مثلت الندوة الصحفية الأولى لحزب «الاتحاد الوطني الحر» والتي أسماها «مصافحة أولى» خيبة كبيرة للحاضرين حيث تغيب رئيس الحزب السيد سليم الرياحي وأجاب مدير مجموعة شركاته وعضو المكتب السياسي بالحزب عن أهم الأسئلة. وفي الوقت الذي كان من المنتظر فيه أن يحضر رئيس الحزب للرّد على عديد التساؤلات والأخبار التي راجت مؤخرا على الساحتين السياسية والاعلامية اعتبر غيابه إهانة للصحفيين الذين حضروا بكثرة، حيث تتعلق العديد من الأسئلة بل أهمها بشخصه وحتى عضو المكتب السياسي الذي عوضه فضل عدم الخوض في المسائل التي تهم شخص سليم الرياحي مع الاكتفاء بتقديم لمحة عن توجهات الحزب وأنشطته ومواقفه من بعض المسائل. برامج الحزب وقال محسن حسن إن الحزب ولد من رحم الثورة وأن مؤسسيه هم من شبان المناطق الداخلية ومن عائلات متواضعة وآمنوا بضرورة الحفاظ على مكاسب الثورة وأنه مفتوح لجميع التونسيين للاتحاد داخله من أجل مشاغلهم. وأضاف أن الاتحاد سيدفع في اتجاه تبني منوال تنموي عالمي يحافظ على الهوية العربية الاسلامية ويفتح المجال أمام التحديث، مشيرا الى أن ركيزة هذا البرنامج ستكون حرية الأشخاص لأن حرية الأفراد هي التي تؤدي الى حرية الشعوب. إن دولة القانون والمؤسسات ستكون الضامن الوحيد لجميع التونسيين. وأكد عضو المكتب السياسي أن الاتحاد سيعمل على اعطاء التضامن بعده الحقيقي وأن اعتماده على اقتصاد السوق والتنمية العادلة هو ما سيحقق أهداف الثورة اضافة الى دعم المبادرة الخاصة واعدا بتشغيل جميع العاطلين. وطالب محسن حسن بإعلان حالة الطوارئ الاقتصادية وأن تعمل جميع الأطراف على إخراج البلاد من أزمتها الحالية. وحول رئيس الحزب قال حسن إنه شاب في التاسعة والثلاثين من عمره وهو رجل أعمال ناجح وأن والده كان من المضطهدين في عهد بورقيبة، إنه بعد الثورة عمل على العودة الى تونس وعوض الاستثمار في شرق آسيا والدول التي تعتبر جنانا جبائية اختار أن يستثمر في تونس. وحول ما يروّج من أن سليم الرياحي اشترى أسهما كثيرة في البورصة والاستثمارات الكبيرة التي ينوي القيام بها اعتبر محسن حسن أن رئيس الحزب هو مستثمر ومن حقه استغلال الفرص في البورصة بما يفيد تونس مشيرا الى أن مصادر تمويله واضحة ولا عيب في أن يستثمر في البلاد. «موش توّة» وفي ردّه على سؤال «الشروق» حول برنامج الحزب الاقتصادي وهل أن سليم الرياحي يحاول تكرار تجربة رجل الأعمال الايطالي سلفيو برلسكوني في تونس وكيفية وصوله الى الحكم. قال عضو المكتب السياسي للاتحاد إن ثراء رئيس للحزب لا يعني السيطرة على الدولة، فيما أجاب عن سؤال هل أن الحزب سيحول البلاد من نظام الحزب الدولة «التجمع» الى نظام الحزب الشركة الدولة مثلما يحصل في ايطاليا؟ قال محسن حسن إن الحزب انطلق من تشخيص الواقع واظهار مواطن الخلل ومن أبرزها وهي الأسباب التي قامت من أجلها الثورة وهي التنمية العادلة والتشغيل. وأوضح أن الحزب يقترح منوالا تنمويا يقوم على المشاركة الشعبية وتحقيق الرخاء للمواطن مع العمل على أن تقوم الدولة بدور استثماري عبر بعث صندوق سيادي بالتشارك مع القطاع الخاص لتمويل مشاريع ذات قدرة تشغيلية عالية ومردودية عالية أيضا. وأعلن عضو المكتب السياسي للاتحاد أنه سيقدم مستقبلا مخططا استثماريا أطلق عليه اسم «المخطط الاستثماري كرامة» ويشمل كامل الجهات. وحول موقف رئيس الحزب من رئيس حزب حركة النهضة الذي أعلنه الليلة قبل الماضية أوضح السيد محسن حسن أن سليم الرياحي قصد بكلمة «الدكتاتور» أن من يعلن عن نتائج الانتخابات قبل وقوعها هو «دكتاتور جديد». سليم انتقد ذلك الأسلوب الذي استعمله راشد الغنوشي والذي ذكرنا بالدكتاتورية السابقة وبملايين التجمع. لكننا نكن كل الاحترام لقيادات النهضة ولراشد الغنوشي ولجميع الأطراف السياسية. لكن ليس لأحد الحق في الاعلان عن نتائج الانتخابات قبل إجرائها. ومع أن السيد حسن حاول الاجابة عن قدر كبير من الأسئلة برحابة صدر وبأخلاق كبيرة إلا أنه لم يكن مستعدّا للخوض في عديد المسائل والاجابة عن أسئلة الصحفيين بتعلة أنها أمور لا تخص إلا صاحبها رئيس الحزب أو أنها أمور لم تجهز بعد مثل البرنامج الاقتصادي والتنموي وما صرف من أموال في الحملة التي يقوم بها في مختلف وسائل الاعلام منذ أسابيع، وعلاقة سليم الرياحي بالنظام الليبي المُطاح به وخاصة مع أبناء العقيد القذافي، واكتفى بالاجابة عن تلك الأسئلة «موش توة مازال، موش أنا اللّي نجاوب على هذا».