يحتضن رواق الفنون «كاليقا» بالمنزه السادس المعرض التشكيلي العراقي للفنانين علي رضا وشنيار عبد الله ومحمد الأدهمي ويشتمل على أعمال فن الرسم وفن الحزف وفن النحت. يقدم الفنان علي رضا عشرين لوحة فنية مستوحاة من تاريخ العراق وحضارته الممتدة في عمق التاريخ، يغتسل ألوانه من غبار الأزمنة لتتقد وتتوهج ناصعة الروح، تستنير وتستضيء بالدهور «بقلقامش» و»انكيدو» و»عشتار» و»حمورابي».. بالملاحم الأسطورية وبالأحزان وبالصراخ.. بالتحدي والغضب.. كلها مواضيع موغلة في القدم لازمت الانسان إلى يومنا هذا. نرى في لوحاته عالما مدهشا بسحر جماله، بأساطير وادي الرافدين، بألواحه الطينية التي اخترقتها شظايا العدوان والاحتلال، وأرض حرثتها أقدام الغزاة وبقايا أجنحة ثيران سماوية، وطائرات تهشم مدن، مقابر، رؤوس ونافذة يطل منها طفل روعت ملامحه. جداريات الفنان الخزاف شنيار عبد الله استلهم من أرض بابل مواضيعه وجمع بين عناصر الماء والطين والنّار وقدّم جداريات خزفية جديدة تتمحور في الانتقال من العمل في الأشكال المجسمة إلى الجداريات ذات البعدين، انجزها بطريقة تعتمد على الوحدة المربعة لتأليف الجدارية الخزفية، هذه الوحدات المربعة تحمل في ذاتها ملمسا يختلف من مربع إلى آخر ومجموعها يقدم خطابا جماليا متميزا، حيث يزاوج الفنان ما بين إعادة قراءة الارث البابلي القديم برؤية فنية معاصرة، وفي تأويل آخر تشكل الكتل الطينية الناتئة والغائرة أجسادا مرنة لتكشف عن حركية وجمالية الألوان الطينية القديمة. النحات محمد الأدهمي يقدم تجربته النحتية لأول مرة بتونس، حيث تشكل المرأة محور أعماله النحتية المجسمة مستفيدا من الملامح والأشكال الطرية والمنسابة برشاقتها وحركيتها ليألف مضامينها المعاصرة بسمات أسطورية عراقية قديمة.