من المرتقب أن تشهد مدينة سرت معقل العقيد الليبي معمر القذافي الأخير معارك عنيفة بين مسلحي المجلس الانتقالي والموالين للعقيد والذين رفضوا الاستسلام للمعارضة المسلحة. وجه رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل انذارا لمناصري العقيد معمر القذافي في آخر معاقل النظام وبينها سرت للاستسلام وإلا فإن الأمر سيحسم عسكريا. مهلة قبل الحسم وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي ببنغازي إن المهلة تنتهي بنهاية عيد الفطر المبارك أي ابتداء من يوم السبت المقبل واذا لم تكن هناك أي بوادر سلمية لتغيير هذا الامر على أرض الواقع فإنه باستطاعتنا حسم الموضوع عسكريا. وأضاف : نحن لا نريد هذا الامر ولا نتمناه ولكن لن نصبر أكثر من ذلك. وجدد الناطق باسم العقيد معمر القذافي رفضه لهذه المهلة ولهذا العرض. ونقلت وكالة «الأسوشييتد برس» عن موسى ابراهيم قوله إن أية أمة تحترم نفسها لن تقبل مهلة من عصابات مسلحة. وأعاد ذات المتحدث عرض القذافي القاضي بإرسال ابنه الساعدي للتفاوض مع الثوار وتشكيل حكومة انتقالية. وتعيش ليبيا منذ أسبوع تقريبا على وقع مناكفات عسكرية بين الطرفين. قطع المياه عن طرابلس وأعلن مكتب الشؤون الانسانية التابع للاتحاد الأوروبي أمس ان القوات الموالية للعقيد قطعت ثلثي إمدادات المياه عن طرابلس. وأورد تقرير مكتب الشؤون الانسانية ان «الصمام» الذي يسمح بتحويل 200 ألف متر مكعب يوميا من الشبكة الشرقية الى طرابلس موجود في سرت وقوات العقيد تبقيه مغلقا. وأضاف ان بعض ضواحي العاصمة طرابلس حُرمت تماما من المياه خلال الايام الثلاثة الماضية. وأشار روبرت كولفيل المتحدث باسم حقوق الانسان في الاممالمتحدة الى ان قطع امدادات المياه يصنّف على أنه جريمة ضد الانسانية. واستدرك كولفيل بالتأكيد انه لا يوجد اي دليل على أن قطع امدادات المياه تم بطريقة عمدية. مقتل 100 شخص بسرت بدورها، أشارت تقارير من داخل مدينة سرت الى مقتل نحو 1000 مواطن في قصف لطائرات حلف شمال الأطلسي للمصلين أثناء أداء صلاة عيد الفطر المبارك صباح أول أمس الثلاثاء. وأكدت ان «الأطلسي» استهدف الساحة الرئيسية للمدينة وقتل عددا كبيرا من العائلات والأطفال والرجال مستهجنة الصمت الاعلامي الرهيب حول هذه المسألة. وأضافت أنه تم استهداف تجمّع المصلين ب12 صاروخا خلال صلاة العيد. ولم يتسن التأكد من صحة التقارير من مصادر مستقلة، الا ان الناتو أقرّ باستهداف مواقع عسكرية وشبه عسكرية في مدينة سرت. وكثيرا ما يتعلل الاطلسي بالأهداف العسكرية لضرب المنشآت المدنية واستهداف المدنيين. وأعلن حلف شمال «الأطلسي» مساء أول أمس أن مهمته العسكرية في ليبيا لا تزال ضرورية وستستمر طالما ان قوات العقيد تهدد المدنيين.