وزيرة المرأة: السنة القادمة ستشهد صياغة استراتيجية وطنية لتنمية الطفولة المبكرة    تونس تحرج البرازيل وتفرض التعادل    غدا: الأطباء الشبان يحتجون أمام مجلس النواب    محمد بن سلمان يعلن استثمار التريليون وترامب يؤكد صفقة F35    انتخاب القائد العام للكشافة التونسية محمد علي الخياري نائبًا لرئيس اللجنة الكشفية العربية    قضية رحمة لحمر: التمديد في الإيقاف التحفّظي للوزير السابق مهدي بن غربية    مواسم الريح للأمين السعيدي، رحلة فلسفية في أعماق الذات البشرية    مع الشروق : قرارملغّم.. وخياران أحلاهما.. مرّ    التونسية آمنة قويدر تتوج بجائزة الانجاز مدى الحياة 2025 بالمدينة المنورة    هذه الوزارة ترفع انتداباتها خلال 2026 بنسبة 333%..#خبر_عاجل    محرز الغنووسي يُبشّر: ''مساء الغيث النافع''..هذه المناطق المعنية    انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من المناظرة التونسية للمنتجات المحليّة    عمل جديد لسامي الفهري ...و هذي تفاصيلوا    عودة خدمة كلاود فلير تدريجيا بعد تعطل منصات ومواقع عالمية    المنستير: تسجيل معدّل تساقطات لا يتجاوز 9 بالمائة منذ غرة سبتمبر المنقضي (مندوبية الفلاحة)    ندوة علمية تحت عنوان " تقوية العضلات...ركيز أساسية في اعادة التأهيل" يوم 29 نوفمبر 2025 بمدينة سوسة " "    عاجل/ قضية التخطيط لاغتيالات: هذا ما تقرر بشأن الافراج عن فتحي دمّق    جندوبة: الحكم ابتدائيا على عضو بالبرلمان بالسجن لثلاث سنوات    مباراة ودية - المنتخب التونسي تحت 23 عاما يفوز على نظيره الاماراتي 3-2    بطولة النخبة الوطنية لكرة اليد: برنامج مباريات الجولة الخامسة عشرة    هل تعاني من تنميل مستمر في يدك؟ علامة خطيرة على هذا المرض    عاجل/ رصد تعويضات بقيمة 30 م د لفائدة هؤلاء..    شوطة في نهار أحد بلاش كورة    افتتاح الندوة الدولية "الثقافة العربية والتحديات الراهنة"    كيفاش ترجع حسابك الانستغرام بدون كلمة مرور؟.. خطوات بسيطة    مونديال 2026: 7 منتخبات تتنافس على ثلاث بطاقات مباشرة في ختام تصفيات الكونكاكاف    عاجل/ الكشف عن رحلات غامضة تنقل الفلسطينيين من غزة الى هذه الدولة الافريقية    قائم القروض البنكية المسلّمة للأشخاص الطبيعيين منذ بداية العام..#خبر_عاجل    قبلي: ارتفاع حجم الانتاج الجملي للتمور البيولوجية خلال الموسم الحالي    محرز الغنوشي: أمطار غزيرة الليلة وغدوة    في بالكم : نصّ العسل اللي ناكلو فيه في تونس... جاي من برا!    موجات برد وأمطار غزيرة متوقعة في أوروبا...تونس من بينها    مباراة ودية: تشكيلة المنتخب الوطني في مواجهة نظيره البرازيلي    إجراءات إستثنائية لتنظيم عمليات توزيع منتوجات التمور والتفاح والقوارص والرمان والزيتون    عاجل: هذا هو حكم مباراة الترجي والملعب المالي    أفلام مهرجان تيميمون للفيلم القصير: تقاطع الذاكرة والمقاومة والهوية في 47 فيلما قصيرا    هذا عدد التذاكر المخصصة لمباراة الترجي الرياضي والملعب المالي..#خبر_عاجل    طاقم تحكيم فرنسي لإدارة مباراة تونس والبرازيل الودية    مفزع/ 1052 قتيلاً في حوادث المرور منذ بداية السنة..!    بولونيا تتجه لملحق لكأس العالم بعد الفوز في مالطا    ولاية تونس تدرس إمكانية تركيز منظومة الإنذار المبكر للتوقي والاستعداد لمجابهة الكوارث الطبيعية    تحويل جزئي لحركة المرور على مستوى الوصلة المؤدّية من الطريق الوطنيّة رقم 3 أ1 نحو سوسة والحمّامات بداية من الثلاثاء    تونس: أمطار هذا الشتاء ستتجاوز المعدلات العادية في الشمال    فيروس من'' الخفافيش'' يظهر في إثيوبيا: يقلق الصحة العالمية ...شنوا حكايتو ؟    مادورو مستعد للتحدث وجها لوجه وترامب لا يستبعد "عملا عسكريا"    فتح بحث تحقيقي بعد العثور على محامية متوفاة منذ 3 أيام في أكودة    وزير التعليم العالي يستعرض خطة تطوير التكوين الجامعي وانتدابات 2026    واشنطن: رفض حماس لقرار الأمم المتحدة دليل على تقدمنا بالمسار الصحيح    ميزانية النقل لسنة 2026: برمجة اقتناء طائرات وحافلات وعربات مترو ودعم الموارد البشرية    الثلاثاء: الحرارة في انخفاض وأمطار متفرقة بهذه المناطق    في أول زيارة له لمصر:الفنان الأمين النهدي يحضر خصيصًا العرض الرسمي لفيلم "الجولة13"    العلم اثبت قيمتها لكن يقع تجاهلها: «تعليم الأطفال وهم يلعبون» .. بيداغوجيا مهملة في مدارسنا    الكوتش وليد زليلة يكتب: ضغط المدرسة.. ضحاياه الاولياء كما التلاميذ    تونس تتسلّم 30 قطعة أثرية بعد ترميمها في روما    المعهد القومي العربي للفلك يعلن عن غرة جمادى الثانية    Titre    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عواء ذئب
نشر في الشروق يوم 16 - 09 - 2011


بقلم: بسام غطاسي
... تفصلهما عشر سنوات، مائة ميل ولا شيء غير ذلك تواعدا على الحب والاحترام.. تواعدا على أن السير على مهل هو.. الحل الأنسب لكليهما وسارا على مهل! إنها قصتك يا رجلا أظنته الرياح! إنه كابوسك يا ابن آدم عبر الأسلاك التقيتما.. لقاء افتراضيا.. إلى أن أتت فرصة اللقاء أنت صاحب الثغر المبتسم وهي الريح الطيبة. جاء اللقاء فكان حارا بين مكّر ومفرّ خشية الأنظار كانا في عرس وكان بينهما عرس آخر من النظرات واللمسات تحت الطاولة، كانت تجلس بجانبه تنظر تارة إلى العروس.. تتمنى أن تجلس مكانها وتنظر تارة أخرى إليه وتوهمه بحبها له.. هو الصادق معها.
أحبه من استقبله ومثلت عليه دور العاشقة المتيمة الولهانة.. أغدقته بحب زائف حتى صارت كل حياته. التقيا من الغد في المدينة ليلا للسهر رفقة «العديل» و«العروس» ويا ليتهما لم يلتقيا!
انفردا في طاولة ليتجاذبا أطراف الحديث ويشعرا بشيء من الخصوصية لكن هيهات.. فالعريس لم يكن منشغلا بحبيبته بقدر ما كان منشغلا بهما.
عل طاولتهما وضعت رأسها على كتفه وراحت تستنشق عطره وتغدقه بأحلى كلمات الشوك طالبة الشوق، وضعت خدها على خده فحملها بين ذراعيه وأنفساهما تتلاقيان في قبلة أولى ذابا فيها دون أن يدرك أن البرج كان يراقبهما مهملا عروسه.. تأخر الوقت وكان ينتظره طريق طويل فقرر أن ينهي سهرته لكنها أبت، وبكلمة لطيفة ومداعبة أثنته عن العودة! كم كان ضعيفا أمام إغرائها وقاما ليرجعها إلى بيتها وفي السيارة تحدثا.. لمسها.. قبّلها.. أحس بوجودها.. ونزلت لترحل رحيلها الأخير.. تواصلت القصة لكنها عادت إلى بدايتها.. إلى الأسلاك بشتى أنواعها..
تواصلت كمسرحية إغريقية بكامل مشاهدها التراجيدية وصارت كلمة.. «أحبك» بمنتهى القذارة.. ظل الرجل صبورا، متحملا، مشتاقا.. وسأل نفسه آلاف المرات هل للحب مواعيد ومواقيت كالصلاة؟
.. تواصلت التراجيديا وكانت تؤدي دورها بكل حكمة وخبث وحنكة! اعتبرها عاشقة وما كانت إلا عابثة.. كانت تبعده عن حياتها تدريجيا وكأنها تحضر لقصف زرعت قنابلها في حقله وانتظرت لحظة التفجير التي توجتها بقصيدة زيفتها بكلمات كلها أشواك ثم أرسلتها: إلى الرجل الذي كذبت عليه وأعرف أنه أحبني واحترمني أقول لك: «من على منبري هذا أني لست لك لأنك أرقى مني بكثير ولأني أكن لك الإعجاب وليس الحب سأتركك ترحل إلى ذراعي أخرى فهل تقبل صداقتي»؟
كم أحس بالاحتقار تجاه نفسه وتجاهها في تلك اللحظة وأنه أشبه بالروث.. امتلأ قلبه بالحقد والكره تجاهها فقط لأنها كذبت عليه.. لأنها تنكرت لمشاعره الصادقة وكاد أن يعتزل الحب بسببها. اليوم وقد كان بين رفوف ذاكرته وجدها وعليها بعض الغبار تساءل: هل يمحيها أم يتركها لينظر إليها ويحتسي على ذكراها كأس النبيذ علّها تنسيه مأساته؟
... لكن لم يجد لسؤاله إجابة مرت الأيام وانمحى الحزن من قلبه الذي عاش حلما لم يكتمل.. ترجى اللّه طويلا فبان الرجاء الذي سينسيه ما حصل ويضمد جروحه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.