سوق جامع الزيتونة او نهج جامع الزيتونة هو أحد أهم أنهج مدينة تونس العتيقة. كان يسمى في العهد الاستعماري نهج الكنيسة وهو ينطلق من جامع الزيتونة ليصل الى ساحة النصر (باب بحر) بمدخل الحي الحديث. ويعتبر هذا النهج احد أسواق مدينة تونس اذ تنتصب به دكاكين الحرفيين الموجه انتاجها الى السياح. ومن أهم معالمه التاريخية المقر القديم لجمعية الأوقاف الذي احتضن لفترة طويلة قسم الدوريات للمكتبة الوطنية التونسية كما توجد به المكتبة العتيقة وهي كتبية ودار نشر قامت بنشر عدد من الكتب المحققة، وتعتبر احدى أقدم المكتبات بالمدينة العتيقة. كما يوجد في مدخله جامع المهراس أحد أقدم الجوامع بالمدينة. حركته لا تهدأ باعتباره مسلكا رئيسيا للمارة القادمين من ساحة القصبة او الذاهبين اليها تنتصب فيه دكاكين كثيرة مختصة في بيع المشغولات الفضية والاكسسوارات والجلابيب التقليدية النسائية التي تتوفّر بكل الأشكال والألوان والساعات الفضية العملاقة ولوازم الشيشة والأحذية الجلدية التقليدية وفساتين السهرات التقليدية وكذلك الهدايا من الفخار والخشب ونجد كذلك النحاسين الذين ينتصبون وسط السوق ويقومون بنقش أسماء الحرفاء الراغبين في شراء بعض التحف النحاسية عليها وخاصة من السياح الأجانب الذين تبهرهم مثل هذه الاعمال اليدوية والحرفية التقليدية. وقد أكد لنا أحد الشبان الذين يمارسون هذه الحرفة ان السياحي الأجانب عادة ما تبهرهم هذه الصنعة فيصرون للحصول على صحون تنقش فوقها أسمائهم للاحتفاظ بها للذكرى. وأضاف ان هذه الحرفة تدر عليه بعض المال ولكن من الممكن ان تنتعش لو تعامل التونسي بالعقلية نفسها التي يتعامل بها السائح الأجنبي مع الصناعات التقليدية وهي عقلية فيها الكثير من التقدير والاعجاب والاعتراف بقيمتها باعتبارها جزء من الحضارة العربية الاسلامية لتونس. أجواء رمضان بيّن عدد من التجار المنتصبين بهذا السوق ان شهر رمضان يضفي اجواء خاصة على سوق نهج جامع الزيتونة تنطلق مع النصف الثاني من الشهر الكريم حيث يتكثف النشاط التجاري بالمحلات وتحديدا قبل ليلة السابع والعشرين عندما تقبل العائلات التي تعتزم ختان أبنائها على السوق لشراء «كسوة المطهّر» وكذلك ملابس الأفراح التقليدية. ومما يضيفي مزيدا من الجمال على هذا السوق وجود المقهى الذي يتوسطه وكذلك بيع القطايف والحلويات التقليدية الرمضانية التي تزيد في حلاوة هذا الشهر الفضيل بين أسوار المدينة العتيقة وبين دكاكينها الزاخرة بكل أنواع المعروضات التقليدية التي تفوح عراقة وأصالة.