يبدو أن أنقرة قد بدأت عمليا «محاسبة» تل أبيب على المجزرة التي اقترفتها بحق سفينة «مرمرة» وعلى رفضها الاعتذار على صنيعها هذا إذ أوقفت الشرطة التركية ركابا إسرائيليين وصلوا إليها صباح أمس في مطار اسطنبول بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرنوت». رأت «يديعوت أحرنوت» أن هذه الخطوة هي أحدث فصل من مسلسل التصعيد الحاصل في العلاقات (التركية «الإسرائيلية») عقب تقرير الأممالمتحدة حول الاعتداء على أسطول «مافي مرمرة» العام الماضي. وقالت الصحيفة: «جميع الركاب (الإسرائيليين) على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية التركية التي حطَّت في مطار إسطنبول عند قرابة السابعة صباحًا قد تم احتجازهم لساعات عدة من قبل الشرطة المحلية التركية، بعدما تمَّت مصادرة جوازات سفرهم». و قال المسافرون:« إن الضباط الأتراك تعاملوا معهم بحزم، وإن هذه الحادثة هي بمثابة سابقة». وقال أحد الركاب: «تم استجواب جميع الركاب حول سبب زيارتهم وتفتيش أمتعتهم والسؤال عن قيمة ما يحملونه من أموال، بالإضافة إلى الاستفسار عن المعلومات الموجودة على حواسيبهم المحمولة». وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقريرها الأَوَّلي حول الحادثة إلى أن المسؤولين في الخارجية التركية أبلغوا نظراءهم «الإسرائيليين» أنهم لم يصدروا أوامر بتوقيف «الإسرائيليين» فيما تسعى «إسرائيل» إلى معرفة من المسؤول عن الاحتجاز، وما إذا كان الحادث وقع خطأ أو أنه يأتي في إطار سياسة جديدة تنوي تركيا اتباعها؟. وكان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو قد أعلن أن «إسرائيل» لا تنوي تقديم الاعتذار لتركيا، حتى بعد قرارها طرد السفير «الإسرائيلي» من أنقرة وتجميد الاتفاقيات العسكرية بين الجانبين، لكنه شدد على سعيها إلى الخروج من هذه الأزمة، وإقامة علاقات جيدة مع تركيا. وقال نتنياهو: «إنه لا يمكن تقديم الاعتذار عما قام به جنود «الكومندوس» البحري والجيش «الإسرائيلي» بالدفاع عن أنفسهم ضدّ ما وصفه ب «الخطر الحقيقي» الذي مثلته عناصر منظمة «IHH» التركية على سفينة «مرمرة»، «ولن نقدم اعتذارًا على منع تهريب السلاح لحركة «حماس»»، بحسب ما نقل عنه موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» . ومع ذلك، أكد نتنياهو في تصريحاته وهي الأولى من نوعها منذ إعلان الموقف التركي التمسك بالعلاقات (التركية «الإسرائيلية») وسعي الحكومة «الإسرائيلية» إلى توثيق العلاقات، ورغبتها في إيجاد الوسائل الكفيلة بالخروج من الأزمة واستعادة العلاقات الجيدة التي تربط تركيا مع «إسرائيل». وكانت تركيا أعلنت إلى جانب طرد السفير من أنقرة تعليق العمل بكافة الاتفاقات العسكرية مع «إسرائيل»، مع رفض الأخيرة الاعتذار عن مقتل تسعة ناشطين أتراك في الهجوم على «أسطول الحرية» في العام الماضي، أثناء محاولة لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة.