يدخل منتخبنا الاولمبي أدغال افريقيا ليخوض فيها مغامرة جديدة تجمعه هذه المرة بأحد أعتى منتخبات القارة السمراء ونعني به منتخب نيجيريا صاحب الباع والذراع في المنافسات الاولمبية، ويكفي التذكير أنه أهدى لافريقيا أول ميدالية ذهبية في تاريخها في كرة القدم خلال أولمبياد أطلنطا سنة 1996. أشبال المدرب خميس العبيدي يخوضون في نيجيريا ثاني مباراة لهم في التصفيات المؤدية الى أولمبياد أثينا 2004 بعد أن فرطوا في فوز ثمين في أول لقاء لهم في هذا المضمار في تونس حينما اكتفوا بالتعادل السلبي أمام منتخب السينغال الذي لا يقارن بمنتخب نيجيريا المؤلف في مجموعة من لاعبين محترفين في أعتى الاندية الاوروبية. * العزيمة تصنع المستحيل! الحديث عن محترفي نيجيريا وفوزهم على مصر أمام جمهورها (/) لا يعني بالضرورة أن ندخل المباراة ونحن منهزمون سلفا لان كرة القدم آخر شيء يخضع للمنطق. فعلى لاعبينا التركيز جيدا وخوض أطوار المباراة بعزيمة حديدية وبدون مركبات وهذا سيعطيهم شحنة إضافية لمواجهة نسور نجيريا رغم قوتهم وصلابتهم فمباريات كرة القدم تلعب على الميدان فقط وفي عقول اللاعبين. فإذا ما آمن ممثلونا أن أمامهم دقيقة فقط من اللعب الرجولي وأنهم باستماتتهم خلالها بإمكانهم رفع التحدي فإن النجاح سيكون قطعا حليفهم. * تدارك خيبة السينغال منتخبنا يدخل مباراة نيجيريا بخيار وحيد وهو عدم الانهزام الذي إن حدث فسينقّص كثيرا من حظوظنا في الترشح خاصة بعد أن أضعنا نقطتين هامتين أمام السينغال في تونس في أواخر أكتوبر الماضي والعودة من نيجيريا بنتيجة ايجابية سيجعل منتخبنا يستعد لباقي المباريات في راحة بال وبلا ضغوطات اضافة الى أن تجاوزنا لعائق نيجيريا سيسهل على منتخبنا باقي المباريات لان النسور الخضر هم أخطر منافس لنا والتألق أمامهم في عقر دارهم سيعيد أمام لاعبينا طريق الترشح الى أثينا إن شاء الله. المنافس هو بكل المقاييس مختلف عن منتخب السينغال الذي واجهناه في المباراة الاولى على درب هذه التصفيات كما أنه يختلف على كل منتخبات افريقيا ذلك أنه يمثل أحد أفضل منتخبات القارة السمراء إن لم يكن أفضلها على الاطلاق بحكم ثراء رصيده البشري المكون من لاعبين محترفين في أوروبا مما يختزنون إمكانات رهيبة إضافة الى قوة حضورهم الذهني في المباريات وقدرتهم على التحكم في نسقها وما فوزهم على منتخب الفراعنة على أرضه إلا أكبر دليل على ذلك. لهذا على منتخبا الاستعداد جيدا لهذه المباراة بأن يضع في اعتباره ان منتخب نيجيريا قوي لكن التألق أمامه ممكن. * استثمار خبرة لاعبينا منتخبنا مكون في أغلبه من النوادي الاربعة الكبار في كرتنا وهذه النوادي صارت متمرسة باللعب في أدغال افريقيا بحكم وفرة مشاركاتها على الصعيد القاري وهذا عامل هام سيساعد منتخبنا كثيرا. فلاعبون امثال المولهي والسعيدي وعصام جمعة والزيتوني وصابر الطرابلسي وكريم حي وغيرهم لهم من الخبرة الشيء الكثير لا تقل قيمة عن مباراة اليوم وهذا سيساعدهم بحول الله على دخول المباراة دون رهبة وخوف مبالغ فيه، كما أن خبرة هؤلاء ستساعدهم على التأقلم مع صعوبة الطقس المتسم بالرطوبة الشديدة وهذا سيجعلهم يعرفون كيف يقسطون مجهوداتهم على كامل ردهات اللقاء فلا يحدث أي انهيار بدني قد يساعد المنافس على بسط سلطانه على مجريات اللعب. هذه الخبرة ستلعب دورها أيضا في التفاعل مع أجواء الملعب المتميزة بالصخب الشديد الذي تحدثه الجماهير الافريقية عند تشجيعها لمنتخباتهم مما يجعل تأثيراتها تنتفي على لاعبينا فلا تربكهم ولا تؤثر عليهم. * الأمل قائم لكل تلك الاعتبارات يحق لنا أن نأمل في إنجاز خارق من منتخبنا الذي يملك كل ممهدات النجاح. وما على المدرب خميس العبيدي إلا حسن استغلالها من خلال أولا اختيار التشكيلة المثالية بعيدا عن كل الاسماء الرنانة لينزل الى الميدان من هو أجدر بتقمص الزي الوطني وثانيا من خلال وضع الخطة الملائمة لايقاف «ماكينة» منتخب نيجيريا عن الدوران. والاكيد أنه عاين خلال التربص المغلق الذي خاضته عناصرنا الدولية قبل السفر الى لاغوس مدى استعداد كل لاعب وقدرته على تقديم الاضافة ورغم أنه يدخل هذه المباراة في غياب عديد الركائز الاساسية مثل بن عاشور والحامي إلا أن بقية المدعوين بإمكانهم بلوغ الهدف المنشود.