في صعود: حسن بن عثمان من خلال تواجده ضمن شبكة برامج قناة نسمة الحالية أبرز القاص والروائي والإعلامي حسن بن عثمان قدرات جيّدة على مستوى إدارته للحوارات «الساخنة» (برنامج يمين يسار) والحوارات الهادئة (برنامج ضيف الأسبوع). نوعية الأسئلة وطريقة طرحها تنمّ عن خبرة في استفزاز الأطراف المتحاورة، استفزاز لا يهدف إلى الإثارة فقط، بل يهدف كذلك إلى دفع تلك الشخصيات إلى الحديث في عديد المواضيع ومنها المواضيع الحرجة جدّا وتعزيز مسارات البحث عن الحقائق كما هي في وقت كثرت فيه الطلاسم والضبابيّة وتداخلت فيه التصريحات والمواقف. حسن بن عثمان في برنامجيه «يسار يمين» و»ضيف الأسبوع» كان في منتهى الصواب ناهيك وأنّه أكّد اطلاعه على مجريات الساحة السياسيّة وتحوّلاتها ومعرفته الجيّدة بالشخصيات التي يستضيفها من مختلف الجوانب والنواحي. في نزول: كمال العبيدي رئيس الهيئة العليا لإصلاح الإعلام والاتصال كمال العبيدي وضع نفسه في وضعية صعبة جدّا بالبيان الّذي أصدره مؤخرا في حق برنامج «صحّة شريبتكم» الّذي يقدّمه عبد الفتاح مورو على قناة حنبعل. كلّ المؤشرات تُوحي بأنّ في البيان نعرة سياسيّة أكثر منها حميّة على استقلال الإعلام وحياديته، وإن صدقت روايات بعض المتابعين بأنّ السيّد العبيدي اكتفى بالإمضاء على نص البيان دون قراءته بتمعّن ورويّة على اعتبار أنّ من يعرفون الرجل يستبعدون وقوعه في مثل هذا المطبّ ، وقد يكون أحد أعضاء الهيئة العليا لإصلاح الإعلام والاتصال –حسب تلك الرواية- هو من يقف خلف صياغة نص البيان المذكور وهو الّذي حضر في إحدى الوسائل الإعلاميّة ودافع بشدّة عن صوابيّة مضمون البيان ومنهجيته وجدارته بالتنفيذ أي إيقاف بث البرنامج المشار إليه. والرواية الثانية ، وهي الأخطر أنّ رئيس الهيئة والهيئة برمّتها كانوا تحت ضغوطات شديدة جدّا لإرادة أطراف سياسية أعلنت رفضها لبرنامج الشيخ مورو عبر بيانات وتصريحات وعرائض. وما يضع كمال العبيدي في وضعية هي الأحرج على الإطلاق منذ نشأتها أنّه لم يتجرّأ على الردّ وتوضيح ما لفّ بصيغة البيان ومضمونه وتوقيته من حيث الصلة براهن الحياة السياسيّة وصراعاتها وتجاذباتها المتعدّدة ، والخسارة الأكبر للعبيدي وهيئته أنّ البرنامج لم يتمّ إيقاف بثّه....وهي علامة صحيّة:لقد انتهى زمن «الصنصرة الإعلاميّة» بتعلات سياسيّة وحسابات فئويّة ضيّقة.