القلعة الكبرى بتونس كلمة الارهاب، خرجت منها مفاهيم العجب العجاب وأوصلت ذوي النفوذ العالمي الى تشريع الذبح والقتل والانقلاب وتصدير اليباب والخراب وحتى الشرعية الدولية ذبحت على الابواب وفقد كل مفكر حصيف الصواب وتاه في بيداء الاستلاب، وأصبح من جراء ذلك العقلاء مجانين بدون اسباب. المجنون الاول : لماذا اغلقت التلفاز؟ لماذا حجبت عنا اخبار العراق وجلسات المنتظم الاممي؟ لماذا حرمتنا من معاودة مشاهدة مصافحة الوزير الاول العراقي ووزير خارجية الكيان الصهيوني؟ لماذا حرمتنا من رؤية التصفيق الحار الذي حظي به رسول السلام العراقي امام مجلس الشيوخ الامريكي؟ لماذا تمارس على الارهاب الاعلامي؟ المجنون الثاني : وبعد، وبعد المشاهدة، ماذا عساك صانع وانت قابع هنا في عنبرك، لا تعرف غير الحقن المهدئة والاقراص المنبهة وحصص التقويم العقلي... انت والعدم، انت والسلبية العالمية سواسية.. انت كالحجر جامد ان لم تحركك يد لا تحرك! انت محسوب على فئة من المعوقين ذهنيا وعضويا، أنت حتى وان قمت بتفجير المقر الازرق للامم المتحدة فلن يقبض عليك احد ولن يصدق ما صنعته احد. ولن يحاكمك احد... وربما ان فعلتها وفجرت نفسك في قلب تل ابيب وحصدت مائة عسكري اسرائيلي، يومها فقط ستحسب على الارهابيين وسوف يفجروا لك بيتكم وحقلكم وجميع ممتلاكتك المادية والادبية وسوف تدخل دفتي التاريخ، دفة الارهاب، ودفة الاستشهاد. وفجأة، دخل عليهما الطبيب صحبة الممرض، هذا يحمل حقنة والثاني يحمل حقنة والثاني يحمل عصا غليظة، فتفرس الطبيب في المجنون الاول وصاح في وجهه: لا ينقصنا الا الارهاب، وتفجير المشفى الذي حفظكما من التشرد والضياع كاهل فلسطين 1948، وحماكما من مآسي المخيمات، وانقذكما من الامراض والتسكع في مدن الشتات ومن الموت من اجل الهوية ومن انتظار تطبيق قرارات الاممالمتحدة 194 و242 و338 في كامل مدارككما الذهنية والعقلية... اهذا جزاء سنمار؟! الممرض:: ان تعودا الى هذا التفكير السخيف سأدككما دكا كما تدك طائرات الحلفاء سكان الفلوجة وسامراء في العراق. ومن الآن فصاعدا سنصادر عنكما التلفاز مصدر البلاء وعين وباء شحن افكاركما بالارهاب. وإذا خرجتما الى البرية افعلا ما يحلو لكما فسوف تقبض عليكما امريكا وتزج بكما في سجون غوانتمانو بدعوى انكما من فصيلة الارهابيين. المجنون الاول: وماذا فجرت؟ وماذا صنعت من اسلحة دمار شامل واسلحة محظورة؟ وهل خصبت الاورانيوم من وراء لجنة الطاقة الدولية؟ وهل قمت بتفجير السفارات الغربية؟ وهل بعت الاسرار الحربية لدول المحور؟ وهل انتمي الى دول محور الشر؟ المجنون الثاني: كيف لا؟ كيف لا! وانت الذي فجرت غضبك وكسرت حاجز الصمت بينك وبين طبيبك، وكدت تقصف مدير المشفى بعبارات النقد والتجريح والكيد والحقد، ألم تقفز ليلة البارحة على اتعابك وجنونك وتحرض المرضى والمجانين على التعقل والتمحيص فيما يجري في العراق ودارفور السودانية، وسوريا ولبنان وفلسطين وايران؟ ألم تدع الى الجهاد ضد الصهاينة اصل البلية العالمية؟ ألم تدع المرضى الى حمل حقنهم والخروج الى الوطن العربي الكبير وحقن مواطنيه بمصل الوطنية؟ المجنون الاول: كفاك مغالاة... كانت مجرد افكار وهراء مجنون دمرته الحقن المهدئة والاقرص المنومة؟ كانت مجرد احلام وردية افرزتها ايام الاعتقال في زنزانة الاحتلال... كان حوارنا وراء الجدران فصار في الاجواء... كنت اظن زنزانتنا محصنة من الجواسيس فاذا باقرب الناس الينا يمتهنون هذه المهنة الرخيصة. المجنون الثاني: صمتا انهم وراء الباب... المجنون الاول: أنا من الان فصاعدا، مجنون واصم وابكم...