الغاء كافة الرحلات المبرمجة لبقية اليوم بين صفاقس وقرقنة..    "طوفان الأقصى" يفجر أزمة جديدة في إسرائيل    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة تنظم ثلاث دورات تكوينية في المحاسبة الكربونية لفائدة الأساتذة الجامعيين    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    تمديد أجل تقديم وثائق جراية الأيتام المسندة للبنت العزباء فاقدة المورد    كأس افريقيا للأمم: فوز بوركينا فاسو على غينيا الاستيوائية 2 - 1    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    توننداكس ينهي معاملات الإربعاء على منحى سلبي    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    الرابطة الأولى: علاء الدين بوشاعة رئيسا جديدا للمستقبل الرياضي بقابس    الديوان الوطني للأسرة يجهّز ثلاث مصحات متنقّلة بهذه المناطق    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل: شوف شنيا قال عصام الشوالي على الماتش الجاي لتونس    عاجل: بعد فوز البارح تونس تصعد مركزين في تصنيف فيفا    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    مرصد حقوق الطفل: 90 بالمائة من الأطفال في تونس يستعملون الأنترنات    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    ندوة علمية بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي والحيواني" يوم 27 ديسمبر الجاري على هامش المهرجان الدولي للصحراء    رد بالك: حيلة جديدة تسرّق واتساب متاعك بلا ما تحسّ!    تركيا تعلن العثور على الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي المنكوبة    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    راس السنة : جورج وسوف بش يكون موجود في هذه السهرية    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    اتحاد المعارضة النقابية: استقالة الطبوبي ليست نهائية ولم تكن مفاجئة    عبد الستار بن موسى: المنتخب الوطني قادر على التطور.. والمجبري كان رجل مباراة اليوم    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    الطقس اليوم شتوي مع أمطار غزيرة بهذه المناطق..#خبر_عاجل    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا لم تتحول بنزرت الى قطب سياحي ؟ مستثمرون وخبراء يرسمون دليل النجاح
نشر في الشروق يوم 13 - 12 - 2010

شواطئها الجميلة وتاريخها الحافل بالأحداث العسكرية التي تحكي الأهمية الاستراتيجية لمدينة بنزرت وبالتحام البحر بالغابة وإطلالتها على الضفة الغربية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط اكتسبت بنزرت عبر التاريخ شهرتها وروعتها، سواحل تزيد عن 200 كلم وبحيرة تتنفس عبر القنال وتسافر حتى منزل بورقيبة وجبل اشكل... روعة الجغرافيا والتضاريس تحكيها الحضارات المتعاقبة على المدينة والتي تركت بصماتها في كل حقبة من الحصن الإسباني والمعالم العثمانية الى سائر الدرر النفيسة في «المدينة العربي».
كلها عوامل تمثل قاعدة مهمة لعناصر سياحية متنوعة قادرة على جعل بنزرت قطبا سياحيا هاما إلا أن المعطيات الحالية للسياحة بالجهة تشير الى واقع آخر بعيد عن حلم أهالي الجهة وقع لا تخفف من حدة وطأته إلا المشاريع الكبرى التي ينتظرها «البنزرتية» من «كاب 3000» الى «منتجع الرأس الأبيض» والتي قد تقلب واقعا سياحيا في حاجة الى «التطوير» عن هذه الرؤية الاستشرافية لمستقبل السياحة بالجهة وعن الأسباب التي تفسر الركود السياحي الحالي تحدثنا الى بعض المستثمرين في القطاع السياحي من أبناء الجهة والى بعض المسؤولين لنظفر بأجوبة مختلفة ومتنوعة لا يجمع بينها إلا رابط واحد وهو التفاؤل بالمستقبل وقدرة المشاريع الكبرى على تغير وجه مدينة كان جمالها ولا يزال سرا من أسرار روعتها وشهرتها.
تحقيق من إعداد إيمان عبد الستار إيمان الشنيتي محسن العباسي
رغم ثراء الطبيعة وتنوع العناصر البيئية بجهة بنزرت وعراقة المعالم التاريخية للعديد منها والتي اتفق الباحثون على تسميتها بامتياز ب «درة المتوسط» وعروس اشمال. فإن عدم ارتقائها الى وجهة مرموقة للسياحة قد اختلفت بين أهل القطاع من الباعثين والمستثمرين بالجهة والذين اتفقوا في المقابل على أهمية الإضافة السياحية للمشاريع الكبرى المرتقبة.
السيد صالح الدريدي (مستثمر في القطاع السياحي): رجال الأعمال أخطأوا في حق بنزرت
أولت الدولة لجهة بنزرت أولوية في القطاع السياحي على غرار عدد من المناطق الأخرى وكان أولها بعث الفضاء السياحي «كرنيش بلاص بنزرت» وأعتقد أن عقلية الإنكماش وغياب تقاليد سياحية لدى بعض «البنزرتية» إضافة الى بعض الأفكار الرجعية التي وصفت بنزرت كمنطقة عسكرية بالأساس وغير سياحية من الأسباب الخفية التي قد تفسر الى حدّ ما هذه الإشكالية. بالإضافة الى التعاطي الخاطئ لبعض رجال الأعمال مع السياحة ببنزرت.
فبنزرت إن صح القول كالفتاة الجميلة التي قضى عليها جمالها»... وبخصوص الآفاق السياحية المنتظرة للمشاريع الجديدة فمن الأكيد أنها ستحدث قفزة نوعية في هذا المجال وتعزز بشكل متكامل النسيج السياحي الوطني بصفة عامة ويضفي حركية اقتصادية وتجارية هامة بالجهة..».
السيد محمود السويسي (صاحب مشاريع سياحية ببنزرت): لا بد من بعث مشاريع طريفة وفق خصوصيات الجهة
عديد العوامل والمؤشرات المتداخلة حالت دون تحول بنزرت بعد إلى وجهة للسياحة وهي من وجهة نظري بالأساس النقص الواضح في الإشهار بالخارج حول السياحة ببنزرت وهو الأمر الذي أثر بدوره على ترويج المنتوج السياحي البنزرتي... كما أن عدم الاستغلال الأمثل للعناصر الطبيعية والبيئية التي تزخر بها بنزرت أعاق بدوره إبراز عديد الخصوصيات السياحية الطريفة للجهة...
إضافة الى غياب المؤطرين والمختصين في مجالي الإرشاد.
وتظل نقطة الضعف الأساسية النقص في بعث مثل هذا الصنف من المشاريع التي تتماشى وخصوصية الجهة.. أما عن الإضافة السياحية للمشاريع الكبرى فأظن أنها ستساهم في تبلور عقلية حسب الاستثمار في بنزرت وتنشط الى حد كبير الواجهات البحرية في عديد المناطق والمعتمديات».
السيد مهدي العنابي (صاحب نزل): بنزرت وجهة سياحية موسمية وضعيفة
من أبرز أسباب عدم ارتقاء بنزرت الى وجهة للسياحة فكرة الطابع الموسمي للسياحة وربطها بالعوامل المناخية. وهو الأمر الذي أدى بصورة مباشرة الى ضعف الاستثمار السياحي بالجهة ككل إضافة الى نقص الإشهار واعتبار بنزرت «منطقة عسكرية» بالأساس وأعتقد أن أبرز إضافة ستحققها المشاريع الكبرى تنويع السوق السياحية ببنزرت ولاسيما عبر استقطاب السياح من ذوي المقدرة الإنفاقية العالية... غير أن من مستحقات المرحلة السياحية الجديدة ببنزرت تنظيم أكبر للمسلك والنسيج السياحي».
السيد بشير اليوسفي (صاحب مؤسسة في التكوين السياحي): لابد من تطوير البنية الأساسية
بنزرت هي قبلة للسياحة الداخلية وأظن أن من أهم عوامل عدم تحولها الى وجهة متكاملة للسياحة عدم التطور الكيفي في مستوى البنية التحتية والنسيج السياحي على غرار الفندقي منه علاوة على ضعف ما يعرف بالتنشيط السياحي... وبخصوص الإضافة المرتقبة للمشاريع الكبرى فأرى أنها ستكون وسيلة أولى وليست بالغاية نحو تطوير وجه السياحة ببنزرت في ما يتعلق بالمنتوج والخدمات. كما أن مستحقات مثل هذه المتغيرات تفترض مواكبة وعناية أكبر بالتكوين السياحي خاصة».
السيد شكري بن حماد (رئيس جمعية صيانة مدينة بنزرت): تاريخ بنزرت عنصر سياحي يتوجب استغلاله
أعتقد أن مسؤولية عدم تحول بنزرت الى وجه للسياحة تعود في جانب كبير منها الى عدم تطور بعد دور وكالات الأسفار في التحسيس والتعريف بالخصوصيات السياحية بالشمال التونسي بصفة عامة وتوجيه من ثمة السائح نحو هذه المناطق... هذا وسيكون لمثل هذه المشاريع السياحية العملاقة دور كبير في تطوير السياحة ببنزرت لكن الحاجة تبقى ملحة في هذا الإطار لمزيد تشجيع المستثمرين لإستغلال المواقع الطبيعية والتوظيف السياحي المحكم لعناصر هامة على غرار بحيرة بنزرت واشكل وارخبيل جالطا... وبخصوص العناصر السياحية بالمدينة القديمة لبنزرت القادرة على استقطاب السياح فإن كل المجهودات منصبة نحو فتح مختلف المعالم الأثرية والتاريخية للسياح والعمل على تكوين الدليل السياحي المؤهل لاستقبال زوار هذا المعلم من السياح... والبحث عن التمويلات الضرورية لإرساء عادة سوق أسبوعية للحرفيين في أسوار المدينة بالإضافة الى متحف للعادات والتقاليد بفضاء سيدي المختار».
السيد عفيف كشك (صاحب نزل): المشاريع الكبرى ستنهض بالسياحة في الجهة
يقول السيد عفيف كشك «إن السياحة قديمة العهد بولاية بنزرت وهي تعود للستينات، فقد أنشئ أول نزل صنف 5 نجوم سنة 1964 ببنزرت وهو «الكرنيش بالاص» ثم «الناظور» 3 نجوم ثم «جالطة» 2 نجوم. كما أن أول مدرسة سياحية كانت ببنزرت.
وحول الواقع الحالي للسياحة اليوم في بنزرت ذكر السيد عفيف كشك «أن القطاع تراجع بصفة ملحوظة منذ فترة وتعود أسبابه الى عدة عناصر أساسية هيكلية، فعندما نقارن بنزرت بمناطق أخرى كجربة والحمامات وسوسة يتضح لنا أن الشريط الساحلي ببنزرت تغمره الغابات والحجارة .
ان السواحل الممتدة من سوسة الى الحمامات تبلغ حوالي 170 كلم وكلها شواطئ رملية والسياحة اليوم أغلبها مبنية على ما يعرف بسياحة الأفواج (الرحلات الجماعية «شارتار») ومحركها الأساسي بطبيعة الحال هو النقل الجوي وهذا ما يجعل السياحة في بنزرت تختلف عن الساحل.
وحول السياحة الداخلية يقول: « ازدهرت ببنزرت في الآونة الأخيرة وهذه السياحة مبنية على كراء الشقق والمساكن الخاصة وحتى بعض النزل، هؤلاء هم سياح أيضا ويدفعون أموالا لقاء «خلاعتهم» لكننا في تونس لا نعتبر سياحتنا متطورة إلا إذا كانت تدر العملة الصعبة».
وحول المشاريع الكبرى التي ستحدث ببنزرت وهل ستغير وجه المدينة قال السيد عفيف كشك «ان مارينا كاب 3000 سيكون مشروعا متكاملا، فالبيع موجود منذ الآن وهو استثمار هائل سيغير الملامح العمرانية للمدينة وسيستقطب عددا هاما من السواح من مختلف أنحاء العالم من فئة معينة (الأثرياء)».
وبخصوص مشروع منتجع الرأس الأبيض فمن المؤكد أن هذا المشروع يمتلك كل خطوط النجاح حسب المثال الذي شاهدناه لهذا أعتقد أن المشاريع الكبرى ستعطي وجها آخر للجهة.
السيد محمد الهادي البكوش (مستثمر في القطاع السياحي): برشلونة ليست أفضل من بنزرت
في ذات السياق يقول السيد محمد الهادي البكوش إن بنزرت من أول الولايات التي عرفت الاستثمار في القطاع السياحي وقد تقدمت بنزرت اقتصاديا بصفة متطورة آنذاك وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي الهام، وما ينقصنا اليوم هو تسويق المنتوج السياحي في الفضاءات العالمية التي تعنى بالسياحة فتجد كل المدن السياحية ما عدا بنزرت!!!، كذلك من عوامل تراجع القطاع في بنزرت عدم الاهتمام بالسياحة البيئية الترفيهية بعدة مناطق على غرار رأس أنجلة، الغيران، كاب حمام»...
وحول إذا أعاق بعض الأشخاص «البنازرتية» في أن تتحول بنزرت الى وجهة سياحية قال:
«مستحيل! بالنسبة «لأولاد البلاد» كما نقول يبقى هاجسهم الأول والأخير تغيير ما آلت إليه المدينة في الآونة الأخيرة من تراجع في القطاع السياحي، إن بنزرت تمتلك كل مقومات النجاح في القطاع السياحي وأذكر صديقا لي وهو رجل أعمال اسباني قال لي بالحرف الواحد بنزرت جميلة وجذابة تذكرني بميناء برشلونة سنة 1960».
وحول المشاريع المرتقبة إنجازها ببنزرت قال: «مستقبل واعد ينتظر بنزرت فمشروع مارينا أصبح وشيكا كذلك منتجع الرأس الأبيض لتعود بنزرت الى سالف إشعاعها وتميزها».
رئيس بلدية بنزرت : المشاريع السياحية الكبرى ستدخل في شرايين البنية الأساسية بالمدينة
مكتب الشروق بنزرت :
تستعد جهة بنزرت لاحتضان ثلاثة مشاريع سياحية كبرى تعلق عليها آمال كبيرة في تغيير الوجه السياحي لمدينة بنزرت والمساهمة بشكل فعال في ابراز الخصوصيات الحضارية والتراثية التي تزخر بها عديد المناطق.
«الشروق» تحدثت الى السيد زهير ربيع رئيس بلدية بنزرت حول ملامح وبرمجة التدخلات والخطط البلدية لاستيعاب مختلف هذه المتغيرات ولاسيما المتلعق منها بالبنية الأساسية فكان هذا الحوار:
أشرتم في بعض الدورات البلدية ان بنزرت تعيش على وقع احتضان مشاريع سياحية هامة. فكيف استعدت المصالح البلدية لمختلف هذه المستجدات في القطاع السياحي؟
في الحقيقة كل الجهودات البلدية تتجه نحو ادماج مختلف هذه افضاءات السياحية الجديدة في نسيج او شرايين البنية الأساسية بالمدينة من طرقات وجسور وغيرها وذلك بصفة منظمة ومعقولة وخصوصا في قلب منطقة بنزرت المدينة والتفكير منصب حاليا على ضبط مشروع لتسهيل حركة المرور والجولان بجسر سيدي سالم وايجاد حلول لاشكاليات التنقل عبر هذا الممر.
وتبقى الأولوية البلدية في هذا الاطار وبالتنسيق مع مختلف الأطراف ذات العلاقة في العناية بالمدينة القديمة ومحيطها ولاسيما الميناء القديم حيث تتجه النية الى البحث عن حلول عملية لاشكاليتي التصرف والاستغلال عبر احداث وكالة بلدية مع التصدي لبعض التجاوزات الاخرى... اما عن باقي البرامج البلدية المستقبلية فهناك مقترحات لرصد اعتمادات قيمة في نطاق المخطط 12 لمزيد العناية بأركان واجهات وأروقة ومعالم المدينة القديمة علاوة عن المتابعة المتواصلة لمختلف مشاريع الطرقات والتنوير القائمة مع النظر ومختلف الهياكل الجهوية في مستحقات المراحل القادمة في مجال البنية التحتية بصفة عامة.
من الاضافات المرتقبة لمثل هذه المشاريع السياحية الكبرى تغيير الوجه السياحي للمدينة ولاسيما في السياحة الايكولوجية منها.فما هو رأيكم في الموضوع وماذا عن ملامح البرمجة البلدية في الغرض؟
نعم، سيكون لهذه المشاريع مساهمة ملحوظة في التنمية السياحية بالجهة ككل وفتح آفاق هامة في هذا المستوى من السياحة المستغلة لعناصر بيئية بالأساس ولاسيما بالمناطق غير البلدية. نأمل في ايجاد منظومة جهوية متكاملة من شأنها ان تساهم في ابراز الخصوصيات الطبيعية للجهة... فالعناية بالشواطئ متواصلة ومن المنتظر تعزيز هذا العنصر..
ختاما يشتكي البعض من ان البلدية وطيلةالعقود الماضية حولت بعض المواقع الشاطئية الى وحدات سكنية على غرارالمقسم الخاص بموظفي البلدية؟ فما هو رأيكم في هذه الظاهرة التي قد ترى استعمالات لرصيد عقاري كان الاحرى توظيفه في المجال السياحي؟
لا أستطيع في واقع الامرالحكم بوجاهة او عدم وجاهة مثل هذا التصرف البلدي خاصة وان كل مقاربة تعود الى وضعيات وظروف معينة. وان تحويل احدى المناطق البيضاء بسيدي سالم الى مقسم منذ قرابة 25 عاما له مبرراته التي قد تكون اجتماعية ولكن ضيق المساحات اليوم وأولويات الساعة الملحة على غرار التنمية والتشغيل تجعل من الصالح استغلال مثل هذا الرصيد العقاري في المجال السياحي.
يمان عبد الستار
بنزرت في ذيل ترتيب المدن السياحية : توجه قريب نحو سياحة المؤتمرات والسياحة البيئية
تقبع جهة بنزرت رغم ما حباها الله به من جمال يراوح بين روعة البحر وسحر الطبيعة في اخر الترتيب للائحة تصنيف المدن السياحية الموجودة على الشريط الساحلي التونسي ويوجد بها 18 نزلا منها 10 فنادق مصنفة تتوفر على 2947 سريرا و8 مطاعم سياحية أفضلها (مطعم النادي البحري) غير مصنف اضافة الى 9 وكالات أسفار من صنفي أ وب.
وتؤكد الارقام ان عدد الليالي المقضاة بالفضاءات السياحية لم يكن في مستوى التطلعات وشهد تراجعا ملحوظا في الثلاث سنوات الاخيرة حيث كانت سنة 2008، الافضل ب214130 ليلة مقضاة بينما تراجع هذا الرقم في سنة 2010 الى 158974 فقط ويعود السبب في ذلك الى انعدام الدعاية على مستوى وكالات الاسفار بالخارج وضعف التعريف بالمنتوج بالسياحي لهذه الجهة وذكر من تحدثنا اليهم ان عدة عوائق واشكاليات حالت دون تحقيق انجازات سياحية كبيرة ترتقي بالمنطقة الى وجهة سياحية تنافس الجهات الاخرى منها ان الاراضي المتاخمة للبحر كانت في معظمها أراض غابية او فلاحية وكان تحويلها الى مناطق سياحية يتطلب الدخول في نزاعات قانونية مع اصحابها ثم ان الارادة السياسية ارتأت في وقت سابق ان تبقي على عذارة هذه المناطق لاستغلالها في مشاريع ومخططات سياحية ضخمة ومتطورة على غرار مشروعي مارينا كاب 3000 ومنتجع الرأس الابيض اللذان سيعطيان انطلاقة جديدة لواقع السياحة في الجهة.
وستكون سياحة المؤتمرات والسياحة البيولوجية من اهم المحاور التي سترتكز عليها سياحة المستقبل بهذه الجهة حيث سيشهد الخط السياحي بسيدي سالم انجاز نزل جديد سيدخل حيز الاستغلال في شهر مارس وبه قاعة مؤتمرات طاقة استيعابها 700 كرسي وتتوفر على عديد الامتيازات الحديثة. وستكون قبلة لاحتضان المؤتمرات الوطنية والعالمية وفي مجال السياحة البيولوجية هناك توجه لتوخي الانماط الجديدة للايواء (الاقامات الريفية) بكامل مكوناتها وتكون طاقة ايوائها محدودة. ولا تتجاوز عدد الاسرة بالخيمة الريفية الواحدة 30 سريرا وتستقطب نوعية ممتازة من السواح المولعين بالطبيعة. وسيقع تسويق هذا المنتوج عبر شبكة الواب وفق ما أفاد به مسؤولون في السياحة لتدعيم هذا النوع من الاقامات بجهات العالية ورأس الجبل كمرحلة أولى قبل تعميمها على بقية الجهات الاخرى إضافة الى تدعيم المنتوج السياحي بتهيئة منازل ذات طابع خاص بهذه المناطق، ليكون متنوعا وشاملا. وسيكون لسياحة القوارب الشراعية نصيب وافر حيث وقع تخصيص مرابط للبيع أو الكراء لاصحاب اليخوت ممن يرغبون في الاستقرار ببنزرت إضافة الى إقامات خاصة بهم ومحلات تجارية ومطاعم فاخرة مترامية على حواشي المرابط التي سيبلغ عددها 700 مربط مع أواخر 2011 ضمن مشروع كاب 3000.
ونتوقع أن تدر عائدات مالية هامة وتنعكس بالايجاب على السياحة بالجهة. ومن الاهداف المطروحة ضمن المخطط السياحي الجديد القضاء على هيمنة وكالات الاسفار العالمية وبعث وكالات أسفار جديدة تعنى بخدمة السياحة بالبلاد دون سواها. وفتح الاجواء التونسية عبر نظام LOW COAST في انتظار انتصاب رجال أعمال تونسيين في الخارج لتدعيم حظوظ العمل في هذا المجال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.