أمضى الرئيس العراقي صدام حسين الأسابيع الأخيرة قبل الحرب على العراق في تأليف رواية «أخرج منها يا ملعون» تتنبأ بأنه سوف يقود حركة مقاومة سرية تنتهي بالنصر على المحتل. وعندما بدأت الحرب العدوانية على العراق، وتوارى صدام عن الأنظار، كانت المطابع، قد طبعت 40 ألف نسخة من رواية الرئيس العراقي «أخرج منها يا ملعون». وتم اتلاف معظم نسخ الرواية من جرّاء القصف الامريكي وأعمال السلب والنهب، ولم يبق سوى عدد قليل من الملحمة التاريخية التي كتبها الرئيس صدام حسين. وتعرج الرواية على حقب تاريخ العراق منذ الحضارات الأولى لبلاد الرافدين حتى الوقت الحاضر، وهي مليئة بالتفاصيل التي تفضح حقيقة الصهاينة الذين يبتهجون باثارة الفتن بين الأمم الاسلامية ويشجعون الرومان، الذين يرمزون في الرواية الى الامريكيين على غزو العراق. الوغد وشخصية الوغد الأكبر في الرواية هو «حزقيال» وهو يهودي مسن وبدين يطفح بالشر والخبث، ويرجح ان الرئيس العراقي صدام حسين أراد ان يصوّر به شخصية السفاح ارييل شارون. وجاء في الرواية ان الحرب العراقية الايرانية بدأت عندما أقنع «حزقيال» زعيم قبيلة ايرانية بغزو جيرانهم، وسرعان ما ينهزم الايرانيون الذين يقودهم شيخ عجوز... وتصور الرواية حرب الخليج الثانية (1991) على أنها كمين نصبه حزقيال، لكن «سليم» بطل الرواية وهو عربي نقي وعفيف شامخ الأنف، لا يبالي بما حدث ويطرد حزقيال من البلد بعبارته «اخرج أيها الملعون»، الا ان حزقيال يعود ثانية ومعه حلفاؤه الرومان هذه المرة. وتنشب بعد ذلك معركة شرسة «يقاتل فيها سليم الروم كالصقر» ويضطر عندها حزقيال وملك الروم للفرار ليجدا فور وصولهما الى العاصمة الرومانية ان حريقا هائلا يلتهم البرجين التوأمين في المدينة.