لا تزال التحريات جارية حول ملابسات حادثة فريدة من نوعها انطلقت من قلب مدينة باجة بالاستيلاء على سيارة براكبتيها وانتهت في مدينة مجاز الباب بحادث مرور أليم. وتفيد المعلومات التي مكن لنا جمعها حول الموضوع أن عائلة جزائرية قدمت إلى مدينة باجة عشية يوم السبت المنقضي على متن سيارة خاصة. وأمام احدى المغازات بقلب باجةالمدينة أوقف السائق سيارته ون أن يوقف محركها ونزل لقضاء مأرب بالمغازة تاركا على متنها زوجته وابنته البالغة من العمر 14 سنة. وفي الأثناء قدم شاب يبلغ من العمر حوالي 35 سنة فدنا من السيارة ودون مقدمات فتح بابها الأمامي الخاص بالسائق وانتصب داخلها وأمسك بالمقود وانطلق بها. قطع بالسيارة ومن فيها مسافة قصيرة ثم خفض من السرعة إلى أدناها ودفع زوجة صاحب السيارة بعد فتح الباب الخاص بها فأسقطها أرضا وانطلق مجددا في رحلته غير عابئ بحالة الفزع التي انتابت ابنة صاحب السيارة الرابضة بالمقعد الخلفي والتي لم تفهم ماذا يجري. وما إن أدرك الشاب مدخل المدينة حتى اضطر مجددا إلى العودة بسرعة السيارة إلى أدناها بموجب كثافة المرور بالمحول وهو موقف أحسنت الفتاة استغلاله إذ فتحت الباب الخلفي للسيارة ولاذت بالفرار. لم يأبه الشاب بذلك وواصل طريقه في الأثناء تم ابلاغ السلطات الأمنية بباجة بالأمر فتمّ التنسيق وبأقصى سرعة بين مختلف الفرق الأمنية ليقوم كل منهم بدوره في مثل هذه الأمور. وحال مغادرة الشاب حدود باجةالمدينة تحرك أعوان الحرس الوطني بباجة لايقافه. تحدى الطلقات النارية كانت البداية مع أعوان مفترق الطرقات في مدخل المدينة الذين فشلوا في إقناع الشاب بالتوقف بالطرق السلمية إذ أنه رفض الامتثال لاشاراتهم. ثم تلاهم زملاؤهم التابعون لمركز الحرس الوطني بوادي الزرقاء. وعلى مستوى نقطة التقاء الطريق الرئيسية (باجةتونس) ومدخل الطريق السريعة (وادي الزرقاء تونس) حيث الأشغال لا تزال جارية، قام الأعوان بتركيز شاحنة كبيرة على امتداد عرض الطريق لاجبار السائق والسيارة على التوقف. لكنه غامر وتمكّن من سلك الممر الضيق الفاصل بين مقدمة الشاحنة والحاشية الترابية المرتفعة نسبيا مما أفقد السيارة عاكس الرؤية الأيمن اثر ارتطامه بمقدمة الشاحنة. وان استغل الشاب خبرته في ميدان سياقة السيارات لاجتياز الحاجز فإن الأعوان قد اضطروا إلى الاستنجاد بأسلحتهم النارية وأطلقوا منه عيارات لاصابة عجلات السيارة وهو ما لم يجد نفعا. لأن السرعة كانت جنونية. أما النهاية فكانت مع أعوان الحرس الوطني بمجاز الباب والذين لم يروا من حلّ سوى نشر الأشواك الحديدية على امتداد عرض الطريق وهو ما تسبب في ثقب العجلات المطاطية للسيارة حال مرورها على هذه الأشواك. ولئن لم يكن انفلاق هذه العجلات فوريا فإن فقدانها لكميات الهواء المخزونة بها على امتداد الأمتار التي تلت اجتياز الحاجز الشوكي أفقد السيارة توازنها. حادث مرور واصلت السيارة سيرها وهي تتأرجح ذات اليمين وذات الشمال وقد تزامن هذا التأرجح مع قدوم سيارة في الاتجاه المعاكس لسير السيارة المتأرجحة وهو ما تسبب في اصطدامهما مع بعضهما مما جعل السيارة التي يقودها الشاب تنقلب على مستوى الحاشية الترابية للطريق. ولئن خرج الشاب معافى من هذا الحادث فإن السيارة المقابلة قد تكبدت خسائر جسيمة على مستوى تجهيزاتها، زد على ذلك الجروح المتفاوتة الخطورة التي أصيب بها ركابها وهم 5 أشخاص ينتمون إلى نفس العائلة (أب وأم و3 أبناء) حتى أن الأب قد استوجبت اصابته إقامته تحت العناية المركزة باحدى المستشفيات القريبة من مكان الحادث ليلة كاملة لينقل من الغد إلى أحد مستشفيات العاصمة الأكثر تخصصا في معالجة ما حلّ به من جروح وكسور. وبموجب إنابة عدلية تم ايقاف الشاب على ذمة باحث البداية بالتداول بين مركز الشرطة بباجةالمدينة ومركز المرور التابع لمنطقة الحرس الوطني بباجة. أما بالمركز الأول فالمظنون فيه يقبع لتحقيقات حول ملابسات عملية الاستيلاء على السيارة منطلق الأحداث. وأما في الثاني فالتحقيق جار معه حول ملابسات حادث المرور نقطة انتهاء الأحداث.