يقف حجاج بيت اللّه الحرام اليوم الاربعاء التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1425ه على صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من أركان الحج (فالحج عرفه). وكما روى جابر رضي اللّه عنه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ما من يوم أفضل عند اللّه من يوم عرفة ينزل اللّه تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة». وتعد عرفات المشعر الوحيد في مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم وقد كانت قبيلة الحمس وهي من قبائل العرب وعلى رأسها قريش لا تقف بعرفة بل تقف باجماع تشريفا للحرم فجاء الاسلام فجعل الحج لا يتم إلا بالوقوف بعرفة فقال صلى اللّه عليه وسلم (الحج عرفة) تأكيدا على أن من لم يقف بعرفة فلا حج له. وعرفات ليس بجمع عرفة كما يظن البعض وانما هو مفرد على صيغة جمع وهي فسيح من الأرض محاط بقوس من الجبال يكون وتره وادي عرنه فمن الشمال الشرقي يشرف عليها جبل اسمر شامح يسمى جبل «سعد» ومن مطلع الشمس يشرف عليها جبل أشهب وهو أقل ارتفاعا من سابقه ويتصل به من الجنوب وتشرف عليها سلسلة سوداء من جهة الجنوب تسمى «أم الرضوم» أما من الشمال إلى الجنوب الشرقي فيمر وادي عرنه وكل هذه الديار لقريش. وبعرفات جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى اللّه عليه وسلم «وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف». ويقف الحاج بمشعر عرفات بعد صلاة الظهر من اليوم التاسع من ذي الحجة ويجوز الوقوف إلى فجر اليوم العاشر. ولجبل الرحمة العديد من الأسماء منها «القرين» وكان يسمى «الالا» وقد يسمى «النابت» وقد أولت الممكلة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه اللّه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه اللّه عرفات جل عنايتها واهتمامها وقامت بتنفيذ العديد من المشروعات الحيوية والعملاقة وانفقت عليها مليارات الريالات. وفي هذا المجال قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بانشاء الطرق والجسور ومواقف السيارات والمظلات وطرق المشاه وتوفير جميع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واتصالات سلكية ولاسلكية ودورات للمياه وغيرها من المشروعات التي ساهمت وتساهم بعون من اللّه وتوفيقه في تمكين حجاج بيت اللّه الحرام من أداء الركن الخامس من أركان الاسلام في جو مفعم بالأمن والامان والراحة والاستقرار.