رغم ان كل جماهير الساحل انتظرت «موسما استثنائيا» للنجم الساحلي داخل البطولة الوطنية الا ان ابناء عمّار السويح تقلبوا اكثر من اللازم فالجميع انتظروا سيطرة مطلقة لزملاء زبير بية لكن النتائج جاءت مجملها عكسية... وكنا نظن مثل كل الملاحظين ان النجم ستدخل فيه «غولة» مجددا... وان الارجل الساحلية ستكون مربوطة بحبال الخيبة لكن الذي حدث مؤخرا قد يرتب البيت على الآخر... فعندما يتذكر الجميع روائع النجم افريقيا... يقفون على حقيقة ان هذا النجم عظيم ورائع وشامخ الى الأبد... وسر عظمة النجم وشموخه انه ينتفض كالنسر اذا تعلق الامر بسمعة كرة القدم التونسية.. وكرامة الوطن... واعلاء الراية الوطنية في المحافل القارية... والتاريخ يشهد بأن النجم صانع روائع المقابلات الكبرى... وما ادراك ما المقابلات الكبرى. اليوم.. على اللاعبين ان يدركوا انهم يحملون آمال شعب بأسره... انهم يحملون آمال احباء الافرقي والترجي والنجم الصفاقسي والمتلوي ومدنين والقصرين وباجة وبنزرت وجرجيس ومنزل بورقيبة... وكل مدن وأحياء وازقة هذا الوطن الغالي... نعرف كما تعرفون ان المهمة ضد جوليوس برغر ليست سهلة... وان الفوز بنتيجة (30) في حاجة الى جهود في حجم الجبال من المفروض ان تشارك فيها جميع الاطراف... لان النصر لن يكون للنجم وجماهيره فقط... وانما النصر لتونس.. ولتونس فقط... ولذلك نريدكم رجالا... وابطالا مساء اليوم... كما كنتم كذلك في ابيدجان والدار البيضاء حيث كنتم في مستوى التحدي.. اليوم يجد النجم نفسه ومن ورائه تونس (كأس افريقيا 2004) امام مصير بلا خيار فإما ان نكون اولا نكون.. وكل الشعارات مرفوضة مسبقا ما لم تكن مطلية بعرق الرجال وموشحة بوعود الفرح الهارد... فجوليوس برغر النيجيري بأثينا لنزيحه عن طريق منصة التتوية ونقنع من ورائه كل الافارقة ان الكرة التونسية عائدة الى المجد... وان الذين وضعوها داخل «زنزانة» النسيان كانوا يحرثون البحر وينتظرون الوهم. عروس افريقيا بين ايدينا فلا تتركوها لغريمنا جوليوس برغر ولا تجعلوها ولو للحظة تفكر في غير النجم فارس احلامها. اوجاع النجم بلسمها الوحيد التاج الافريقي لينطفئ الغضب ويعيد لجوهرة الساحل رصانتها حتى تنفتح على آمال جديدة. على جناح الأمل اليوم تفتح تونس بكل ضلوعها من شمالها الى جنوبها احضان الانتظار... فالتسعون دقيقة التي تسمر علينا ستكون قطعا مرصعة بنبض قلوبنا وآهاتنا والامل ان تنفجر هذه الفرحة المكلومة من داخل صدورنا في ليلة لن ننساها على مرّ الاشهر القادمة...