لحظات أليمة عاشها الفنانون، والمواطنون، الى جانب العائلة، أوّل أمس ليلا، أمام أحد المستشفيات الخاصة بالمرسى، عندما غيّب الموت الممثل سفيان الشعري. نعم، سفيان الشعري في ذمّة الله، خبر تناقلته الاذاعات ليلة أوّل أمس ليلا، بعد ساعات من الافطار، ورفض الناس تصديقه، حبّا في «السبوعي». فعندما تمشي في شوارع العاصمة، لا تسمع الا الحديث عن وفاة سفيان الشعري (رحمه الله)، أما إذا تحوّلت الى المستشفى الذي لفظ أنفاسه الاخيرة به، بضاحية المرسي، فإنك لا تجد مكانا للوقوف، فبمجرّد سماع خبر وفاته تحوّل عدد كبير من الممثلين الى هناك، وخاصة زملاءه في سيت كوم نسيبتي العزيزة، بالاضافة الى عائلته، لكن العائلة الأكبر هي المشاهد أو الجمهور التونسي الذي تواجد بكثرة أمام مدخل المستشفى، ولم يغادر حتى عندما تحوّل الجميع الى منزل الفقيد بصنهاجة (ولاية منّوبة)، وكأنهم لم يصدّقوا بعد خبر وفاة سفيان الشعري. تأثر كبير كل الحاضرين بالمستشفى، بدا عليهم التأثر الكبير، بالحقيقة المؤلمة... هي فعلا، مؤلمة، لكنها مشيئة الله في خلقه. لحظات مؤثرة عاشها أحباء وأصدقاء عائلة الممثل الراحل سفيان الشعري، أوّل أمس ليلا، حتى أن البعض تحدّث عن عودة سفيان للحياة بعد اعلان خبر وفاته، ذلك ما اخبرتني به الممثلة منية الورتاني، وهي تسألني عن مدى صحّة هذا الخبر، الذي سمعته بمنزل عائلة الشعري بصنهاجة فأبت هي نفسها ان تسألني عن الحقيقة المؤلمة، وتتأكّد من صحّة ما سمعت... كل الناس، كانوا في حالة ذهول... ورحيل سفيان لم تستسغه الأذان، فسفيان دخل كل البيوت التونسية، وأحبّه التونسيون، وحتى عدد هام من سكّان المغرب العربي. أحبّه الناس مع الجزء الاول من سيت كوم «شوفلي حل»، وودّعه الجميع في الجزء الثاني من «نسيبتي العزيزة»... ذلك هو قدر الانسان وتلك هي مشيئة الرحمان. رحم الله سفيان الشعري ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا إليه راجعون».