على عكس المشاعر الفياضة وإحساس الفجيعة الذي ساد الشارع الفني المصري في الايام الاولى لحادث مصرع المطربة التونسية ذكرى، جاء العزاء الذي نظمه اصدقاء ذكرى في القاهرة فاترا وغابت عنه اشهر الوجوه الفنية التي تدافعت لتأبين ذكرى في العزاء في شقتها او التي صاحبت جثمانها الى مثواها الاخير في تونس. وعلى عكس حضور الفنانات، جاء حضور الفنانين غزيرا، ولم يحضر عزاء ذكرى الذي اقيم في اشهر مساجد القاهرة (عمر مكرم) في ميدان التحرير من السيدات سوى المطربة نادية مصطفى والراقصتين المعتزلتين نجوى فؤاد وزيزي مصطفى والمطربة غادة رجب وزوجة الفنان سامي العدل الفنانة ماجدة نور الدين اضافة الى حشد من التونسيات المقيمات في القاهرة، كما تصدرت سرداق العزاء منيرة شقيقة المطربة لطيفة وزوجة الملحن هاني مهنى الفرنسية بيتي والسيدة سلوى زوجة السفير التونسيبالقاهرة. الفنانة زيزي مصطفى كانت اولى الحاضرات بسرادق العزاء وآخر من غادره وكانت الأكثر فاعلية خاصة بعد ان كادت تنشب مشادة بينها وبين ماجدة نور الدين زوجة الفنان سامي العدل بعد ان اخذت الاخيرة تدافع عن رجل الاعمال القاتل والمنتحر ايمن السويدي، متهمة المنتفعين من ذكرى بأنهم السبب في إثارة المشاكل بينها وبين ايمن السويدي والوصول الى الحادث المروع. زيزي انتقدت عدم إقبال الفنانين على عزاء ذكرى، مشيرة الى انها تركت فنا باقيا يبقي على اسمها مدى الدهر وانها كانت من اشد المعجبات بها. المناوشات بين زيزي وماجدة نور الدين بدأت عندما وصفت زيزي مصطفى ايمن السويدي بأنه سفاح ومدعي شهرة وأكدت انه طوال حياته كان ينقب عن الشهرة بأي شكل ومن اجل ذلك اقدم على هذه الفعلة البشعة بينما ذكرى في عز مجدها وفي توقيت صدور ألبومها الجديد في الاسواق وهي الفعلة التي سيذهب بها الى جهنم». واضافت: «ان السويدي سبق وتزوّج من الراقصة المعتزلة هندية وكان يعاملها معاملة قاسية ولم يطلقها الا بعد ارتدائها الحجاب وتزوج اللبنانية جيهان قمري ليحصل على مزيد من الشهرة كما تزوّج من حنان ترك التي كانت تصل قسوته الى حد ضرب رأسها في الحائط ووصفته بأنه شخص مجنون قائلة: «لن يسامحه الله»! دفاع هنا انبرت ماجدة نور الدين للدفاع عن ايمن السويدي ونفت ان يكون قد ارتكب الحادث تحت تأثير تعاطي المواد الكحولية حسب تأكيد تقرير الطب الشرعي، واضافت: «ان فئة المنتفعين من ذكرى والذين كانوا معترضين على زواجها من ايمن السويدي منذ البداية هم السبب لانهم كانوا لا يريدون لها الراحة وأنهم كانوا ينتفعون منها دائما وبزواجها من ايمن السويدي انقطعت رواتبهم الشهرية التي كانوا يتلقونها وبالتأكيد هؤلاء وراء استفزاز ايمن ليفعل ما يفعل». وكشفت انها كانت قريبة من ايمن السويدي وذكرى بحكم الصداقة القوية التي كانت تربطهما مع زوجها الفنان سامي العدل، وان ايمن كان لا يسيء معاملة ذكرى بل على العكس كان في منتهى السعادة معها وارجعت الحادث الى شيطان تمكن من ايمن نتيجة بعض الاستفزازات وقالت: «ان اليد التي قتلت ليست هي الجانية وانما من دفعها للاستفزاز من وراء ستار هو الجاني الحقيقي». زيزي مصطفى ردت: «ان يأس ايمن من الديون التي تراكمت عليه بسبب سوء تصرفاته احد الاسباب المهمة. ماجدة ردت بحدة: ان ايمن السويدي سدد للبنوك 350 مليون جنيه من 500 مليون ديون مستحقة وكان من السهل عليه ان يسدد باقي المبلغ بدليل الوصية التي تركها لشقيقه يطلب منه تسديد هذه الديون وبالتالي فهو لم يكن في حالة يأس تدفعه للانتحار والتخلص من حياته» مستبعدة ان يكون ايمن قد اصابه الشك لحظة واحدة في مدير اعماله عمرو الخولي الذي كانت تربطه به صداقة حميمة والذي كان ينتمي لأسرة عريقة». سرداق العزاء شهد ثرثرة كثيرة، اضافة الى ان الحضور انتابهم الحزن في الوقت الذي بدت فيه شقيقة لطيفة في حالة انهيار واضحة. الثرثرة في معظمها دارت حول شخصية الفنانة كوثر رمزي الغامضة واتهموها بالكذب وبأنها تتطفل على الفنانين وكانت تحصل على راتب شهري من عدد كبير منهم على سبيل المساعدة وقامت اكثر من فنانة منهن زيزي مصطفى بطردها من منزلها بسبب الدور المشبوه الذي تلعبه في الوقيعة بين الفنانين ونقل اسرارهم واتفقوا على انها لم تكن تربطها صداقة وطيدة مع ذكرى كما كانت تدعي وانما ذكرى كانت تعطف عليها وان ايمن السويدي طردها وكان يكره وجودها في منزله واستغربوا لماذا لم تقم بإبلاغ السلطات الامنية عندما شاهدت الجو متوترا بين ذكرى وأيمن وهو يحمل الرشاش الذي استخدمه في الحادث. الممثلة الشابةالتونسية ايناس عبد الناظر اكدت انها تفكر بشكل جاد في اعتزال الفن بسبب الحادث البشع الذي اصابها بالذهول. المطربة نادية مصطفى حضرت العزاء بصحبة زوجها الملحن والمطرب اركان فؤاد وأبدت حزنها الشديد وأسفها على الحادث، مشيرة الى انها في حالة ذهول منذ سماعها الحادث حتى الآن وأنها لا تملك الا ان تدعو للراحلة ذكرى بالرحمة والمغفرة، واضافت: «ان صداقة قوية ربطت بينها وبين ذكرى منذ اشتراكهما معا في اوبريت الحلم العربي». عبث وفي عزاء الفنانين الرجال كانت البداية خفيفة، حيث مرت الفترة الاولى دون حضور، وكانت البداية حضور الفنان سامي العدل ومعه زوجته ووقف في استقبال المعزين ثم حضر الفنان هاني مهنى الذي وصف ما حدث من تغطية الصحافة بأنه نوع من العبث لم يكن منتظرا منها ذلك ان يأخذ الصحافي مجرد خيط من اجهزة الامن ويحوله الى موضوع كبير، وقال: «ذكرى انسانة طيبة ولم تكن مقصودة بدليل انه كتب رسالة قبل انتحاره وان الرصاصتين الاولى والثانية اللتين اودتا بحياتها كانت من مسدس هو ما يدل على انه كان هناك خلاف ثم تطوّر بعد ذلك». السرادق استقبل بعد ذلك المطرب الشاب خالد سليم والذي يبدو ان المقرئ كان معجبا به فنزل بعد الوصلة يبدي اعجابه مع سيل من الدعوات له، ثم حضر صلاح الشرنوبي وجلس يستقبل المعزين ايضا ثم خالد النبوي وطلعت زين وخالد عجاج وطارق فؤاد وفاروق الفيشاوي وهاني شاكر واركان فواد. هاني شاكر علق بقوله: «ان المسألة قدرية، وذكرى كانت انسانة جميلة وطيبة وأنا لم ألتق بها سوى مرات قليلة من خلالها شعرت بذلك وكل هذا كان مقدرا لها سواء طلقت منه ام لا فهذا قدرها الذي كانت سوف تواجهه وأنا لا اعلم كيف يحدث ذلك وان يمشي الناس وفي جيوبهم المسدسات فقد اصبحت ظاهرة». المطرب اركان فؤاد ذكر ايضا ان المسألة قدرية فهذا مقدر حدوثه لها ولا يسعنا الا ان نطلب لها الرحمة. ثم حضر بعد ذلك الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد والمطرب والملحن حميد الشاعري وقبل نهاية العزاء حضر المطرب وليد توفيق، وقد اشترك الجميع في اصابتهم بحالة من الصدمة لما حدث ومعظم الاحاديث الجانبية دارت حول كيفية تلقي الخبر، وكيفية تناول الصحف ووسائل الاعلام له.