عاد أمس الأول حوالي 80 ألف تلميذ بين تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية إلى رحاب المؤسسات التعليمية وسط أجواء مشوبة بالتوتر بعد عمليات النقل الأخيرة. لم ينه الأهالي بعد شراء أغلب مستلزمات أبنائهم للعودة المدرسية من مآزر وملابس وأحذية وغيرها مستغلين فترة «الصولد» الصيفي وانخفاض بعض الأسعار لشراء حاجيات أبنائهم وتنشط في العادة الأسواق الموازية خلال هذه الفترة من السنة إلا أن أجواء الحرب في ليبيا ألقت بظلالها هذه السنة فشحت المواد المدرسية وارتفع ثمنها وقارب في أحيان كثيرة ما توفره مسالك التوزيع الرسمية بما ساهم في عودة الروح لنشاط المكتبات بعد أن كانت مقتصرة على بيع الكتب المدرسية والموازية والكراسات. هذه العودة المدرسية استعدت لها مختلف المصالح بصفة مبكرة منذ أشهر بتنظيم اجتماعات مع الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة للتنسيق مع تجار الجملة الخمسة ومع أصحاب ال150 مكتبة المنتشرة على كامل معتمديات الولاية. ونادت أغلب التوصيات بضرورة توفير احتياجات الجهة من الكراس المدعوم والتي تبلغ أكثر من 2.3 مليون كراس والعمل على التنسيق مع مختلف الأطراف من جامعة وإدارة جهوية للتعليم لمعرفة أعداد التلاميذ والطلبة والذي يبلغ حسب آخر المطعيات 78 ألف تلميذ في مختلف مراحل التعليم الأساسي (ابتدائي وإعدادي) والثانوي. وبالنسبة لتلاميذ الابتدائي البالغ عددهم حوالي 37289 تلميذا ويبلغ العدد الإجمالي لمعلمي الابتدائي 2379 معلما موزعين على 1670 فصلا إلا أن مدارس الأرياف تواجه إشكالا ناتجا عن نقص المربين وخاصة في معتمدية مارث بعد أن أدت حركة النقل إلى نقص المربين بل ونقص في المديرين رغم المجهودات النقابية لملء الشغورات لتنضاف هذه المعضلة إلى معاناة بعض المدارس نتيجة انعدام الضروريات كالماء والكهرباء. تزويد المكتبات بالكتب المدرسية شهد نسقا تصاعديا ليصل عدد عناوين الكتب الموزعة إلى 210 عنوانا بعدد إجمالي من النسخ يصل إلى حوالي 460 ألف نسخة في انتظار النسخ المنقحة التي من المنتظر أن تكون جاهزة خلال الأيام القليلة القادمة حسب ما يؤكده المركز البيداغوجي. أما في مجال التحكم في الأسعار ومراعاة للمقدرة الشرائية فقد تم وبالتنسيق مع الغرفة الجهوية للمكتبات تعميم التخفيضات بنسبة تتراوح بين 5 و20٪ على مختلف الأدوات المدرسية باستثناء الكراس المدعوم والكتب المدرسية وقد انخرط في هذه العملية عدد من المكتبات موزعة جغرافيا على مختلف مناطق الولاية وخاصة ذات الكثافة السكانية المرتفعة.