أتحدت المئات من الصفحات التونسية على الموقع الاجتماعي يوم أمس لاستنكار قرار الإفراج عن البشير التكاري وزير العدل السابق وعدة مسؤولين سابقين آخرين، وعاش الموقع الاجتماعي حالة غليان أطلق فيها الناشطون الحقوقيون والمحامون التهم جزافا ضد الحكومة المؤقتة وخصوصا ضد جهاز القضاء. منذ صبيحة الأمس، تتالت الأنباء في الموقع الاجتماعي عن الإفراج عن البشير التكاري وزير العدل السابق ثم عن عبد الرحيم الزواري، (لم يفرج عنه بل هو رهن الايقاف التحفظي على ذمة قضية أخرى) يضاف إلى ذلك عدم تتبع سيدة العقربي وسفرها في ظروف يحيط بها الكثير من الغموض. وهكذا وجد العشرات من الحقوقيين والناشطين السياسيين مبررا لإعلان حرب افتراضية على الحكومة وعلى جهاز القضاء، وتم نشر مقطع فيديو للمحامي عبد الناصر العويني يطلق فيه اتهامات واضحة جاء فيها أن الإفراج عن سيدة العقربي والوزير التكاري كان صفقة سياسية مقابل التكتم على ملفات فساد كثيرة وخطيرة. يجب أن نذكر هنا أن عشرات المحامين والسياسيين وقادة الرأي في تونس قد رددوا هذه التهم مثل القاضي المختار اليحياوي الذي تداول التونسيون مقالا له على الموقع أطلق فيه صيحة استنكار: «من سمح لمن دمر العدالة بالخروج من الإيقاف؟» في إشارة ضمنية إلى السيد التكاري. في الأثناء، نشر المحامون مقالات ومقاطع فيديو عن وقفات احتجاجية في عدة محاكم وفضاءات عامة كان محورها رفض الإفراج عن التكاري والزواري وسفر سيدة العقربي خارج البلاد بما يبعدها عن المساءلة. وأطلق المحامون خصوصا تهما واضحة ضد القضاة واستعادوا تهما قديمة راجت على الموقع بعد الإعلان عن الحركة القضائية وجاء فيها إن العديد من القضاة المحسوبين على العهد السابق والمتهمين بالفساد كانوا الأكثر استفادة من الترقيات والنقل. بالتوازي مع ذلك، صدر منتصف نهار أمس بيان عن حزب التجديد يستنكر فيه ما يسميه عدم الجدية في تتبع ملفات الفساد وغموض العديد من المسائل المتعلقة بتطهير جهاز الدولة ليزيد في حدة الهجومات على الحكومة بخصوص ملفات الفساد. وعموما، راجت حالة من الاكتئاب في الموقع وبدا التونسيون أكثر تشاؤما من أي وقت مضى بخصوص مستقبل البلاد ومواعيد الانتقال الديموقراطي، وفي هذا المجال كتب محام معروف: «ما يقع الآن تثبيت لرموز الدكتاتورية، لا توجد أي ضمانات لوقوع الانتخابات في موعدها». ولحسن الحظ، فإن التونسيين يقدرون على استنباط المزاح حتى في مثل هذا الوضع الحرج، فكتب أحدهم ساخرا: «بعد أربعة أيام في رمضان حققنا التالي: 1 أوت تمديد حالة الطوارئ، 2 أوت توضيح الداخلية السخيف حول هروب العقربي، 3 أوت تبرئة التكاري، 4 أوت الإفراج عن عبد الرحيم الزواري، نهار العيد: عودة سيادة الرئيس من العمرة!!! هنيئا أيها الشعب». أما أطرف ما قرأنا منذ مساء الأمس فهو هذا HYPERLINK «http://www.facebook.com/video/video.php?v=2269240100519» «» الخبر العاجل: «حسني مبارك ونجليه ووزرائه يطالبون بمحاكمتهم بتونس». اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك الاستقلال فيه، آمين يا رب العالمين.