مجلس الوزراء يوافق على مشروعي قانونين يتعلقان بالنظامين الأساسيين لصندوقي افريقيا 50    حجز 1200 قرص مخدر و10 صفائح من مخدر القنب الهندي في هذه الولاية..    تونس: زيادة في 320 صنفا من الدواء تدخل حيز التطبيق    بنزرت ..كلّية العلوم بجرزونة .. وقفة مساندة للشعب الفلسطيني وورشة ترصد انتهاكات جرائم الإبادة !    تونس تشارك في الدورة الأولى من الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون الشامل والنمو والطاقة بالرياض    صفقة الهدنة مع «حماس» زلزال في حكومة نتنياهو    عاجل/ جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابطين وإصابة آخرين في قطاع غزة    توقيع اتفاقيات ثنائية في عدة مجالات بين تونس و المجر    دامت 7 ساعات: تفاصيل عملية إخلاء عمارة تأوي قرابة 500 مهاجر غير نظامي    وزارة التجارة تنفي توريد البطاطا    النادي الافريقي: 25 ألف مشجّع في الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    النجم الساحلي يتعاقد مع خالد بن ساسي خلفا لسيف غزال    المجمع الكيميائي التونسي: توقيع مذكرة تفاهم لتصدير 150 ألف طن من الأسمدة إلى السوق البنغالية    الطلبة التونسيون يتحركون نصرة لفلسطين    نائبة بالبرلمان: ''تمّ تحرير العمارة...شكرا للأمن''    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    الجامعة التونسية المشتركة للسياحة : ضرورة الإهتمام بالسياحة البديلة    نادي تشلسي الإنجليزي يعلن عن خبر غير سار لمحبيه    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي    السنغال تعتمد العربية لغة رسمية بدل الفرنسية    عاجل/ وزير خارجية المجر: 'نطلب من الاتحاد الأوروبي عدم ممارسة ضغط يؤدي لعدم الاستقرار في تونس'    بطولة الرابطة المحترفة الاولة (مرحلة تفادي النزول): برنامج مباريات الجولة التاسعة    مليار دينار من المبادلات سنويا ...تونس تدعم علاقاتها التجارية مع كندا    إنهيار سد يتسبب في موت 42 شخصا    بعد النجاح الذي حققه في مطماطة: 3 دورات أخرى منتظرة لمهرجان الموسيقى الإلكترونية Fenix Sound سنة 2024    "بير عوين".. رواية في أدب الصحراء    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    مدنين : مواطن يحاول الإستيلاء على مبلغ مالي و السبب ؟    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    الإطاحة بشبكة مختصّة في الإتجار بالبشر تنشط في هذه المناطق    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    زيارة ماسك تُعزز آمال طرح سيارات تسلا ذاتية القيادة في الصين    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    تونس توقع على اتفاقية اطارية جديدة مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    العثور على شخص مشنوقا بمنزل والدته: وهذه التفاصيل..    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    وزير السياحة: عودة للسياحة البحرية وبرمجة 80 رحلة نحو تونس    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يبدع الصحفي التونسي في الخارج ويتعثر في أجهزتنا الإعلامية والوطنية؟
بلا حدود مع الإعلامي مختار اللواتي في حديث الذكريات: واجهه: صابر فريحة
نشر في الشعب يوم 09 - 08 - 2008

صحافي موسوعي الثقافة، نقابي في غير تشنج، مبدئي ولكنه غير متعصب، تجربة إعلامية غزيرة ومتنوعة بين المكتوب والتلفزة والسينما تعكس تعدد مواهب مختار اللواتي الذي اختار أسبوعية « الشعب « ليميط أمامها لثام التخفي عن الأضواء في تواضعه المعهود، وثباته على المبدأ، والتزامه برسالة إعلامية وطنية صادقة .. بسعة صدر ودماثة أخلاق معهودة فيه، رحب الصحافي سليل « زيتونة الأثير « إذاعة صفاقس بإجراء هذا الحوار في أول ظهور إعلامي بعد عودته من إيطاليا إثر تجربة مع شبكة الأوربيت (ORBIT) التلفزية، سبقتها تجارب أخرى لا تقل عنها أهمية، وفي انتظار تجارب لاحقة ولتتواصل مسيرة العطاء والنضال بالكلمة الحرة والرسالة الصادقة .. فكان لنا معه المصافحة التالية وهو يودع مصدح إذاعة صفاقس ربما إلى تجربة إعلامية جديدة ...
بعد أكثر من 7 سنوات قضيتها في قناة تلفزية عربية خاصة بإيطاليا (ORBIT) عدت إلى الإعلام السمعي بإذاعة صفاقس ومن حيث بدأت فكيف تقيمون ما آل إليه هذا الصرح الإعلامي ؟
بداية لا بد من التأكيد على أن أية إذاعة ملكت مفتاح نجاح القبول الجماهيري والانتشار الإعلامي توجب عليها الحفاظ على مفاتيح نجاحها وانتشارها بمعنى أن أية محطة إذاعية اكتسبت خصوصية ما وعلى أساسها سوقت منتوجها الإعلامي الذي حقق تفاعلا مع جمهور الاستماع وجب عليها الحفاظ على خصائص نجاحها الإعلامي بثا ورسالة ومضمونا لأن الإعلام الإذاعي كوسيلة اتصال جماهيري يقوم على الاستئناس والعادة والقرب وأي تغيير يحصل في هذا الصدد سيهدد حتما المثلث المحيط برسالة الإعلامية المعروف (الباث + المستقبل + الوسيلة ).
على أن المتفحص لواقع إذاعة صفاقس اليوم يكتشف وبجلاء المتغيرات التالية، على صعيد البث تراجع إشعاع إذاعة صفاقس كأول إذاعية جهوية منذ 1961 وذلك بعد انتقالها من البث على الموجة المتوسطة (AM/MW)حيث التقطت أمواجها خارج حدود الوطن شرقا وغربا ولكن انتقالها للبث على موجة التضمين الترددي (FM)قلص من مجال التقاطها وبالتالي من انتشارها الجماهيري وهو ما حولها إلى شبه إذاعة محلية وهذا ما يتعارض مع قيمتها التاريخية وأهميتها الإعلامية في المشهد الإعلامي التونسي والعربي أصلا.
وماذا عن مضمون الرسالة الإعلامية المميزة لإذاعة صفاقس؟
من الناحية المضمونية أي (الرسالة) الإعلامية لإذاعة صفاقس فإن مفتاح نجاح إذاعة صفاقس ومنذ انبعاثها قام على ركائز ثلاث وهي (الفرقة الموسيقية لإذاعة صفاقس / وقسم أخبار إذاعة صفاقس بمواجيزه ونشراته/ وتميز التنشيط البرامجي الإذاعي) : فعلى مستوى الفرقة الموسيقية فإن فرقة إذاعة صفاقس بلغت من النجاح والتألق تحققت به إشعاعا وطنيا ودوليا وذلك بمشاركتها في المهرجانات الجهوية والوطنية والدولية ومع ذلك أصبحنا نتحدث عن « أغنية صفاقسية» طبعت فولكلوريا بتراث الشيخ بودية وغنائيا بروح الفنان محمد الجموسي، ورافق ذلك انبعاث أول كورال أطفال بإذاعة صفاقس وللأسف تم حل الفرقة الموسيقية لإذاعة صفاقس وبالتالي تم التخلي عن مظهر من مظاهر تميزها وتفوقها الإعلامي.
الركيزة الثانية لإذاعة صفاقس وبلا شك كانت نشراتها الإخبارية وهو ماروج لمصدقيتها وجعلها محل احترام ومتابعة في تونس والخارج بفضل تكرر عمليات السبق الإعلامي والتغطيات السريعة والمتفوقة للوقائع والأحداث حتى على كبرى المحطات والإذاعات الدولية التي جرت لإبرام اتفاقيات تعاون مع إذاعة صفاقس على غرار ( /BBCوواشنطنdc ( . الرمز الثالث من رموز نجاح إذاعة صفاقس ومصداقيتها هو البرامج الاذاعية المتميزة ذات المضامين الثقافية الهادفة لخيرة المبدعين البارزين خلال الستينات والسبعينات على غرار الأساتذة محمد محفوظ وإبراهيم بورقعة ومصطفى البحري وذلك بتنشيط برامج تميزت أسلوبا ومضمونا برسالة إعلامية هادفة منذ نهاية السبعينات واستمر إلى بدايات التسعينات ...
وهل حافظت إذاعة صفاقس على الميزتين الأخريين أعني (الأخبار والتنشيط)؟
بالنسبة لقسم الأخبار ورغم تقلص مساحة التقاط إذاعة صفاقس وإشعاعها الأثيري فإنه حاول المحافظة على موقعه المتميز الذي بلغه خلال السنوات الذهبية رغم تأرجح جودة المضمون والصوت الإخباري بين الجودة والضعف ولكن عموما مازال صحفيو قسم الأخبار يسعون إلى التجديد والبحث من خلال التعاليق الإخبارية باعتبار محدودية المصادر الخبرية في صياغة النشرة والمواجيز الإخبارية وذلك من خلال إحداث رواق تحليلي وتعاليق على أهم الأحداث الوطنية والعالمية يقدمها اليوم خيرة صحفي إذاعة صفاقس على غرار الزملاء عبد المجيد شعبان والحبيب الهدار وكمال بوخذير ومحدثكم حيث أنتجت مجموعة من البرامج السياسية والتحليلية والتعاليق الإخبارية لعل أحدثها برنامج( أرقام بلا تعليق) خلال جولة الظهيرة ودون مقابل مادي إيمانا بهدفية الرسالة الإعلامية وتواصلا مع الجمهور الذي طالما استحسن مضامين هذا الرواق الإخباري.
باسم التشبيب شهدت إذاعة صفاقس اقحام وجوه تنشيطية عديدة فهل حافظ هؤلاء على الميزة الثالثة لإذاعة صفاقس؟
التنشيط فن وموهبة وتكوين وتأطير وفي ما مضى كان المنشط الإذاعي يجتهد في البحث عن الفكرة وإعدادها وإنجازها وتنفيذها وهذا يتطلب مجهودا وقدرات كبيرة جعلت من الإذاعيين الأوائل والقدامى قامات عظيمة قدمت برامج متميزة ساهمت في تربية المجتمع وفي تكوين الجمهور تحقيقا للرسالة الإعلامية الهادفة القائمة على « مثلث الإعلام والثقافة والترفيه «وشهدت إذاعة صفاقس تبعا لذلك بروز أسماء كبيرة ولأدل على ذلك بقاء اسم الزميل عبد الكريم قطاطة حاضرا في الأذهان رغم ابتعاده عن التنشيط منذ سنوات وغيره كثيرون ممن انتموا إلى قسم الأخبار، على غرار الزميل كمال بوخذير ، وقد مارست شخصيا العمل التنشيطي في مساحات ومناسبات تنشيطية مباشرة مختلفة، أما اليوم فالجهد التنشيطي أسهل فهو يقدم البرامج جاهزة لمقدميها وهذا لا يمنع وجود كفاءات إبداعية تنشيطية متميزة ويوسعها أفضل مع مزيد الرصانة والإقناع والتكوين والاستفادة من الخيرات السابقة والقدرة على حسن عرض الأفكار وصياغة المضامين.
ولكننا نعايش اليوم أساليب جديدة في التنشيط ولغة إعلامية جديدة وخطاب إعلامي مخالف شكلا ومضمونا لما تحدثت عنه خاصة بعد اتساع الفضاء السمعي البصري اليوم ليستوعب تجربة القنوات الإذاعية والتلفزية الخاصة؟
في اعتقادي إن لا إذاعة دون أصوات متميزة وإذا كانت الكتابة الجيدة هي خصوصية الإعلام المكتوب فان الخطاب الإذاعي يتأسس على جمالية الصوت أي ان الخطاب الاقناعي للرسالة الإذاعية لا يتحقق إلا عبر صوت مؤثر ونافذ يجتذب السامع ولكن الفوضى الإعلامية الحاصلة اليوم غيبت عن اعتبارها معطى الصوت سواء في الإخبار أو التنشيط أو أي غرض إعلامي آخر.
وهل معنى هذا انك تغض الطرف عن لغة الخطاب وسلامته كأداة للتبليغ والمخاطبة في ظل ظهور لغة ثالثة او رابعة متفرنسة أو حتى متأ نقلزة؟
لا معاذ الله!! قناعتي إن لا نجاح للإعلامي وللصحفي المذيع إلا متى كان صاحب لغة متماسكة لذلك فكل إخلال باللغة ينجر عنه حتما إخلال بمضمون الرسالة الإعلامية وأي انزياح عن ثوابت الإعلامي الإذاعي تحت أي تعلات أو تبريرات مثل ادعاءات الرغبة في تجاوز الكلاسيكية في اللغة والتكرار في الصوت والنمطية في التنشيط أراه في اعتقادي «تنظير للجهل» فمن أعياه الإمساك بناصية اللغة هو فقط من يلتحف بهذه المبررات الواهية ويتغلف بتعلاتها.
فكيف تقيم إذن لغة الخطاب الإعلامي للمحطات الخاصة؟
أظن إن الفراغ يشرع لأي ظاهرة، بمعنى ان غياب قاعدة القرب بمفهومها الواسع عن الرسالة الإعلامية يبعد المتلقي (الجمهور)عن أي محطة إذاعية أو قناة تلفزية واعتقد إن الفئات الشبابية هي الأكثر عرضة إلى هذا التغرير الإعلامي، فعلى مدى عقود شهدنا خطابا إعلاميا متخشبا يخاطب الشباب كراشدين ويهمل انتظار اتهم وخصوصياتهم كما ان الأساليب التنشيطية ظلت جامدة ان لم نقل محنطة وهذا الاستبعاد او التهميش للشباب في الأوعية الإعلامية العمومية بل هذا الفراغ روج لنجاح الإذاعات الخاصة ولخطابها ولرسائلها ولأساليبها وأغراضها الإعلامية التي تدعي التجديد والروح الشبابية بلغة عربية فرنسية انجليزية أي خليط من اللغات الثلاث، «كوكتال لغوي» بدعوى المعاصرة ومسايرة الموضة الجديدة في التنشيط على غرار بعض المحطات اللبنانية أو المحطات العربية الغربية «راديو سوا» الأمريكي وغيرها من المحطات التي تستبعد من اعتبارها خطورة الدور التربوي للإذاعة او لعلها تستحضر هذا الدور وتمعن في امتهانه وانتهاكه... فنحن لن نسمع الى اليوم عن إذاعات غربية خاصة او عمومية تستخدم لغات هجينة او متعددة الألسن بل على العكس تحرص المحطات الفرنسية مثلا على منع مذيعيها من استخدام عبارات انجليزية نحو قولهم (Bonne weekend / OK) وغيرها من المفردات التي يرون فيها تهديد لسلامة لغتهم ومساسا لمقومات حضارتهم فكيف بنا نحن، ونحن في منتهى الهزيمة ؟ على ان المعادلة ممكنة بين سلامة التنشيط وسلامة اللغة وهدفية الخطاب حتى مع استخدام لهجتنا التونسية وهي الأقرب إلى العربية والأكثر استطرافا من قبل إخوتنا المشارقة فلماذا نتكلم على أنفسنا خصوصيتنا ونفر مما يميزنا لنتخبط في الإسفاف والرداءة والمحاكاة اليائسة.
لكن في المقابل لماذا يبدع الصحفي التونسي في الخارج عند الانتقال للعمل بإحدى المحطات الإذاعية اوالتلفزية أو حتى الصحف الأجنبية ويتعثر في أجهزتنا الإعلامية الوطنية فيتغير خطابه ونكتشفه في جدية ورصانة اكبر لم نأنسها فيه في ممارساته الإعلامية في تونس؟
ثمة خوف غير مبرر من المسؤول والإدارة والدوائر الرسمية في ظل غياب تقاليد إعلامية تحررية قبل التغيير السياسي الحاصل في 1987 فالإعلامي التونسي مازال الى اليوم يبالغ في ممارسة الرقابة الذاتية على نطاق واسع وهو ما انعكس على مضامين رسالته الإعلامية وطرق معالجته للأشياء والأحداث وهو ما جعله أيضا يفارق الموضوعات الجادة فرارا من أي اشتباه للالتزام السياسي او حتى الفكري بل ربما حتى لا يخطا فهمه ولا يحسب على جهة ما... والنتيجة بالتالي خطاب اعلامي هزيل غير جاد غير عميق ضعيف المضمون والفحوى، والخاسر بالكلية الجمهور العريض الذي فقد في قطاعات واسعة منه الثقة في إعلامنا الوطني لييمم وجهته نحو الأوعية الإعلامية الخارجية دون اية حصانة او توجيه وذلك هو الخطر الأكبر على الوطن وأبنائه. وحتى لا نلقي بتبعات تردي الوضع الإعلامي على الصحفي خصوصا او الإعلامي عموما لابد من التأكيد ان القرار السياسي معني ضرورة بهذه المسؤولية.
هل يفهم من كلامك هذا انه لا حرية اعلامية في تونس؟
الأصل في الأشياء هو الحرية، وعلى حد تعبير الثورة الفرنسية حرية الفكر والتعبير والرأي هي أقدس الحريات، والمعنى انه حتى أبشع الأنظمة ديكتاتورية وسلطوية ينفلت عنها هوامش من الحرية وتعجز رقابتها عن كتم كل الأنفاس او قمع كافة الأصوات، والوجه الآخر للحقيقة، أن الحرية مطلقة لان ذلك يؤدي الى بث الفوضى وترويج الاغاليط والأراجيف وتزييف الوقائع او استغلال الصحافي لنفوذه الإعلامي الخ ... بين هذا وذاك يكمن خيط رفيع اسمه حرية الصحافة والإعلام والنشر والاتصال ... بين التعتيم الإعلامي والتضييق الصحفي والمحاصرة الاتصالية وبين الإعلام الفاضح والصحافة المأجورة وخطابات الثلب والشتم يستبين الصحفي الحق من الصحفي المزيف، واذا كان زملاؤنا يبدعون بالخارج ويعجزون أحيانا بالداخل فذلك راجع إلى وجود مناخ أوسع من الحرية الإعلامية بما يفسح مجال الإبداع والتميز وهو ما يعوزهم داخل الوطن فضلا عما يمارسه الكثيرون منا من رقابة ذاتية غير مبررة أحيانا.
هل يعني قولك إن الإعلام الغربي يبقى الأفضل والأكثر تحررية في العالم؟
يبتسم )لا ليس بالضرورة، والمعنى انه ثمة رسالتين إعلاميتين اليوم في المشهد العالمي إعلام ذكي في الغرب / وإعلام غير ذلك ولا أقول غبي في المنطقة العربية ودول الجنوب عموما، مع انه لكل قاعدة استثناء، ما يجب أن يفقهه الجميع، كافة المعنيين بالرسالة الإعلامية انه «لا رسالة إعلامية بريئة» والإعلام الغربي ناجح ليس فقط لأنه واضح وشفاف بل لأنه إعلام استراتيجي ومخطط له ومدروس ، ولا يغيب عن ذهن الجمهور مثلا التظليل والمغالطات الإعلامية التي يمارسها الجهاز الإعلامي الأمريكي إلى اليوم بشان العراق وأفغانستان استغفالا لقطاعات الجماهير الأمريكية واستغناء للجمهور العربي وإرباكا للساسة والمسؤولين بالمنطقة العربية وكلكم تذكرون الاعتذار الشهير لشبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية من جماهير المشاهدين بعد وقوعها تحت ضغط البانتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) خلال حرب الخليج الثانية.
إذن أين يكمن الحل لإعلامنا وإعلاميينا؟
يطرق) قطعا لا حلول جاهزة ولا وصفات مدبرة، الحل يكمن بالضرورة في التفتح على مشاغل الناس والإصغاء لنبض الشارع والإحاطة بانتظاراته في كافة المجالات (اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وفكريا وثقافيا وترفيهيا) تحقيقا لرسالة إعلامية صادقة وهادفة، فنحن نحتاج إلى إعلام هادف ورسالي يتفاعل أكثر مع قطاعات الجماهير العريضة دون خوف من ملامسة الواقع ومكاشفة الحقيقة وذلك قطعا للبحث عن حلول، فلا ممنوعات ولا تابوهات ولا مصادرات لأيه أصوات مخالفة ولا محرمات سوى حرمة الوطن، وحقوق الأفراد وأعراض الآخرين ... فجميعنا لتونس وتونس للجميع ودون مزايدات وبعدا عن الفبركة التي بات بوسع الجميع اكتشافها، واعتقد انه لدينا ثلة من إعلاميينا المقتدرين على إدارة الحوار وحسن ملامسة الحقائق والتطرق إلى الموضوعات الأكثر حساسية والأبعد إحراجا دون تجريح أو مغالطات ...
بعد هذا التشريح للوضع الإعلامي في الموطن و الوطن أي (وطنيا وعربيا) لنعد إلى مسيرة المختار اللواتي الإعلامية والتي على حد علمي غزيرة ومتنوعة فما هي ابرز محطاتها؟
المعروف عني نشاطي الإذاعي كصحفي مذيع وكمنشط لبرامج ثقافية متنوعة بإذاعة صفاقس لكني مارست قبلك الصحافة المكتوبة (يقولها ممازحا) من خلال تحقيقات اقتصادية واجتماعية من خلال جريدة الصباح «التونسية» خلال السبعينات علاوة عن مراسلة صحف دار الأنوار التونسية في الثمانينات .. فضلا عن نشري لمراسلات ثقافية وأدبية لمجلة الإذاعة والتلفزة التونسية وأكثر من ذلك راسلت مثلك جريدة «الشعب» لسان الاتحاد العام التونسي للشغل (يعود الى الضحك) وذلك خلال فترة مابين السبعينات والتسعينات، على أني تخصصت في نشر حوارات على أعمدة مجلة «العهد» لصاحبها المرحوم الزميل (محمد البرادعي).
هل معنى ذلك انك مناضل نقابي؟
يلوح برأسه) اجل، بكل شرف واعتزاز.
فما قصة «إذاعة الشعب» من الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس؟
معترضا ملوحا بيده) لا ليست قصة إنما هي رسالة ومحطة اعتز بها في مسيرتي كانسان وكإعلامي وكمناضل نقابي، كانت رسالة هادفة مكنت من توحيد الموقف النقابي للشغالين للمعتصمين بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس خلال إضراب 25 و 26 جانفي 1978 وكان لصوت إذاعة الشعب الدور البالغ في الحيلولة دون نجاح المليشيات المناوئة للرسالة النقابية الوطنية والمبثوثة آنذاك بين العمال بغاية إغواء الشغيلة ودفعها إلى النزول إلى الشارع ومن ثم تهميش مصداقية تلك المحطة النضالية.
وكيف نجحت «إذاعة الشعبّ في تحقيق هذا الهدف النضالي؟
يتسرع في الحوار) كانت تلك الإذاعة الداخلية تبث بيانات إحصائية حول نسب المضربين في مختلف القطاعات وفي مختلف المناطق والجهات وهو ما كان يتلهف الشغالون لمتابعته بحيث ساهمنا آنذاك عبر تلك القناة الاتصالية في فتح منافذ إعلامية اخترقت الحصار والتعتيم الإعلامي الذي مارسته السلطة في تلك الظروف المحتقنة والمتوترة والأجواء المشحونة على جميع الأصعدة.
وهل حققت تلك المبادرة اهدافها؟
بلا شك، لقد كانت صفاقس «القلعة النضالية المعروفة « الجهة الوحيدة التي لم تحصل بها أعمال شغب أو تخريب ولم تقع فريسة استدراجات المغرضين وإغراءاتهم المشبوهة وبالتالي حقق ذلك الإضراب أهدافه وحافظ على طابعه النقابي السلمي الصرف.
وماهي مكانتك في هذه التجربة الاعلامية النقابية السابقة؟
يرتشف فنجان القهوة) بكل فخر كنت صاحب المبادرة وقد نجحت بجهد زملائي أعضاء النقابة الأساسية لإذاعة صفاقس ومن موظفي واعوان وعملة اذاعة صفاقس آنذاك واخص بالذكر منهم و دون استثناء (المرحوم عبد الرزاق بوستة والزميل عبد المجيد شعبان والمنصف الغمقي وجميل عز الرين وزهير قوبعة والمرحوم أنور السميري والزميل محمد الهادي وآخرون ... وبالتالي كانت إذاعة صفاقس بعيدة عن الفر جوية فقد التزم اكثر من (90%) من العاملين لاذاعة صفاقس آنذاك بتلك المحطة النضالية معتصمين بمقر الاتحاد الجهوي وهو ما حوله الى مقر جديد لإذاعة صفاقس خلال تلك الملحمة.
لماذا لا تعمد مثل كثيرين إلى إخفاء أو تغييب محطة النضال النقابي عن مسيرتكم؟
يومئ برأسه) ولماذا؟ بل ااكد اعتزازي الكامل بمسيرة نقابية مستقلة فرغم ما تعرضت له من مضايقات وصعوبات حافظت على استقلالي عن أي انتماء حزبي او التزام سياسي وكنت بذلك واحدا ممن شددوا على ضرورة استقلالية للاتحاد بعيدا عن الاحتواء أو التوظيف، وبالتالي كانت من وجوه رسالتي النقابية التحسيس والتكوين النقابي/ الإعلام والإنارة للرأي العام العمالي/ الدفاع عن استقلالية الاتحاد ونزاهة رسالته النضالية النقابية.
لماذا هذا الإمعان في الحديث عن» الاستقلالية» و أنت لا تخشى فيما ذكرت لومة لائم؟
يستنكر) ولم لا؟ فلو لا استقلالية الاتحاد لما كان له الفضل في إحداث التوازن المطلوب في الحياة العامة للمجتمع التونسي ولما أمكن له منع التفرد بالسلطة الواقعة حينها تحت هيمنة الحزب الواحد، لقد كان الاتحاد ومازال المتنفس لكافة القوى الحية في البلاد ليس فقط من خلال النضال والمطلبية النقابية بل أيضا للتمرس على الحياة الديمقراطية والتعددية في الرأي و الاختلاف . اما عن استقلاليتي فإنني حريص على هذه الميزة بحيث لم اكن متحزبا ولم انتسب قط الى أي تنظيم سياسي سواء معارضا او حزب السلطة، وفي اعتقادي ان هذه الخصوصية مطلوبة في كل إعلامي صادق يريد ان يحافظ على مسيرة ثابتة بحيث يكتسب قدرة التقييم الموضوعي للأوضاع من حوله ، وليتخذ مسافات الأمان الموضوعي لدى معالجة الأحداث والمستجدات والمتغيرات.
هل حمتك هذه «الاستقلالية» من الملاحقات والاضطهاد في تلك الظروف المشحونة؟
لا لا البتة إطلاقا (ترتفع نبرة صوته) في تلك الحقبة صنف الاتحاد العام التونسي للشغل ومناضلوه كتنظيم معارض واعتبرت تحركاته بمثابة العصيان والتمرد واحتسب كل منظوريه على تيارات اليسار وقواه ولم اسلم كمناضل نقابي مستقل وملتزم بالرسالة النقابية التنموية الوطنية.
كيف عاملتك السلطة إذا؟
طبعا كأي سلطة فردية مطلقة مارست علينا لعبة الترغيب والترهيب عبر وسائل الإغراء والاحتواء وأدوات الترغيب والعقاب، ومن مظاهر الاستمالة والاستدراج التي مورست علي آنذاك أن عرضت علي إدارة إذاعة المنستير الوليدة آنذاك فرفضت ذلك ،أما زجريا فقد تم الزج بي صحبة زمرة من زملائي في السجن في أعقاب أحداث جانفي 1978 وتبعا لذلك طردت مع رفاقي من العمل بإذاعة صفاقس ولمدة 3 سنوات.
وهل استوعبت الدرس؟
يتضاحك) كل مرحلة في عمر الإنسان وكل محطة في مسيرته درس للاستيعاب وللتقييم وإذا كنت تقصد بقولك «استوعبت الدرس» انني نادم على ما كسبت يدي فلا، بل زادتني تلك الوقائع ثباتا على الموقف وإصرارا على المبدأ لذلك وحتى بعد العودة الى العمل كان التعامل معنا دائما يشوبه الحذر واستمرت لعبة الاستمالة والاستبعاد.
وهل ظل ذلك الى اجل غير مسمى؟
في اعتقادي ان البلاد شهدت انفراجا بعد تحول نوفمبر 1987، ولعل بعض الوجوه السياسية التقدمية في تلك المرحلة عملت على تكريس مفهوم «الوطن للجميع» سعيا لتحقيق المصالحة الوطنية، فبرغم بعض الاعتراضات تم إسنادي رئاسة تحرير قسم الإخبار بإذاعة صفاقس سنة 1991 بمبادرة من والي صفاقس والمدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزة آنذاك ،وكان ذلك منطقا لإثراء تجربتي المهنية وتطويرا لإمكاناتي الإعلامية، وانبريت بالتالي للنهوض برسالتي والمسؤولية التي انيطت بعهدتي تعزيزا لموقع إذاعة صفاقس في المشهد الإعلامي التونسي وارتقاء بمنتوجها ومضامين رسائلها.
ألهذا السبب تفوقت إذاعة صفاقس آنذاك وخاصة في أطباقها الإخبارية؟
اترك لكم حرية التقييم، فالقاعدة تقول ان «الخبر مقدس والتعليق حر».
ولكنني اذكر مع حداثة سني انكم نشطتم مساحات برامجية مباشرة سواء في أروقة الصباح والضحى ومن بينها برنامجا سينمائيا.
جيد (ممازحا) هذا من حسن حظك أو هو منحسن حظي ؟ صحيح بالإضافة إلى رسالتي الإخبارية رئاسة للتحرير ومحررا ومذيعا وقارئا للاخبار كانت لي اهتمامات ثقافية متنوعة بما في ذلك السينما كما ذكرت. فأنتجت تبعا لذلكبرامج أهمها (المجلة الفنية/فن ومجتمع/سينمائيات) وقدمتها مباشرة عن الاثير.
لماذا السينما تحديدا بالنسبة إليك ولأبناء جيلك؟
يتنفس بعمق) حكايتي مع السينما حكاية عشق وغرام كما يقول شباب هذا الجيل فقد جاور سينما «الماجستيك»الشهير مدرستنا المسماة بالمدرسة «الشعبية» او «الخيرية» وكما يدل عليها اسمها فهي مدرسة للفقراء ومحدودي الدخل وقد تخرج منها العديد من رجالات صفاقس وهذا الوطن والمجال غير مؤات لذكرالبعض وقد كان سينما «الماجستيك» يعرض مساحة حرة للأطفال فنشأت لدينا تبعا لذلك علاقة انجذاب وانبهار تبعها انضمامي الى احد نوادي السينما الثلاثة الناشطة آنذاك (مثل نادي سينما الشباب/ونادي «لويس لوميار») واعتقد إنني لو لم أكن إعلاميا إذاعيا لكنت بالضرورة سينمائيا.
ولقد كنت كذلك خلال تجربتك بقناة (ORBIT)
وهو كذاك كنت سينمائيا بالقوة في تونس واما خلال تجربتي الإعلامية الخارجية أصبحت سينمائيا بالفعل، لقد كانت التجربة ضرورية بالنسبة الي إرضاء لحاجياتي النفسية والاجتماعية والمهنية وكانت فترة الاختبار تدوم لمدة شهر ككاتب للنصوص ومحرر للسيناريوهات الوثائقية ولكن هذه التجربة استمرت وبعيدا على الحسبان ولمدة 7 سنوات واكثر من ذلك تطورت مسؤوليتي من مجرد محرر لأصبح المسؤول الأول عن القناة السينمائية في تلك الشبكة فوافقت مهنيتي هوايا وصرت سينمائيا محترفا من حيث لم أشأ ولم ادر مع ان تكوني السينمائي بنوادي السينما واهتماماتي ومطالعتي في هذا المجال كان لها بالغ الأثر في توفقي في رسالتي تلك.
يذهب البعض إلى ان السينما التونسية «سينما اليسار» الا تخشى من هذا التصنيف وانت الحريص على استقلاليتك كما ذكرت؟
(يعترض) حسبك، لابد من تحديد المفاهيم قبل كل شيء فمفهوم اليسار مفهوم واسع وعريض فإذا كانت اليسارية التزام بتنظيم وتحزب او انتماء لتشكيل سياسي بمرجعية يسارية معارضة معترف بهااو سرية فهذا لم يكن مطروحا بالنسبة الى لا كعقيدة ولا كممارسة،أما ان كان قصدك من التصنيف اليساري هو ذلك التوجه الفكري التقدمي المنفتح على الأفكار التحريرية واستشراف التغيير والتجديد والتحديث فهذه القناعة تلزمني باعتبارها حقيقة تاريخية ولها جذورها الضاربة في عمق الحضارة والثقافة العربية الإسلامية وقد مثلها الحكيم ابن رشد وأبو العلاء المعري وإخوان الصفا وخلان الوفاء/ والمعتزلة خاصة في مرحلتها الفكرية قبل إن تتسيس لتمارس بدورها الإقصاء والاضطهاد السياسي ، والحقيقة ان اليسار الفكري الذي اعتز بالانتساب اليه في التفكير متشبع بمبادئ الفكر التنويري ورموزه أمثال منتاسكيو وفولتير فهو اتجاه تنويري تحديثي تجديدي يساير التاريخ ويواكب المتغيرات مع الاعتزاز بمناقب التراث والهوية الحضرية للأمة التي هي أحوج اليوم من أي وقت الى هذا النهج لتجاوز نكساتها ولأزماتها وتناقضات الواقع.
والآن هل استقر التاريخ بعد أن تقاعدت عن وظيفتك الإعلامية منذ أشهر قليلة من إذاعة صفاقس وهو ما لا تعكسه ملامحك فمازلت شابا ما شاء الله فماذا أعددت للمستقبل؟
يبتسم) في الحقيقة لم أبرمج او اخطط للمرحلة المقبلة طالما إنني أومن بثقافة «التواقف» بديلا عن التقاعد واعتقد جازما ان ليس للعمل الإعلامي سنا وهذا ما تؤكده المسيرة الإعلامية لأشهر الوجوه الإعلامية ولكم ان تتساءلوا عن سن محمد حسنين هيكل رغم إنني لا أقيس قامتي إليه
هذا تواضع منك تعودنا عليه ولكن هل معنى ذلك انك ستغادر من جديد للعمل بإحدى القنوات العربية على غرار هيكل؟
لا ليس بالضرورة ولكنني لم اجمع أمري خاصة واني لم أتلق إلى حد الآن أي عرض لا من داخل الوطن ولا من خارجه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.