قال خبراء أمريكيون إن ليبيا بحاجة الى زعيم قوي جديد يقودها في المرحلة الانتقالية ويضمن أمنها الداخلي ووحدتها... والسؤال المطروح حاليا هو التالي: من يقدر بعد القذافي على توحيد ليبيا؟ وقال تقرير اعلامي من نالوت الليبية القريبة من الحدود مع تونس، إنه لا يبدو أن هناك في ليبيا من يقدر على قيادة البلاد ومنع المقاتلين من أن ينقلبوا على بعضهم بعد أن يخفت دخان المعارك. خيارات أمريكية وللإجابة عن السؤال ذاته تحرص الولاياتالمتحدة على البقاء بعيدا عن واجهة الأحداث التي احتلها الفرنسيون والبريطانيون والطليان. ولكن واشنطن تسعى الى بسط سلطة المجلس الانتقالي على أرجاء ليبيا في أسرع وقت وذلك لتفادي حدوث فراغ وخصوصا لتجنب السيناريو العراقي. وترى واشنطن أن المجلس الانتقالي الليبي يضمن الوفاق وهو أقرب الطرق الى الحفاظ على السلم ومنع تحويل ليبيا الى بؤرة متفجرة. وترى واشنطن أنه عندما يسقط نظام مثل نظام القذافي تكون هناك ضرورة لاستيعاب عناصر النظام السابق حتى لا يتحولوا الى غاضبين ومنتقمين. ويحرص الأمريكيون الآن على القول للمجلس الانتقالي إن عليه منع الانتقام من مؤيدي القذافي في حين يجب التأكد من محاكمة القذافي ومعاونيه الشخصيين ممن ارتكبوا جرائم. ويرى خبراء أمريكيون مع ذلك أنه لا مفر من ظهور زعيم ليبي جديد يقود البلاد في المرحلة الانتقالية وأنه على الولاياتالمتحدة وأوروبا مساعدة ليبيا على الانتقال الى الديمقراطية. مهمة صعبة أما المقاتلون الليبيون في نالوت، فإنهم يعتبرون أن توحيد ليبيا والليبيين أمر صعب ومعقد ويبدأ في كل الحالات بنزع السلاح. وأشار المقاتلون الى أسلحة المعارضين وكذلك الى أسلحة الموالين السابقين للقذافي وقال أحدهم: «من الممكن أن تحدث مشكلات كبيرة للغاية... الكل يرغب في إدارة البلاد حينئذ ستسود الفوضى... ولا بدّ من نزع أسلحتهم جميعا». وأكد مقاتل آخر أنه ليس هناك ولو زعيم واحد للمقاتلين يحترمه الجميع وهذه هي المشكلة. ولاحظ المراقبون أن تعامل العديد من قيادات المجلس الانتقالي مع نظام القذافي في السابق يضعف حظوظهم في ضمان دعم جميع أصناف المقاتلين أو حتى ضمان نوع من الوفاق خصوصا بعد اغتيال القائد العسكري للمعارضة عبد الفتاح يونس على أيدي معارضين آخرين للقذافي. ويرى بعض قادة المعارضة (السابقة) أن مهمة توحيد الليبيين صعبة... ولكنها غير مستحيلة.