لماذا بقيت عديد المعالم الأثرية بولاية الكاف خارج المسالك السياحية رغم قدرتها على استمالة بل شدّ زائريها بما تزخر به من تنوع وثراء؟ لا يختلف اثنان في أن ولاية الكاف تزخر بالمعالم والمناطق الأثرية القادرة على استقطاب السياح في أغلب فصول السنة إذا ما استثنينا فصل الصيف الذي تشتد فيه الحرارة والسائح يفضل المناطق الساحلية أين يوجد البحر. لكن السؤال المطروح ماذا ستستفيد الجهة من السياحة؟ فالسواح سيأتون في حافلات من المناطق الساحلية ضمن رحلات استكشافية في أغلب الأحيان لا تدوم سوى يوم واحد يعود على إثره هؤلاء إلى النزل التي يقيمون بها . ومن المفروض أن تستفيد الجهة من هذه الزيارات المنظمة لا أن تكون مزارا يشبه مزار ولي صالح.ولذا فالصناعات التقليدية يمكن أن تكون تجارة مربحة إذا ما تم الاعتناء بها وتطويرها بما يتماشى مع ما يحبذه السائح.إلا أن هذا القطاع مازال غير مواكب لما يتطلبه الظرف الحالي وبقي محصورا في الأغطية والأفرشة .والمنطقة تتميز بتنوع المواد الأولية كالطين والصوف والخشب وهذه المواد الأولية يمكن أن تساهم في تنوع الإنتاج وتخرج بالصناعات عن المألوف بالإبتكار والتجديد .والزيارات يجب أن تتوزع على كامل المنطقة لا أن تقتصر على مدينة الكاف فقط. فالآثار والمناطق التي تجلب السواح منتشرة في كامل أنحاء الولاية كالمنطقة الأثرية «اللاس» بالسرس و«المدينة» بالدهماني و«مائدة يوغرطة» بقلعة سنان ومحمية الصدين... لكن المشكل المطروح هو كيفية الوصول إلى هذه المناطق؟فأغلب المسالك غير مهيأة ورديئة بل يستحيل على أي حافلة المرور عبرها. وهنا لا بد من العناية بالبنية التحتية قبل التفكير في جلب السياح. كما ان الحمام الاستشفائي بملاق يمكن أن يساهم أيضا في تدعيم وازدهار السياحة الداخلية إذا ما تمت تهيئته وحول إلى مركب متكامل يحتوي على كل المرافق الأساسية ولم لا تحويل المنطقة إلى مركب رياضي واستشفائي في نفس الوقت.كما أن التشجيع على صيد الخنزير وإحداث مخيمات داخل الغابات الكثيفة قد يجلب نوعية أخرى من السياح.هذه بعض الاقتراحات التي قد تساهم في إحياء السياحة بجهة الكاف والتي من الضروري الاهتمام بها وإيلاؤها العناية اللازمة بالتخطيط المحكم إذا ما أردنا جعل ولاية الكاف منطقة سياحية ذات أهمية.