أقدم محسن حسن عضو المكتب السياسي والمتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الحر على الاستقالة نهائيا من مهامه في الحزب. وعلمت «الشروق» أن محسن حسن استقال، ولا ينوي الدخول في أي حزب اخر، وانما ينوي الاستقلالية وتكريس الوقت للجانب العلمي والأكاديمي ولأعماله كرجل أعمال. وفي اتصال ب«الشروق» أكد محسن حسن أن خبر استقالته صحيح، وأن الفكرة كانت تخامره قبل حتى انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، وأن الأسباب الكامنة وراءها هي تواصل احاطة بعض الوجوه «المشبوهة» حسب تعبيره بسليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر. وأضاف ذاكرا أسباب هذه الخطوة التي أقدم عليها، بأنه «رفض التوجهات الخاطئة ومنها المهاجمة الشرسة التي تعرض لها بعض الوجوه السياسية البارزة في الساحة عن طريق تصريحات سليم الرياحي بايعاز من مستشاريه الأجانب وأيضا من قبل عدد من الوجوه السياسية والاعلامية المحسوبة على النظام السابق المحيطة به». كما أكد حسن أنه «كان رافضا لسياسة المغالاة في اظهار ثراء الحزب والاعتماد على «الجانب الفرجوي» للتعريف به، وقال ل«الشروق» «كنت قد وجهت رسالة الكترونية لرئيس الحزب شخصت خلالها الوضع الذي وصل اليه وأعطتيته الحلول الممكنة لتجاوزها، ومنها ابعاد الوجوه المشبوهة عن مواقع القرار في الحزب، وهيكلة الحزب وبعث مؤسسات وهياكل قطاعية وفؤوية فيه، وهيكلة المكاتب المحلية والجهوية». كما انتقد محسن حسن ردا على سؤال الشروق ان كانت مسائل مادية أثرت في قرار انسحابه، ما أسماها ب«الفوضى على مستوى التصرف المالي في الحزب». اسلامي فليبرالي ورغم كون الرجل يجاهر بليبراليته فكريا مع اعتقاده في دور الدولة في مقاومة الفقر اليوم، فقد كان منذ صغره منتميا للاتجاه الاسلامي، وتم ايقافه في وزارة الداخلية بسبب انتماءاته وهو في سن الثمانية عشر، ثم تم تجنيده اجباريا في رجيم معتوق عام 1990 في حركة فيفري وهو منتم للاتحاد العام التونسي للطلبة انذاك. وأكد وهو يتحدث عن تجربته بعد رجوعه من الهجرة، أنه تعرض لمضايقات كبيرة عند عودته الى تونس وتوجهه لاقامة مشروع حر من قبل عائلة المبروك أصهار الرئيس السابق. وعرف محسن حسن بانتمائه قبل 14 جانفي لحزب الخضر للتقدم المعروف ان ذاك في الأوساط السياسية بتصنيفه ضمن أحزاب الديكور السياسي. مغامرة وعن «مغامرته» في الاتحاد الوطني الحر، أكد محسن حسن أنه لم تكن له أي معرفة بسليم الرياحي، وقال « قبلت الانضمام الى حزبه بعد اتصالات عديدة جمعتني به، وقبلت ذلك بعد أن تأكدت من التوجه الوسطي والمعتدل للحزب وتبنيه لمقاربة الهوية العربية والاسلامية للشعب التونسي». وأضاف «ساهمت صحبة رجل اخر، في اعداد البرامج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحزب بعد أن كان مقررا بأن يتم ذلك على يد خبراء أجانب ليست لهم دراية كافية بالواقع التونسي من جنسيات لبنانية وفرنسية وبريطانية». وعن نيته في الالتحاق بأحد الأحزاب القريبة من توجهاته الفكرية، نفى محسن حسن ذلك وقال «لا أنوي الان الانتماء لأي حزب». وللتذكير فقد ، رافق نشاط حزب الاتحاد الوطني الحر كثير من الجدل، وأتهم هذا الحزب باستعماله للأموال في التعريف بنفسه، خاصة عن طريق الاشهار السياسي أيام انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، ورغم عدم تمكنه من التواجد بقوة في هذا المجلس، فقد تمكن من تكوين كتلة برلمانية داخله تبنت مشروعه. وفي اتصال «الشروق» بالمكتب الاعلامي للحزب، اعتبر المسؤول الاعلامي بأن «محسن حسن كان ومايزال من الأبناء الأوفياء للحزب» حسب تعبيره، وأن الحزب يعتبره «من المؤسسين الذين قدموا من جهدهم الكبير في خدمة الوطن انطلاقا من موقعه داخل الحزب». وفي خصوص اقدامه على الاستقالة، فان «الحزب يحترم موقفه ويتمنى له أن يواصل خدمة الصالح العام من أي موقع يراه صالحا».