كشفت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي صدام حسين رواية مختلفة لعملية اعتقاله قبل عام، ونقلت عن المحامي خليل الدليمي الذي التقى الرئيس العراقي الاسبوع الماضي أن صدام سأل عن حال الشعب الفلسطيني والأمة العربية وطالب بالدفاع عن جميع المتضررين من الاحتلال كما أكد أن المقاومة العراقية لم تفاجئه لان العراق كما يعرفه فيه رجال صامدون. وقال المحامي خليل الدليمي الذي زار صدام في معتقله الخميس الماضي ان الرئيس العراقي أخبره بأنه لم يعتقل في الجحر الذي قدمته القوات الامريكية لوسائل الاعلام، بل اعتقل في بغداد وهو يصلي المغرب مؤكدا ان المظهر الذي أظهرته به قوات الاحتلال الامريكي كان يهدف الى تشويه صورته. العراق وفلسطين في البال وأوضح الدليمي الذي حصل على وكالة خطية من الرئيس العراقي ان صدام معتقل الآن في غرفة صغيرة معزولة لا يتجاوز عرضها 3 أمتار وطولها 5 أمتار وتخلو من أية وسائل اعلامية او اتصال مع العالم الخارجي وأنه لم يقابل أحدا منذ ايداعه ذلك المكان. وقال الدليمي ان الرئيس صدام معزول كليا عن العالم ولا يوجد لديه جهاز راديو او تلفزيون في زنزانته ولا تصله أية صحيفة او مجلة، وكل ما يقرأه حاليا هو القرآن الكريم ونصوص اتفاقية جنيف بشأن أسرى الحرب. وأضاف الدليمي أن صدام بادره بالسؤال عن أحوال الشعب الفلسطيني ثم سأله عن أوضاع الشعب العراقي في ظل الاحتلال مطالبا بضرورة الدفاع عن كافة المعتقلين والمتضررين من العدوان الامريكي على العراق. وأشار الدليمي الى أن صدام حمّله رسالة الى زياد الخصاونة رئيس هيئة الدفاع يطلب فيها تغيير اسم الهيئة بحيث تصبح هيئة الاسناد والدفاع عن الأسرى والمعتقلين. وأكد الدليمي أن صدام سأل عن أحوال الشعب العراقي وطلب ضرورة التواصل مع المنظمات الشعبية والحكومية وثمن دور فرنسا وألمانيا، كما عبّر عن سروره بانسحاب القوات الاسبانية. وشدّد صدام على أهمية وحدة الشعب العراقي ودور علماء الدين الذين حملهم مسؤولية تاريخية تجاه ما يجري في العراق. وأكد صدام انه لم يستغرب صمود العراقيين ومقاومتهم وقال: العراق فيه رجال هكذا عرفتهم. وأطلع الدليمي موكله على التحضيرات التي تجري للانتخابات في العراق وقال ان الرئيس حذّر العراقيين من هذا الموضوع. ظروف الزيارة وقد أكّد المتحدث باسم هيئة الدفاع عن صدام المحامي زياد الخصاونة في مؤتمر صحفي بعمان أمس الأول ان زيارة الدليمي لصدام التي دامت أربع ساعات ونصف تمت وفق شروط قياسية جدا ممثلة في رقابة عسكرية كما أن الدليمي نقل في دبابة أمريكية مغطاة، ولا يعرف أين قابل صدام لكن من المرجح أن يكون المعتقل في بغداد. ونقل الخصاونة عن الدليمي أنه أدى التحية لصدام الأمر الذي أسعد الرئيس وأغضب الحراس الأمريكيين، موضحا ان صدام بصحة جيدة ولم يضرب عن الطعام غير أنه لا يعامل المعاملة التي نصّت عليها اتفاقيات جنيف. وتحدث الدليمي عن الاجراءات البروتوكولية التي طلب الامريكان اتباعها مثل عدم تقبيل صدام وأكد أنه لم يلتزم بهذه التعليمات وعانق الرئيس فور رؤيته لفترة طويلة وأدّى له التحية العسكرية. وأكّد الدليمي أن جميع ترتيبات الزيارة جرت من خلال مسؤولين أمريكيين في العراق ولم يكن هناك أي دور للحكومة العراقية المؤقتة. وقال الدليمي ان الرئيس العراقي توضأ وصلّى مرتين أثناء اللقاء وكان يردد طوال الوقت آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبياتا من أشعار الحماسة العربية، ووصف الدليمي لقاءه بصدام بأنه كان عاديا وقد كانا جالسين على مقعدين متقابلين وبينهما منضدة وفي حضور حارس أمريكي يتغير كل نصف ساعة. وأفاد المحامي العراقي بأن صدام أبلغه بأنه لم يلتق أي أحد منذ اعتقاله باستثناء مندوب الصليب الاحمر الذي زاره أربع مرات ولم يذكر مطلقا أي لقاءات مع أحمد الجلبي أو موفق الربيعي او عدنان الباجه جي مثلما تردد في السابق. وأضاف الدليمي ان الرئيس العراقي عبّر عن استيائه من موقف الصليب الاحمر الدولي وطلب من هيئة الدفاع التركيز على الدور السلبي لهذه المنظمة الدولية لأنه لم يعامل كرئيس دولة أسير. وقال الدليمي ان صدام أبلغه بأن ينقل التحية الى العائلة الكبيرة (الأمة العربية) والى الشعب العراقي وبعد ذلك الى عائلتي من الاربع نفرات، في إشارة الى زوجته ساجدة وبناته رغد ورنا وحلا.