهم هو مجرد الحدث او المناسبة وحوله تتمحور ايحاءاتهم الشعرية. ويطالعنا في البدء قول شاعر متيم حاول ان يفسر حبه الى جانب معنى العيد فقال: والقلب يعتاده من حبها عيد. كما ان المتنبي حاول ذلك فقال:
عيد بأية حال عدت يا عيد
لأمر مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدا دونها بيد
العيد في حياة الشعوب
كانت مناسبات الاعياد من اهم المناسبات الاجتماعية لما يسبقها ويصاحبها من نشاط روحي خاص للكبار ومن تشوق وترقب من قبل الصغار وعادة ما تكون العادات والتقاليد بالاعياد في الشعوب العربية والاسلامية متشابهة تقريبا الا في بعض التفاصيل الصغيرة.
تعجيل الأكل قبل صلاة الفطر وتأخيره الى ما بعد صلاة الأضحى
عن انس بن مالك رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعْدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتِرا» (صحيح البخاري)
عن عبد الله بن بُريْدة،عن ابيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَمَ، ولا يَطْعَمَ يوم الاضحى حتى يُصلّي. (صحيح سنن الترمذي للألباني).
شرح الاحاديث: (لا يغدو) اي يخرج وقت الغداة، اي او النهار (يوم الفطر) اي الى المصلى. (حتى يطعم) بفتح العين اي يأكل (ولا يطعم يوم الأضحى حتى يرجع) اي فيأكل من اضحيته ان كان له اضحية. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: الحكمة في الأكل قبل الصلاة ان لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد. وقيل: لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة الى امتثال امر الله تعالى.. والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم.. هذا كله في حق من يقدر على ذلك، والا فينبغي ان يفطر ولو على الماء ليحصل له شبه من الاتباع. واما جعلهن وترا فللإشارة الى وحدانية الله تعالى. وقال الصنعاني في سبل السلام وتأخيره يوم الاضحى الى ما بعد الصلاة، والحكمة فيه هو انه لما كان اظهار كرامة الله تعالى للعباد بشرعية نحر الاضاحي، كان الأهم الابتداء بأكلها شكرا لله على ما انعم به من شرعية النسكية الجامحة لخير الدنيا وثواب الآخرة.
---------------------------------------------------------------
الاغتسال يوم العيد قبل الخروج
عن نافع: ان عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يعدو الى المصلّى.
قال الألباني في إرواء الغليل روى الفريابي عن سعيد بن المسيب أنه قال: سنّة الفطر ثلاث: المشي إلى المصلّى ، والأكل قبل الخروج، والاغتسال. وإسناده صحيح.
----------------------------------------------------------------
مخالفات تقع في العيد
* من المخالفات:
* نوم البعض عن صلاة الفجر يوم العيد، فتراه يغطّ في نوم عميق لا يستيقظ لصلاة الفجر.
* ظن بعض الناس أن صلاة العيد أمرها هين، ولذلك كم يشهدها من الناس؟ من الناس من يأمر أهله أن لا يوقظوه إلا لأكل وجبة العيد فلا يشهد مع الناس الخير.
* إغفال كثير من الآباء الخروج بعائلاتهم، فيجب أن يخرج الإنسان بزوجته وبأولاده وببناته وبأمه وجده وجدته ماداموا يستطيعون، ورغب النبي ص الرجال والنساء لحضور ذلك، وقد روي أن النبي ص أن اللّه تعالى يباهي بالمصلين الملائكة وينقضي الناس من الصلاة ويقول اللّه أشهدكم أني قد غفرت لكم.
* قضاء أيام العيد بمشاهدة الأفلام واستقبال ما يصل إلينا من الخبث والفساد والمعاصي.
* تفريط الناس في صلاة الجماعة يوم العيد والنوم عنها، يوم العيد.
* إغفال صلة الأرحام في هذا اليوم المبارك، ويمكن للإنسان أن يحضر اجتماع عائلته ويسلم على الجميع، ويبارك لهم ويحفهم بدعوات طيبة لعله أن يكون هو وإياهم من المقبولين.
---------------------------------------------------------------
هذه شروط وآداب الذبح
بعض المضحين لا يحسنون الذبح ولا يتمسّكون بآداب الذبح منها بعضهم لا يوجه الأضحية إلى القبلة عندما يريد أن يذبح وتكون الشفرة غير حادة، وبعضهم لا يضجع الذبيحة عند الذبح وبعضهم يسلخها قبل أن تموت، وبعضهم يقوم بكسر الرقبة وكثير من هذه الظواهر التي تحدث من بعض المسلمين ولا ريب أن للذبح آدابا ولا بد من مراعاتها وأحكاما لا بدّ من معرفتها.
شروط الذكاة
يشترط للذكاة أربعة شروط:
1 أهلية المذكي: أن يكون الذابح عاقلا مسلما أو كتابيا.
2 توفر الآلة: فتباح الذكاة بكل محدد ينهر الدم بحدّة، سواء كان من حديد أو حجر أو غير ذ لك، ما عدا السن والظفر والعظام.
3 قطع الحلقوم: وهو مجرى النفس، وقطع المريء، وهو مجرى الطعام والشراب، وأحد الودجين، وهما الوريدان.
4 التسمية أثناء الذبح.
-----------------------------------------------------------------
تحريم صيام يومي الفطر والاضحى
عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه، عن النبي ص : «لا صوم في يومين: الفطر والاضحى» (صحيح البخاري).
قال النووي في شرح صحيح مسلم وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال، سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.