كشف باحث أردني يعمل في قطاع البحث الاجتماعي واستقصاء الرأي العام، أن جزءا كبيرا من سكان العاصمة الأردنية عمّان لم يصوموا شهر رمضان الجاري، الذي بدأت أول أيامه يوم 24 أيلول (سبتمبر) الماضي، ويتوقع أن تنتهي يوم 23 تشرين أول (أكتوبر) الجاري. وأوضح الباحث، الذي تحدث إلى "قدس برس" رافضا الإشارة إلى اسمه، عن أن بحثا ميدانيا نفذ بالتعاون مع أحد المراكز البحثية، استهدف طلاب الجامعات وموظفي القطاعين العام والخاص وبعض رجال الأعمال من كافة مناطق العاصمة، بين أن نسبة الصائمين في الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان وصلت إلى نحو 78 في المائة، لتتراجع هذه النسبة بسرعة بعد ذلك وتصل إلى نحو 40 في المائة، وأشار المسؤول إلى أن عينة البحث شملت نحو 2300 مواطن أردني من الجنسين. كما أوضح أن نسبة الصائمين من الإناث فاقت نسبة الصائمين من الذكور بنحو 22 في المائة. وأرجع الباحث تراجع نسبة الصائمين في الأردن، إلى حلول شهر الصوم في فصل الصيف حيث ساعات النهار الطويلة، قياسا إلى ساعات النهار القصيرة خلال السنوات الماضية حينما كان الشهر يحل في فصل الشتاء، متوقعا أن يواجه الصائمون مزيدا من الصعوبات خلال السنوات المقبلة، حينما يتوسط شهر الصوم فصل الصيف الحار في الأردن. إلا أنه أشار في ذات الوقت إلى أن الأردنيين، مازلوا يظهرون احتراما "كبيرا" لشهر رمضان، حيث يجاهر القليل فقط بإفطارهم، فيما يفضل بقية المفطرون عدم إظهار إفطارهم، وتناول طعام الإفطار مع عائلاتهم وأصدقائهم بصورة طبيعية. واعتبر الباحث أن ذلك أسهم في جعل رقم الصائمين مفاجأة لمن قاموا على إعداد البحث، الذي نفذ لصالح أحد الجهات الحكومية. و يشكل المسلمون نحو 97 في المائة من سكان الأردن البالغ عددهم وفق أرجح الإحصاءات 5 ملايين نسمة. فيما يتمركز أكثر من نصف هذا الرقم في العاصمة عمّان. واعتبر مراقبون أن النسبة التي أوردتها الدراسة تعتبر قليلة جدا في دولة مثل الأردن، معربين عن "صدمتهم" من نتائج الدراسة، وطالبوا علماء الدين والمتخصصين بالتحرك السريع لمعرفة سبب ذلك التراجع "الديني" الذي لا يتماشى مع "الصحوة الإسلامية التي يشهدها الشارع الأردني حاليا" وفق ما يرون. يشار إلى أن السلطات الأردنية المعنية، منحت تسهيلات لأول مرة تسمح لأصحاب المطاعم بفتح مطاعمهم أثناء ساعات نهار شهر رمضان، لكن شريطة الحصول على ترخيص مسبق. وكانت النظم تقضي قبل ذلك بأن تغلق كافة المطاعم أبوابها خلال ساعات النهار في رمضان، فيما تغلق النوادي الليلية ومحلات بيع الخمور أبوابها طوال الشهر.