فتحت مؤخرا قناة ديبلوماسية «ليبية، فرنسية، بريطانية» لتأمين ممرّ آمن لمغادرة العقيد معمر القذافي البلاد، فيما أكدت المعارضة الليبية المسلحة أنه فرّ من مدينة «بني وليد» متجها نحو الحدود مع تشاد أو النيجر. وكشفت صحيفة «ديلي تلغراف» في عددها الصادر أمس عن وجود تحركات ديبلوماسية سرية جارية على قدم وساق لتمكين العقيد معمر القذافي من مغادرة ليبيا وطلب اللجوء المؤقت من بلد متعاطف.اتفاق يجنب إراقة الدماءوأضافت أن المحادثات الجارية تهدف الى التوصل الى اتفاق يضمن تجنيب العقيد القذافي من المحاسبة والملاحقة القضائية من المعارضة والحيلولة دون سيناريو إغراق البلاد في حمام دم.وأشارت الى أن المفاوضات لم تتوصل بعد الى حلّ نهائي حيال الوجهة النهائية للقذافي مضيفة أن الأخير مستمر في رفض العرض المقدم للهرب من المعارضة وأنه لم يغادر البلاد رفقة القافلة التي عبرت الى النيجر.ونقلت عن مسؤول غربي قوله إن كل شيء يشير الى أن العقيد لن يغادر ليبيا من الباب الخلفي بغض النظر عن الضغوط التي يواجهها مؤكدا أن باريس مارست ضغوطا على مسؤولي منظمة حلف شمال «الأطلسي» لعدم استهداف قافلة الهاربين الى النيجر بالضربات الجوية أو غيرها من الاجراءات لوقفها.وكشفت ذات الصحيفة عن وضع جنوب افريقيا طائرتين على أهبة الاستعداد في تونس خلال الشهر الماضي لنقل العقيد وعائلته الى زيمبابوي أو أنغولا في إطار خطة للاتحاد الافريقي.الساعدي يجري محادثاتبدورها أكدت تقارير إخبارية أمس أن الساعدي القذافي نجل العقيد معمر القذافي أجرى محادثات سرية مع مسؤولين في الحكومة الفرنسية والبريطانية لتأمين ممر آمن لوالده.وأفاد أحد مساعدي الساعدي أن القذافي لايزال في ليبيا ولم يغادرها.في هذه الأثناء قال مسؤول عسكري رفيع في المجلس العسكري الانتقالي الليلة قبل الماضية إنّ القذافي غادر مدينة «بني وليد» متجها نحو الجنوب بمساعدة القبائل الموالية.وأشار هشام أبو حجر قائد عمليات التنسيق للقبض على العقيد الى الأنباء الواردة ترجح امكانية وجوده في قرية «غات» جنوب البلاد على بعد نحو 950 كيلومترا الى الجنوب من طرابلس و300 كيلومتر الى الشمال من الحدود مع النيجر.وأردف لقد شاهد الناس السيارات تسير في ذاك الاتجاه وعلمنا ذلك من مصادر كثيرة... إنه يحاول المضي نحو النيجر أو التشاد.يشار هنا الى ان اقتصار المتحدثين عن التشاد والنيجر في سياق الحديث عن الدول التي قد تحتضن العقيد يعود الى إعلان بوركينا فاسو رسميا رفضها استقباله وعزت بوركينا فاسو هذا الرفض الى توقيعها على الاتفاقية الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية.وتابع أبو حجران: «القذافي يسافر في قافلة من عشر سيارات ويستخدم خيمة كمأوى وأكد أنه لا يحب الاقامة في منزل ولذا فهو يقيم في خيمة»... وبعض شهود العيان رأوا سائقي هذه السيارات ينصبون خيمة.وأوضح أن نفوذ الانتقالي في جنوب ليبيا ضئيل جدا بسبب ولاء قبائل المنطقة للقذافي إلاّ أن الزعماء الجدد لديهم اتصالات مع بعض الأفراد في كل هذه القبائل.إلى النيجروفي سياق متصل، أعلن المجلس الانتقالي أن وفدا ليبيا معارضا للعقيد توجه أمس الى النيجر ليطلب من القيادة النيجرية تشديد التدابير الأمنية على الحدود ومنع أية محاولة للقذافي أو عائلته لدخول النيجر.وقال فتحي باجا المسؤول عن الشؤون السياسية في المجلس الانتقالي إن وفدا سيناقش كل هذه الأمور مع رئيس النيجر ووزير الخارجية مشيرا الى أن الوفد سيطالب باسترجاع الأموال والذهب التي حملها بعض الهاربين من ليبيا الى النيجر مطلع الأسبوع الجاري.