تواصلت أمس التفجيرات والعمليات المسلحة بما في ذلك الهجمات على القوات الأمريكية والاغتيالات وحوادث الخطف من جنوب العراق إلى شماله... وفي الوقت الذي يستمر فيه الوضع متفجرا في معظم المناطق العراقية بسبب استمرار الاحتلال الأمريكي هدد وزير الدفاع في الحكومة العراقية مجددا بنقل «المعركة» إلى شوارع طهرا ودمشق المتهمين بمساعدة المقاومة وجماعات أخرى غير مرتبطة بها. ولم تهدأ وتيرة الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية والعراقيين المتعاونين معها سواء من أفراد الأمن أو غيرهم. نسق مرتفع وأصيب الليلة قبل الماضية 5 جنود أمريكيين في محيط بلدة التاجر الواقعة على مسافة 15 كيلومترا شمالي بغداد حيث يقع مجمع عسكري كبير. وأصيبت الآلية التي كان الجنود الأمريكين على متنها. وإلى الجنوب من بغداد انفجرت أمس سيارة مفخخة في بلدة «المحاويل» القريبة من مدينة الحلة مركز محافظة بابل مخلفة 4 قتلى على الأقل و20 جريحا وفي اللطيفية داخل مثلث الموت جنوبي بغداد أيضا خطف مسلحون أول أمس رئيس مجلس محافظة صلاح الدين الشمالية ومساعده بينما كانا عائدين إلى تكريت مركز المحافظة من مدينة النجف. وخطف المسلحون أيضا عميد كلية الحقوق بتكريت ومسؤولا محليا آخر كانا يستقلان سيارة كانت تسير ضمن الموكب المتجه إلى تكريت. وفي محيط تكريت ذاتها استشهد أمس جميع أفراد عائلة عراقية مؤلفة من 4 أشخاص هم رجل وزوجته وابنته وشقيقه في غارة جوية أمريكية على منزل العائلة في قضاء «الشرقاط» (100 كيلو متر شمالي تكريت) وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر من قيادة شرطة محافظة صلاح الدين. وغير بعيد عن تكريت قام مسلحون بتفجير مبنى الانتخابات المركزي في مدينة الموصل بعد استهداف مراكز أخرى في المحافظات الواقعة إلى الشمال من بغداد في الأيام الماضية. وفي كركوك ذكر أمس مسؤول في شركة نفط الشمال العراقية ان الحرائق المشتعلة منذ حوالي شهرين في 4 من 6 آبار للنفط قد أخمدت مشيرا إلى أن خبراء عراقيين وأجانب تعاونوا لإخماد تلك الحرائق. وفي أقصى جنوب العراق جرح أمس مسؤول محلي في محافظة البصرة بينما قتل اثنان من حراسه وأصيب آخران في هجوم بالأسلحة الرشاشة على موكبه. معركة «الشعلان» وفي الوقت الذي بدا فيه واضحا مدى عجز قوات الاحتلال والحكومة العراقية المعينة عن مجابهة مدّ العمليات المسلحة المتصاعد عاود حازم الشعلان وزير الدفاع في حكومة اياد علاوي التهديد أول أمس بنقل «المعركة» إلى شوارع طهران ودمشق اللتين يقول إنهما تقفان وراء عمليات المقاومة والتفجيرات والهجمات. وفي تصريح أوردته وسائل إعلامية عربية مختلفة قال الشعلان إن لدى الحكومة التي ينتمي إليها وسائل نقل ما ينعته بالمعركة من شوارع بغداد إلى شوارع طهران ودمشق. وفي حديث نشرته أمس صحيفة «البيان» الإماراتية قال إياد علاوي بدوره إنه سوف يستخدم جميع الوسائل المتوفرة لحماية العراقيين في مواجهة من نعتهم بالإرهابيين لكنه ذكر في المقابل انه يريد تسوية الخلاف مع سوريا عبر القنوات الديبلوماسية وليس عبر وسائل الإعلام كما يفعل الشعلان. وقد سعى علاوي في الحديث الذي نشرته «البيان» إلي التخفيف من وطأة تهديد الشعلان ولمح إلى أنه لا يلزم بالضرورة حكومته مشيرا إلى خلاف في وجهات النظر بين أعضاء هذه الحكومة المعينة من الاحتلال.