ندد بروفيسور القانون في جامعة كولورادو الأمريكية بول كامبوس بشدة بدعوة أحد المتطرفين الصهاينة في الولاياتالمتحدة وهو دانيال بايبس إلى إقامة معسكرات اعتقال للمسلمين الأمريكيين على غرار معسكرات الاعتقال التي أقيمت للأمريكيين من أصل ياباني في الحرب العالمية الثانية. وقال البروفيسور كامبوس في مقال في صحيفة أريزونا ديلي ستار يوم الاثنين إن مدير منبر الشرق الأوسط المحافظ المعروف دانيال بايبس نشر وجهة نظر اشار فيها بصورة ضمنية إلى إعادة احتجاز الأمريكيين المسلمين كافة في معسكرات اعتقال قد تكون فكرة جيدة. وكانت مقالة بايبس التي نشرت في صحيفة نيويورك صن وهي من الصحف الصهيونية اليمينية وأعيد نشرها في صحف أمريكية أخرى، تلقي نظرة على معسكرات الاعتقال الأمريكية لليابانيين الأمريكيين وتلمح بأنه يتعين على الحكومة الأمريكية أن تنظر في خطوات مماثلة في سياق حربها على ما تسميه «الإرهاب». وكان الهدف الفوري لآراء بايبس كتابا جديدا للصحفية الأمريكية اليمينية ميشيل مالكن بعنوان «دفاعا عن الاعتقال» الذي تمتدح فيه اعتقال أكثر من 120 ألف أمريكي من ذوي الأصول اليابانية على اعتبار أنه «إجراء أمني معقول في زمن الحرب». وقال كامبوس إن كتاب مالكن «عمل كريه في تاريخ الرجعية بنغمة فاشية مميزة.. إنها تدافع عن سياسات اعتبرت منذ فترة طويلة سياسات لا يمكن الدفاع عنها كليا مستخدمة حججا تافهة.» وأضاف بأنه طيلة عقود، فإن معسكرات الاعتقال قد أدينت عالميا كمثال مخجل لما يمكن أن يحدث عندما تشجع الحكومة الأمريكية بدلا من أن تقاوم هستيريا الحرب. وقال كامبوس أنه في الأجواء الشوفينية الحالية المتسمة بالإثارة في الولاياتالمتحدة، فإن كل أنواع المجادلات التي كانت محرمة في الماضي أخذت تنزلق إلى العلن كما الأفعى. وقد وصفت مالكن كتابها بأنه «تحد جريء ل التصحيح السياسي» لكن كامبوس اعتبر الكتاب بأنه «ليس إلا دليلا على مدى التغير السياسي لدرجة أن (الرئيس الأمريكي الأسبق) رونالد ريغان قدم اعتذارا رسميا لضحايا معسكرات الاعتقال في عام 1988 قبل أن يسمح بدفع 1.65 مليار دولار كتعويضات عن ذلك.» وقال كامبوس في معرض انتقاده الشديد لهذه الآراء «إنه لأمر مجد أكثر بكثير إقامة معسكرات اعتقال لأعضاء من المجموعات السياسية الموغلة في يمينيتها بدلا من إقامة هذه المعسكرات للمسلمين الأمريكيين.» وأضاف «ونستطيع فقط أن نأمل أن مالكن وبايبس سيعارضان على الأقل الاقتراح السابق» وقال إن المسلمين الأمريكيين ليسوا أول مجموعة يثار سؤال حول ولائها لمجرد ارتباطها الديني وينبغي على المحافظين الجدد أن يضعوا ذلك في أذهانهم.»