حوس والموسيقى يدخل غرفته متلهّفا باحثا عن شريط قديم شنّف أسماع غيره، ولكن أقلقه في ما مضى لما يحتويه من مادة موسيقية فيها الكثير من الضوضاء. البحث لايزال جاريا والسؤال، مطروحا منه وعنه!... لماذا أعجبتم وشنّفت أسماعهم وأطربتهم وفي المقابل أقلقني ودمرت أعصابي، تلك ال... موسيقى؟!... هل هي مسألة ذوق، أم هي علاقتي العدائية مع الطبل «الغربي المهذّب» المحشور وسط الآلات الموسيقية العربية؟ الظاهر أن المشكلة قائمة في ركن ما، والذي يبحث جيدا يصل الى نصف حل على الاقل. يمسك بالشريط الضائع ويضعه داخل آلة التسجيل ثم يستلقي على الفراش، مغمضا عينيه متوسدا يديه صاغيا بكل القوى الداخلية والخارجية مقنعا نفسه بقيمة المحتوى... يدور الشريط عكس اتجاه عقارب الساعة، والساعة تشير الى الساعة صفر والصوت مفقود. طال انتظاره فسئم الوضع والآلة والاشرطة فبارح البيت محركا رأسه يمنة ويسرة مرددا قولة مأثورة للفيلسوف، الالماني شوبنهاور: «كثيرا ما نشعر بالاسى، حينما نستمع الى موسيقى بلا كلمات ولكن نشعر به أكثر عندما نستمع الى موسيقى بلا موسيقى»... ويدندن حوسْ، في الطريق!... * حسين الغربي (ابن الارض) -------------------------------------------------------------- **حنين اشتقت اليك... فلا غيمة تحملني ولا بريد توصله الجياد... * * * حزين هذا المساء... فلا شيء غير انعكاس السرو في الماء... وصدى الماضي يوغل في ثنايا الروح... متعبة عيناي من حنين وانتظار متعبة خطاي توغل في الدرب البعيد... * عادل محمود (قابس) ------------------------------------------------------------- **هيهات تجرّعت فنجان عمري وقبعت في ذلك الركن أتصفح بقايا زماني أبحث بين جوانبي عن جفن بعثرني كمّد جراحي ذات يوم ثم قتلني زغرد الانين الامين أسكتني، فجّرني أبكاني كيف أعتلي عرش جبينك؟ هيهات لقد فات الاوانْ! * حياة الحنشي ----------------------------------------------------------------- **قلب في غياهب الصقيع متجهم الوجه موغل في المبهم بلا ذاكرة... حاولت أن أغالب نفسي وأغسل قلبي المعتّم من سواده الحالك تكبّلني يداي... وتلوذ بالارتعاش قدماي وأسقط أرضا كطير جريح قلبي عليل يا للاسى وأركاني متصدعة الاركان... وأنا لا تسألوني... تتقاذفني الآه ورقة خريف في مهب الريح ضائع أنا و الروح يتهكم منها الوجع حينا وحينا... ينخرها نخر الابر... ودمي... دروبا للنمل المتطفل آه... يا قلبي... من الذي سوف يرتّق تمزقك... من الذي سوف يصلح تشققك... من الذي... من الذي يا قلبي سوف... ؟!! * عبد المجيد الرزقي (دار الشباب القباعة وادي الليل) ---------------------------------------------------------------- **حب أسطوري حين أشتاق إليك يا سيدتي حينها أعانق شموخ الارق أعانق لذّة الالم ويقترن حنيني بجنوني حينها سيدتي تذرف عيوني نثرا وشعرا وتنظم جفوني شعرا حينها سيدتي ينصهر المداد والورق... يلتهب القلب وترا... ويفيض شعرا تتقلص وتتمطط أوردتي وشراييني يتدفق دمي حبرا وينساب شعري موجا وأجمل ذكرى موجا وأجمل لحن حينها فقط سيدتي ينساب موجي الحزين يعزف ألمي وينظم وجعي ألمي الذي يعانق البحر يقبّل في الصخر صورتك ويمتطي ألسنة اللهب حينها سيدتي أتلذذ احتراقي أتلذّذ جراحي وينساب عبير ألمي ويتمزق وشاح اشتياقي حينها سيدتي تنتحر الآلفة وتنتفي أسطورة الحب يتحطم قفصي الصدري يدق الجرس وتحين لحظة الصفر ينتفض القلب يتفتّت شعرا يحضنه البحر وتذروه الرياح الى غياهب العدم * جمال لسود عاشق البحر (جربة «2004») -------------------------------------------------------------- **ردود سريعة * سعيد الهمامي اللواتة : مرحبا بك صديقا جديدا وشكرا على ثقتك في «الشروق». * وداد الكلاعي منزل عبد الرحمان: عشقت وشكوى فيهما نفس شعري جميل ننتظر نصوصك الجديدة. * أمل القنيتي المحمدية: الخواطر التي وصلتنا تكشف عن نفس شعري حقيقي. ننتظر منك نصوصا أخرى. * مروان الكيلاني القلعة الصغرى: «بؤساء القرن» أقصوصة جميلة ننتظر منك نصوصا أخرى.