قدمت اذاعة صفاقس في سهرة الاربعاء برنامجا رياضيا مباشرا خصص للحديث عن استعدادات البلدية لبطولة العالم لكرة اليد التي يحتضنها بلدنا خلال شهر جانفي المقبل وتحتضن مدينة صفاقس جزءا منها. في البرنامج قدّم السيد محمد الحاج طيب رئيس بلدية صفاقس اخر التحضيرات للمناسبة وقد جاء حديثه شاملا جامعا ليدلي بمعلومات لم يتحصل عليها المراسلون الرياضيون وممثلو الصحف بعد وهو ما اثار استغراب بعضهم. الضيف الرئيسي للبرنامج الذي بثته اذاعة صفاقس مباشرة عبر أمواج الاثير طرح أكثر من سؤال في أذهان المستمعين والملاحظين خاصة منهم المهتمين بالشأن البلدي، فموضوع البرنامج الرياضي سرعان ما تحول للحديث عن انجازات المجلس البلدي في السنوات الخمس الاخيرة وهو ما اشتم منه البعض رائحة حملة انتخابية سابقة لأوانها. فالبلدية وبفطنة وذكاء استغلت بشكل جدي وبأريحية تامة البرنامج الاذاعي للتعريف بإنجازاتها وهي التي تغيبت منذ أقل من أسبوع فقط عن ندوة حوارية نظمتها احدى اليوميات وخصصت للوضع البيئي في مدينة صفاقس. فهل ان بلدية صفاقس تتعامل مع وسائل الاعلام بسياسة المكيالين ام انها تعرف متى تتدخل و متى تغيب عن المشهد الاعلامي الذي يشهد في الفترة الاخيرة نقلة نوعية لمسناها مع مداولات ميزانية الدولة بمجلس النواب وأسالت أقلام عديد من المحللين والاعلاميين؟ هذه الاسئلة وغيرها لا نطرحها لا على البلدية فقط التي كنا نتمنى لوأشار فيها ممثلها الى الخطة المعتمدة للقضاء على الاوساخ المتراكمة هنا وهناك بالشوارع والاحياء فيجيب بذلك عن الأسئلة المفترضة في الندوة الحوارية حول الوضع البيئي، بل نطرحها كذلك على اذاعة صفاقس التي تحتفل في هذه الفترة بالذكرى لتأسيسها وطريقة تسيير الحوار لدى بعض المنشطين فيها وليس كلهم مازالت تفتقد الى الحرفية والموضوعية المطلوبتين في هذا الجهاز الاعلامي الوطني. فإذاعة صفاقس وكغريها من وسائل الاعلام الجهوية والوطنية مطالبة في هذه المرحلة من تاريخ البلاد بالرقي بمستوى خطابه تناغما مع توجهات الدولة الحريصة على تطوير المشهد الاعلامي ليكون في خدمة مشاغل المواطن وتطلعاته، فكما تفتح الاذاعة المصدح للتمجيد والتثمين تفتحه كذلك للنقد النزيه والبناء ولإبراز النقائص قصد تلافيها لاحقا وهذه هي رسالة الاعلام ومسؤوليته في تونس التغيير.