عندما انفجرت قنبلة رحيل الفنانة ذكرى عن عالمنا في مذبحة بشعة على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي تناثرت شظايا هنا وهناك في صورة شائعات رخيصة اخذت عناوين «الخيانة»، «الغيرة»... وتحاول «الشروق» فك طلاسم هذه الشائعات التي وجدت موقعا «خصب» في جريمة لم يعد اي من اطرافها على قيد الحياة ليرد «غيبته» في «غيبته» عن الحياة، وفي لقاء مع الموسيقار هاني المهنى الذي بدأت حكاية «ذكرى وأيمن» في منزله وكان عزاؤها في منزله ايضا. يؤكد مهنى ان علاقة ذكرى مع أيمن كانت علاقة حب بالفعل وأنها كانت تخطط للانجاب منه، وقال ان الشائعات التي تناولت أسباب الخلاف بتعددها لا أساس لها وان الامر المؤكد ان سبب «الجريمة» يتعلق بظروف أيمن المالية، واذا كانت ذكرى قد رحلت عن دنيانا مرة... كان هذا الحوار حتى لا تغتالها الشائعات السوداء بعد رحيلها ألف مرة... رحمها الله. كانت بداية العلاقة الزوجية بين ذكرى وأيمن يوم 23 أوت الماضي بعقد زواج عرفي... وهذا العقد تناولته اكثر من حكاية وخاصة ما يتعلق بعملية توثيق العقد من جانب أيمن من خلال القضاء، وهنا يضع هاني مهنى النقاط على الحروف ويوضح ان الاتفاق كان على عقد الزواج رسميا وليس عرفيا، ولكن ما حدث انه وقت عقده تبين انتهاء إقامة ذكرى قبل ايام قليلة وكان الحل هو اللجوء الى العقد العرفي، اما حكاية الدعوى القضائية التي أقامها أيمن والتي حار الجميع في سببها فيفسرها هاني مهنى ببساطة شديدة في انها كانت خطوة ضرورية لكي تحصل على الاقامة الدائمة بناء على زواج موثق ورسمي بحكم قضائي، وهو الأمر الذي حدث حيث حصلت ذكرى على الاقامة الدائمة في مصر بعد هذا الحكم بوصفها زوجة لمواطن مصري. أنا... وذكرى وقبل ان نخوض في تفاصيل الشائعات التي تناولت جميع ضحايا المجزرة نسأل هاني مهنى عن كل ما قيل عن علاقته هو نفسه بذكرى وانه تزوجها... الى آخر هذه الحكايات، ويرد هاني مهنى بكلمات حازمة: «كنا أكثر من أخوين وصديقين، ولم أكن يوما «زوجا» لها او تربطنا اي علاقة حب... ولكن فقط كان بيننا زواجا «فنيا» لاكثر من عشرة أعوام... وكل ما عدا ذلك شائعات لا أساس لها من الصحة على وجه الاطلاق. * بادرناه وماذا عن روايات وشائعات ربطت بين ذكرى وأحد الشيوخ العرب من الخليج؟ يؤكد هاني مهنى: كلام يفتقد الى أي مصداقية... ولم تصلني أي معلومات أبدا عن ذلك. قصة حبّ وخلال تعاملاتك معها هل كانت العلاقة منذ البداية بين ذكرى وأيمن هي علاقة حب وزواج مبنية على مشاعر صادقة... ام مجرد «نزوة» من رجل أعمال... و»خطأ» عمر فنانة لم تستمع لتحذيرات اصدقائها ونتائج زيجات سابقة. ويوضح هاني مهنا عددا من الحقائق أن أيمن السويدي كان صديقه كان رجلا طيبا، ولكن طبيعته وتكوينه النفسي كان مختلفا «تماما» عن «ذكرى» وطبيعة شخصية كل منهما كانت متنافرة، وقد نصحته بعدم الزواج منها الا انه لم يستمع لكلامي فقد كانت تجاربه مع نساء كنّ يطلبن المقابل المادي للزواج وكانت ذكرى بالنسبة له نوعا «مختلف» عن النساء فهي لم تطلب منه أي شيء فقد تزوجته ومعها مجوهراتها ونقودها، وكان منزلها لا يقل في شيء عن منزله. ومن ناحية ذكرى فقد تحدت التحذيرات وتزوجته بكامل اختيارها وعلى الرغم من قصر مدة التعاون فان كل من يعرفهما يستطيع ان يلاحظ انهما في حالة حب، وكانت تريد ان تكون أما وتنجب منه. وحول ما تردد عن أن ذكرى كانت حاملا من أيمن وقت أن ارتكبت المذبحة يؤكد هاني مهنى ان ذلك ليس صحيحا، ويقول: لقد كانت ذكرى قبل مقتلها لديها النية على تصفية المشاكل معه والانجاب منه، وقد ذهبت بالفعل الى طبيب النساء والولادة بصحبة زوجتي وأجرت عددا من الفحوصات التي أكدت انها سليمة ولا يوجد اي عائق امام الحمل، وهل بعد ذلك دليل على انها لم تكن حاملا، والأهم على طبيعة العلاقة مع زوجها وتمسكها به. الحقيقة الأكيدة ولكن ماذا حدث... لماذا قتلها... ما هي صحة ما تردد من شائعات عن سلوكيات... وخيانة... لم تبال بعض الاقلام وهي ترددها بلا استحياء؟... حول هذه المتناقضات يوضح هاني مهنى انه لا صحة أبدا او معقولية ان يكون أيمن قتلها ثم انتحر لانه كان يغير عليها او يشك في سلوكها ويتساءل: هل يوجد من ينتحر لانه يغار على زوجته او يشك فيها؟ ويقول: واذا كانت خائنة فمن الطبيعي ان يقتلها... ولكن لماذا يقتل نفسه. ولا يجد هاني مهنى تفسيرا منطقيا ومعقولا لما حدث سوى الافتراضات والازمات المالية التي كان يعاني منها أيمن السويدي ويقول: لقد كانت أحواله يرثى لها في الأيام التي سبقت موته، وكلها أوصلته الى ارتكاب هذه الجريمة البشعة، خلال انتحاره وهدم المعبد على رؤوس الجميع كما قال في وصيته وأوراقه التي وجدوها فيما بعد، والمنطق يقول انه قرر الانتحار لظروفه المالية ومعه زوجته التي أحبها ومدير اعماله الذي يعرف كل اسراره. وحول ما يتردد عن الشخصية العنيفة لأيمن السويدي في التعامل مع الآخرين يؤكد هاني مهنى أن أيمن لم يكن بلطجيا ولكن مجرد رجل أهوج في العلاقات النسائية، وكان يشرب الخمر ولكن في المعدل الطبيعي باستثناء الأيام الأخيرة قبل جريمته وربما كان ذلك يرجع الى ظروفه المالية، اما بالنسبة للسلاح فقد تعرضت لواقعة واحدة شأنها ففي احد ليالي رمضان الماضي فتح لي حقيبة سيارته لاضع فيها بعض حاجياتي ودهشت لرؤية عدد من المسدسات ومدفع رشاش، وفسر ذلك بأن الاسلحة مرخصة وأنه يحتاجها لاغراض حماية نقل الاموال في السيارة. الخلاف الأساسي أما أسباب الخلافات فتكمن في سبب رئيسي يتمثل في رغبته في الحد من نشاطها الفني وان لم يكن اعتزالها، ويوضح مهنى ان أيمن اعترف له بالفعل وقبل أيام من جريمته برغبته في اعتزال ذكرى أو تعاملها مع المعجبين وهو ما أدى بالفعل الى انه كاد ان يضرب أحدهم في شرم الشيخ خلال قضائه شهر العسل، وهذا الموقف حكاه أيمن بنفسه وقال انه ألقى حقيبة ملابس ذكرى في وجهها عندها غضبت وأصرت على العودة للقاهرة، وهنا طالبته بتفهم وضعها كفنانة وانه تزوجها على هذا الأساس، وفي هذه الجلسة التي سبقت الجريمة بأيام اتفقنا على عقد جلسة للمصالحة كانت بعد الجريمة بيوم، وذلك بعد ان لمست مدى حبه لها، وقوله لي بأنه يحبها الى درجة الجنون وعدم قدرته على الابتعاد عنها وانه يصاب بالاكتئاب لمجرد التفكير في الانفصال عنها. ويكشف مهنى أنه عندما علم بمعاملته العنيفة لذكرى نصحه بأن يعرض نفسه على طبيب نفسي ولكنه استنكر ذلك وقال: وهل تراني مجنونا «مشيرا» الى أن مطالبه من ذكرى ان تكتفي بالغناء فقط في النهار وان تتوقف عن احياء الحفلات خارج مصر والاكتفاء بالغناء في الافراح وأعياد الميلاد. الافتراءات ويفند هاني مهنى العديد من الشائعات التي وصف بعضها بأنها افتراء... وأخرى بأنها رخيصة ومتدنية ويقول ان ما تردد عن غيرة أيمن على ذكرى من مطرب تونسي مقيم بالقاهرة لا أساس له من الصحة فهو مطرب ابن بلدها وتسانده وليس لشيء آخر وهي شائعة لا أعرف من أطلقها ولا من يقف وراءها، كما ينفي واقعة ما تردد بأنه أيمن كان يخطط لقتله هو أيضا ويقول: بالفعل دعاني مع زوجتي ببيته للسهر معهم في مطعم «بلوز» ولكنني اعتذرت لشعوري بالارهاق وكان صوته عاديا، ولم يكن أحد يعلم بنيته حتى هو نفسه وربما لو كنت قد ذهبت لم يكن قد حدث ما حدث ونجحت في تدارك انفعالاته في النقاش وخاصة بعد مساندة مدير أعماله وزوجته لموقف ذكرى.