يقال إن «ما أعز من الولد إلا ولد الولد» ولهذا تغدق الجدات كل حبهن وحنانهن على أولاد أولادهن فيسعين الى مساعدة بناتهن والوقوف الى جانبهن عندما يصبحن بدورهن أمهات للمرة الاولى. لكن ماذا لو تحول هذا العون الى نوع من التدخل في أسلوب التربية والى حاجز بينك وبين طفلك؟... وهل ترين تدخل أمك في تربيتك لابنك نقمة أم نغمة؟ أسئلة طرحتها الشروق على مجموعة من الأمهات فخرجت بالشهادات والتعاليق التالية: لا شك أنك تتذكرين فرحة والدتك الكبرى عندما علمت أنك أنجبت لها حفيدا أو حفيدة وأنها باتت جدة تداعب حفيدها وتحنو عليه أنّى شاءت وبالطبع هي لم تنس أن تسدي لك كل النصائح المتعلقة بكيفية العناية بطفلك وتربيته تربية سليمة. وهذه المناسبة لا شك أنها قرّبتك أكثر من أمك أم أن العكس هو الحاصل؟ تقول سناء: اعتقدت ان الامومة مجرد إنجاب طفل وأنني سأتمكن من إدارة أموري بصفة طبيعية لكن اكتشفت أن الامومة تكتسب تدريجيا واستطعت بفضل وجود أمي الى جانبي من رعاية طفلي والتعامل معه بطريقة صحيحة. ولهذا أعتبر نفسي محظوظة بوجود والدتي الى جانبي ومساعدتها لي في تربية أطفالي. ** الجدة هي المربية تقر السيدة منية والسيدة لطيفة أن الجدة أكثر إنسان يمكن الوثوق به في الاعتناء بالاطفال لانها سترعاهم بكل حب ودفء باعتبار تلك المعزة الكبيرة التي تكنها لهم. وتمنت السيدة لطيفة وهي والدة لثلاثة أطفال لو أن أمها كانت حية حتى تعينها في تربية أولادها. وتقول إن تربية الجدات أنفع وأجدى من المحاضن فالجدة توفر كل الراحة والامان للحفيد. وهو الرأي نفسه الذي عبرت عنه السيدة منية التي تقول إنها تتمنى لو كانت والدتها أو حماتها تسكن بجوارها حتى تساعدها على تربية أطفالها فأسلوب التربية الذي اعتمده الجيل السابق أفضل بكثير من الاسلوب المعتمد من قبل الجيل الحالي. هذا ما تشير اليه السيدة منية مؤكدة أن إصرار بعض الامهات الجديدات على إقصاء أمهاتهن من مهمة تربية الاطفال بدعوى اتباعهن أساليب تقليدية في ذلك يعتبر خطأ فادحا لا يمكن أن نجني منه إلا الندم وضياع الاطفال ونموّهم بكم هائل من العقد النفسية نتيجة الحرمان العاطفي الذي يعيشونه في ظل انشغال الامهات بالعمل طوال اليوم. ** إنه طفلي بعض الامهات يشتكين من الحضور المكثف للجدات خلال تربية الاطفال ويشعرن بابتعاد أبنائهن عنهن وتعلقهن بالجدات فتشعر الأم بغيرة من والدتها أو حماتها وتسعى لاستعادة حب ابنها بكل الطرق فسامية موظفة بشركة خاصة تقر أنها تحس بفراغ كبير نتيجة بقاء أبنائها مع والدتها وتعودهم على البقاء من دونها وتقول أشعر بمرارة كبيرة عندما أرى أبنائي لا يحسون بوجودي مثلما يحسون بوجود أمي كما أنهم لا يسمعون نصيحتي ولا يحترمونني كما يفعلون مع والدتي مما جعلني أفكر في الانقطاع عن العمل لاسترجاع حب أولادي وأربيهم بطريقتي الخاصة. وتتحدث روضة عن تجربتها مع والدتها فتقول أعترف أن أمي تحب أولادي وتحرص على راحتهم لكنها تفسد بدلالها لهم كل ما أبنيه أنا ووالدهم في تربيتهم فهي لا ترفض لهم طلبا وتمكنهم من كل ما يطلبونه دون مراعاة خطر ذلك التصرف وتأثيره السلبي على سلوكهم. ** رفض مهذب يشير الاستاذ منذر جعفر مختص نفسي وسلوكي ان وجود الجدة في حياة الطفل يشكل عنصرا إيجابيا جدا بالنسبة للتوازن النفسي والعاطفي للطفل خاصة إذا كانت والدته تعمل خارج البيت ولا تستطيع التفرغ لشؤونه. واذا ما تعارضت طريقة الأم والبنت في تربية الطفل وأحست الأم أن والدتها تخطت حدود المساعدة الى التدخل في شؤون تربية الابن على الابنة اتخاذ موقف ليّن كأن تعبر لها عن امتنانها وعن رغبتها في تقديم المساعدة وتقترح عليها مساعدتها في ترتيب المنزل بدل إلباس الطفل وإطعامه حتى لا تتدخل في تربيتها للطفل. أو في حال نشوب شجار بين الابنة وأمها بسبب تدخل الاخيرة في تربية الطفل على البنت الاسراع الى إعلامها بعدم رغبتها في التشاجر أو قطع العلاقة معها كي لا يحرم الطفل من عاطفة جدته لهذا السبب تفضل أن تلتزم هي بما تقرره ابنتها وعلى البنت أن تحرص بعد ذلك على إخبارها بمدى تقديرها لها لترطيب الاجواء وإزاحة الخلافات.