منطقة «السقي» الفلاحية بمعتمدية المظيلة من ولاية قفصة هي واحدة من أفضل المناطق الفلاحية بالبلاد حسب عديد الخبراء والعارفين بالشأن الفلاحي وذلك نظرا لتربتها العالية الخصوبة والتي صلحت بالتجربة لإنتاج «الزعفران» ومختلف انواع البقول والخضروات والتوابل وعديد الاشجار المثمرة هذا طبعا بالاضافة الى الزراعات الكبرى المتمثلة خاصة في القمح والشعير التي تميّزت بمحصول ممتاز هذا الموسم بعد انتهاء عملية الحصاد. لكن المشكل الرئيسي والهاجس الكبير الذي يعاني منه الفلاحون هو غياب الموارد المائية التي بها يمكن ان يتركّز نشاط فلاحي على مدار السنة ويشجع المتساكنين على الاستقرار ويدفع عمليات الاستثمار الفلاحي التي من شأنه ان تزوّد السوق المحلية والوطنية بأنواع شتى من المنتوجات الفلاحية. فلاحو المنطقة يؤكدون ان أرضهم خصبة بامتياز وأنهم في حاجة أكيدة الى حفر آبار عميقة من شأنها ان تغيّر وجه المنطقة وتوفّر مزيدا من مواطن الرزق للشباب العاطل، وأشار بعضهم الى ان بناء بعض المنازل البسيطة بهذه المنطقة الفلاحية يستهدف بالاساس مراقبة الاراضي الزراعية او بعض قطعان الاغنام في حين يمثل غياب ماء الري ومياه الشرب والكهرباء عائقا أمام رغبة الناس في البقاء في أراضيم واستثمارها. من جانب آخر يعيش الفلاحون بمنطقة السقي أوضاعا صعبة في مستوى تأمين المياه الضرورية لحيواناتهم من خلال المشاكل المتواصلة التي تعيشها الجمعيات المائية التي انعكست سلبيا على الفلاحين الذين يتكبدون متاعب جمة ومصاريف باهظة للحصول على صهريج ماء. ويعيش فلاحو منطقة سقي العكارمة خصوصا وضعا مزريا رصدته «الشروق» على عين المكان ويتمثل في حالة العطش المتواصل منذ اكثر من سنتين بسبب حالة العطب والتكسير التي لحقت أنابيب ماء الجمعية المائية مما كبّد الجميع فاتورات ضخمة بسبب ضياع المياه ثم العجز عن سدادها الأمر الذي جعل الماء ينقطع تماما عن هذه المنطقة وقد ترجانا الفلاحون المعنيون رفع أصواتهم عبر «الشروق» الى المسؤولين محليا وجهويا وفي القطاع الفلاحي وشركة الماء قصد ايجاد حلول عاجلة لهذا المشكل.