عرفت مدينة جندوبة نهاية الأسبوع المنقضي أحداث عنف واعتداءات على الممتلكات الخاصة حين عمد مجموعة من الملتحين وإثر صلاة الجمعة إلى تنظيم مسيرة انطلقت من حي الأنس أين تم الإعتداء على مطعمينتقول الأخبار المتداولة إنهما يفتحان أبوابهما لاستقبال المفطرين وهو تصرف وسلوك اعتبره العديدون منافيا للدين واعتداء على مشاعر الصائمين والاعتداء على المحلين أسفر عن تهشيم الواجهات البلورية والكراسي والطاولات وإتلاف محتويات المحلين من خضر وغلال وغيرها من لوازم الطبخ وتواصلت المسيرة لتصل إلى وسط المدينة حيث تمكن المتظاهرون من الوصول إلى مكان قرب مركز تجميع الحبوب وسوق ليبيا والذي يتخذه المفطرون مقرا لتناول الأطعمة فتم أيضا اتلاف ما يحتويه. المسيرة هذه وتداعياتها وما نتج عنها خلقت تباينا في المواقف بين الأحزاب والمواطنين وأهل البلاد وقد نددت أغلب الأطياف السياسية باستعمال العنف والترهيب والتخويف كوسيلة لتمرير المواقف في حين أجمعوا على ضرورة احترام تعاليم الدين واحترام الصائمين وبقدر أحقية المواطن بالحرية فإن عليه في مثل هذه المواقف التستر وعدم الإشهار بالافطار احتراما للآخرين. أما كبار البلاد وشيوخها فقد أكدوا على ضرورة اعتماد «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة لا بالعنف واتلاف أملاك الغير على اعتبار أن ديننا الحنيف ينبذ العنف والتطرف. وبخصوص ردود فعل الشارع في جندوبة فقد اعتبر البعض أن ردة الفعل هذه كانت نتيجة طبيعية لأفراط المفطرين في الإجهار بافطارهم إلى درجة أثارت حفيظة الآخرين فكانت ردة فعلهم عنيفة ومن ألطاف اللّه أن الأضرار لم تشمل الجانب البشري وإلا فإنها كانت ستدخل البلاد في دوامة من المشاكل لا مخرج منها جانب آخر من الشارع اعتبر العنف مرفوضا مهما كانت مبرراته وأن النقاش والإقناع هما السبيل الوحيد لدرء الإختلاف. ويذكر أن المدينة عاد لها الهدوء الطبيعي وسط حذر شديد من طرف قوات الجيش الوطني والأمن والحرس تحسبا لكل طارئ وحفاظا على الهدوء الذي ميز المدينة بعد الثورة قياسا بمناطق أخرى.