انفراج الأزمة في ليبيا قد يأتي من جربة وقمرت حيث تدور مفاوضات متقدمة بين ممثلين للعقيد القذافي ومسؤولين من المجلس الانتقالي بوساطة روسية فينزويليّة جنوب افريقية... أكد عميد من الجيش الليبي ل«الشروق» التي كانت التقته ظهر أمس غير بعيد عن قرية بوكمّاش المتاخمة لبوابة راس جدير أنّ طائرتين من طراز «ايرباص» حطتا مساء يوم الأحد بمطار طرابلس الدولي كانت الأولى تحمل على متنها وفد جنوب افريقيا فيما كانت الثانية فارغة ممّا فُهم أن المفاوضات الجارية منذ نهاية الأسبوع الفارط في كل من جزيرة جربة وضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية قد قطعت أشواطا متقدمة لايجاد مخرج للأزمة في ليبيا. وربط العميد الليبي هبوط الطائرتين بطرابلس العاصمة بجولة المفاوضات الجارية في تونس قائلا إنّ أنباء عن امكانية قبول العقيد القذافي بتفويض سلطاته الى وزير العدل محمد القمودي في انتظار تشكيل حكومة انتقالية وشرط العقيد معمر القذافي حسب مصدرنا وقفا فوريّا لاطلاق النار وانسحاب قوات حلف الأطلسي من ليبيا. كما وضح العميد أن الطائرتين قد تكونا تستعدان لنقل معمر القذافي وأفراد عائلته وبعض أفراد نظامه الى وجهة أمريكية لاتينية قد تكون فينزويلا. إلى ذلك وصل الى مدينة جربة مبعوثون للرئيس الفينزويلي هوڤو شافاز الذين التقوا بأحد نزل الجزيرة ممثلين عن الحكومة الليبية وعن المجلس الانتقالي ببنغازي. فيما احتضن نزل آخر يقع بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة جولة مفاوضات أخرى بين وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وأعضاء من المجلس الانتقالي بحضور ديبلوماسيين روس وافريقيين جنوبيين. مفاوضات مكوكية قد تكون أفضت الى مقترحات عملية تتعلق بنقل السلطة ورحيل معمر القذافي عن ليبيا. فهل سيعاد سيناريو تونس ومصر واليمن لما فوّض رؤساء تلك الدول سلطاتهم الى رؤساء حكوماتهم قبل أن يتنحوا نهائيا عن السلطة. في الأثناء تواصلت المعارك بالقرب من العاصمة طرابلس وتركزت في مدن الزاوية وغريان وترهونة وجنزور والصرمان. وما بين ما يقوله الثوار الذين يؤكدون أنهم سيطروا على تلك المدن وبين ما رواه شهود عيان كانت الشروق تحدثت إليهم في بوابة راس جدير فرق واضح حول طبيعة ما يجري حقيقة على الميدان. حيث قال العديد من شهود العيان أن الثوار دخلوا الى مدينة الزاوية عبر محوّل يقع في مدخلها الجنوبي دون التمكن من السيطرة على العديد من أحياء المدينة. فيما واصلت كتائب القذافي قصفها لمدن غريان وترهونة وجنزور مع مواصلة السيطرة على مدن صبراطة والجميل وزلطن وبوكماش وبوابة العبور براس جدير التي عاينت «الشروق» وجود العلم الأخضر الليبي الذي لازال يعلو البناءات في البوابة من الجانب الليبي. وكان العقيد معمر القذافي حذّر في كلمة صوتية ألقاها أمام الآلاف من أنصاره في منتصف الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين وذلك بالساحة الخضراء في العاصمة طرابلس قوات الناتو من مغبّة قصف قوّاته المتمركزة بالبوابة قائلا إنّ ذلك سيجرّ المنطقة الى حرب شاملة. إلى ذلك شرع الجيش التونسي في تعزيز مواقعه بالقرب من بوابة راس جدير وعلى طول الشريط الحدودي بين قرية المقيسم وسيدي الطّوي وسبخة المرثة وراس جدير. كما وضع الحرس الوطني البحري في ميناء الكتف الواقع على بعد 8 كيلومترات شرق مخيّمات الشوشة في حالة تأهب تحسبا لأي طارئ.