على امتداد الايام الماضية من شهر الصيام... أسماء شدت الانتباه بحرفيتها وما تتوفّر عليه من امكانات ابداعية وانصهار كلي في الدور... يونس الفارحي الذي أحبه الجمهور التونسي في «الأزهر عروش» ومسلسل «حسابات وعقابات» برز بشكل كبير في «نسيبتي العزيزة» بالتعابير المرسومة على محياه في المواقف التي فيها حيرة وغضب وفرح وخوف... نجح يونس الفارحي وكسب رهان التعابير بكل تلقائية وصدق في العطاء الفني. ومثل خالد بوزيد (الفاهم) شأنه في ذلك شأن فرحات هنانة (المنجي) المفاجأة التي كانت لها مساهمة كبيرة في نجاح سلسلة «نسيبتي العزيزة». وفي المقابل فإن سفيان الشعري (حسونة) فرغم بعض المواقف التي تتطلب نوعا من الجدية فإنه مازال الي حدّ ما «سجين» شخصية السبوعي في بعض المواقف... لذا فإن حضوره كان عاديا ومعروفا لدى المتلقي.. في «نجوم الليل 3» بدت دليلة المفتاحي ممثلة محترفة متمكنة منصهرة مع الدور... فكان تصرفها تلقائيا بعيدا عن التكلف وهذا الأمر ينطبق على الممثل المنصف الأزعر الذي كان وفيا لمنهجه في التمثيل وهو الأداء التعبيري ليؤكد من وراء ذلك انه صاحب تجربة وخبرة وتاريخ رائد في التمثيل. وفي «الأستاذة ملاك» لم يرتق أداء كوثر بلحاج الى المنتظر... وهي لازالت شأنها في ذلك شأن سفيان الشعري تجرّ وراءها «عزة» في «شوفلي حل».. ولئن حاولت كوثر بلحاج التخلص من تبعات «شوفلي حل» فإن التكلف بدا عليها في بعض المواقف. المفاجأة التي أطلت علينا في سلسلة «الأستاذة ملاك» حملت توقيع علي الخميري الذي ظهر لأول مرة في دور غير متداول بالنسبة اليه... وقد مثل ذلك حسب اعتقادنا إضافة وتأكيدا على حرفية هذا المبدع الذي جرّب وقدّم كل الادوار فأقنع وأمتع. لسعد بن يونس الذي قدم في عمل درامي سابق «حمامة أمل» بقي وفيا لنهجه «الفلسفي» .. وقد تكون طبيعة الدور الذي أسند اليه وراء ذلك.. لكن ما نريده من هذا المبدع ان لا يبقى رهين نوعية معيّنة من الادوار... وللحديث بقية على اعتبار انها ملاحظات عابرة نسوقها بكل لطف اعتمادا على انطباعات شخصية.