تونس (الشروق): المهرجانات ظاهرة ثقافية تميز تونس عن كل البلاد العربية بل حتى في منطقة المتوسط وبقدر الاعتزاز الذي يشعر به كل مثقف تونسي بهذه الظاهرة فإن السنوات الاخيرة عرفت تناسلا عجيبا للمهرجانات يقتضي إعادة تأمل ومراجعة. واذا كنا نفهم وجود مهرجان في كل معتمدية أو الاصح قرية أو مدينة خارج العاصمة فإننا لا نفهم أي ضرورة لمهرجانات الضواحي خاصة التي لا تتوفر فيها فضاءات مهيئة لاستقبال العروض المسرحية والفنية بشكل عام. ففي الضاحية الجنوبية مجموعة من المهرجانات يمكن أن أختزلها في عدد أقل فلا ضرورة لوجود مهرجانات في المدينةالجديدة والمروج وبن عروس فهذه المهرجانات الثلاثة يمكن اختزالها في مهرجان واحد كبير مع مسرح هواء طلق تتوفر فيه كل الشروط الفنية اللازمة ونفس الملاحظة بالنسبة لمهرجان ليالي المرسى فمهرجان قرطاج كاف خاصة أنه لا يتوفر في المرسى مسرح هواء طلق ونفس الشيء بالنسبة لباردو والدندان ومنوبة... لكن المنطقة التي تحتاج فعلا الى مهرجان كبير هي منطقة حي التضامن ذات الكثافة السكانية العالية فهذه الضاحية جديرة بأن يكون فيها مسرح هواء طلق قادر على استيعاب الآلاف وهو إنجاز في اعتقادي لابد أن تتحمّل مصاريفه بلدية التضامن أساسا بدعم من وزارة الثقافة والشباب والترفيه. وهكذا يمكن تأهيل المهرجانات والتحكم في التكلفة وإضفاء النجاعة على أداء المهرجانات.