غرقت العاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء بينما عمّق انقطاع الماء ونقص الغذاء الأزمة التي تبدو مرشحة للتفاقم في ظل استمرار التوتر الأمني. أكدت تقارير صحفية أن طرابلس بكاملها انقطع عنها الكهرباء الليلة الماضية. أزمة إنسانية وأشارت التقارير الى أن العاصمة ليس بها ماء كذلك مشيرة الى أن هناك إشاعات تتردّد بأن إمدادات المياه قطعت تخوفا من وجود سموم بها. وحذرت مراسلة وكالة الأنباء الألمانية في هذا الصدد من أن امدادات المواد الغذائية بالعاصمة الليبية تتناقص بصورة مأساوية حيث يقف الناس في أرتال طويلة أمام المحلات التي ما تزال تبيع مواد غذائية طازجة أما المحلات الأخرى فقد نفد مخزونها من المواد الغذائية بصورة تامة. من جانبه أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أنه تم العثور على كميات من البنزين والنفط في مصفاة مدينة الزاوية الليبية تكفي كل ليبيا. وقال عبد الجليل إنّ مخزون السلع الغذائية والمواد التموينية الموجودة في مستودعات العاصمة طرابلس يكفي ضعف سكانها مشيرا الى وجود مخصّصات من الأدوية في طرابلس تغطي احتياجات ليبيا لكامل العام. وفي الوقت نفسه أعلن وزير المساعدة ا لبريطانية للتنمية أندورو ميتشل أن بلاده صرفت 3.4 ملايين يورو كمساعدات إنسانية عاجلة لليبيين. ميدانيا عاد الهدوء صباح أمس الى طرابلس بعد مناوشات ليلية سمع خلالها دويّ بعض الانفجارات ورشقات الأسلحة الرشاشة في مختلف أحيائها. فبعد معارك عنيفة في الأيام الأخيرة مكنت الثوار من السيطرة على معظم أنحاء المدينة يبدو أن المقاتلين الموالين للعقيد الليبي معمر القذافي بدأوا منذ أول أمس يعتمدون استراتيجية الضربات المحدودة حيث يتحركون في جماعات صغيرة بمناطق متفرقة لابقاء الوضع متوترا ثم يتوارون... وقال عبد الحميد عقيل الذي يقود مجموعة من الثوار «لا ندري أين يختبئ رجال القذافي». جثث متحلّلة من جهة أخرى عثر على أكثر من مائتي جثة متحلّلة مهجورة في مستشفى باحدى مناطق العاصمة الليبية في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها القوات الموالية للقذافي مع تراجعهم أمام الثوار الذين أكدوا سيطرتهم على معظم مناطق العاصمة. وقال مراسل هيئة الاذاعة البريطانية أمس إنه عثر على جثث رجال ونساء وأطفال ملقاة على الأسرّة وفي أروقة مستشفى «بوسليم» مضيفا أن الأطباء العاملين في المستشفى فرّوا منها بعد اندلاع اشتباكات بين الثوار وكتائب القذافي. ويتهم سكان المنطقة قوات القذافي بقتل هؤلاء الذين عثر على جثثهم في المستشفى، ولكن لم يتضح حتى الآن ماهو سبب وفاتهم فيما قال ناجون إن العديد من الجرحى تركوا ليموتوا في ظل حرارة الطقس الشديدة حيث انتشرت روائح جثثهم المتحلّلة... وفي حين توالت الدعوات الى عدم اللجوء الى أعمال انتقامية وخصوصا في طرابلس تمكن الثوار الليبيون مساء أمس من بسط سيطرتهم على المعبر الحدودي الرئيسي مع تونس رأس جدير.