تشهد جبهتا القتال في «سرت» و«بني وليد» معارك كرّ وفرّ بين الكتائب ومقاتلي الانتقالي الذين أكّدوا سيطرتهم على 70٪ من مسقط رأس القذافي التي تعرضت لقصف أطلسي غاشم أودى بحياة 354 شخصا. وأعلن قائد المجلس العسكري لمصراتة سالم جحا أمس أن 6 آلاف مقاتل تابعين للسلطات الليبية الجديدة منتشرون على جبهة «سرت» التي تعتبر أحد أهم وآخر معاقل القذافي شمال البلاد. جبهات قتال مشتعلة وأضاف جحا أن 1200 آلية مدرعة وما لا يقل عن 6 آلاف مقاتل متمركزون داخل سرت وفي محيطها. وأوضح أن «مطار سرت» بات حاليا تحت سيطرة مقاتليه منذ الليلة قبل الماضية. وأفاد بأن قواته باتت تسيطر على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في «وادي هادي» حيث تتجمع قوات القذافي. وأردف: ربما كانت هناك جيوب مقاومة ولكنهم لن يتمكنوا من التفوق على «القوات الثورية الكثيرة» مشيرا الى أن مسألة تحرير سرت باتت الآن محسومة وهدفهم الآن هو «تحرير» الجنوب، وفق تعبيره ورأيه. إلا أن مصادر اعلامية متطابقة شككت في رواية «جحا» للمشهد الميداني القتالي بسرت، بسرت، حيث نقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن علي جليوان المتحدث باسم المجلس العسكري في مصراتة قوله إن قواته واجهوا مقاومة عنيفة الامر الذي اضطرهم الى التقهقر والتراجع نحو كيلومترين لمعالجة المصابين في صفوفهم. كما نسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى المتحدث باسم العسكري في بلدة «وادي بيه» الصحراوية أن «المقاتلين الثوار» لا يزالون يواجهون مقاومة ضارية وأنهم تعرضوا لصواريخ «غراد» وراجمات «آر بي جي» وقاذفات «هاون» من طرف مقاتلين يعرفون جيدا تضاريس المنطقة. وأوردت الوكالة أن «الثوار» لا يحافظون على مناطق تواجدهم العسكري بالليل خشية من خطر القناصة المنتشرين على الأسطح. وأضافت أن مقاتلي الانتقالي سرعان ما انسحبوا من خطوط القتال المتقدّمة في «بني وليد» الا أنها استدركت بالاشارة الى أنهم يستعدون لهجوم كاسح على البلدتين في غضون الساعات القليلة القادمة. القذافي في ليبيا وفي الطرف المقابل من المشهد، أكّد المتحدث باسم الحكومة الليبية السابقة موسى ابراهيم ان العقيد معمر القذافي موجود في ليبيا ويوجّه كل عناصر القتال ضد الانتقالي ونفى صحة الاخبار التي راجت عن اغتياله في سرت. وأضاف ابراهيم ان الكتائب تملك من السلاح والذخيرة ما يمكنها من القتال لأشهر عديدة. وأشار الى أن الاطلسي شنّ هجوما كاسحا على «سرت» بأكثر من 30 صاروخا استهدفت الفندق الرئيسي بالمدينة ومبنى يضمّ أكثر من 90 شقة سكنية. وأكّد أن هذا القصف الشرس أودى بحياة 354 شخصا وفقدان 89 آخرين وإصابة 700 فرد في ليلة واحدة. بعثة دعم دولية وفي سياق متصل «اقرّ مجلس الامن الدولي بالاجماع الليلة قبل الماضية تشكيل وايفاد بعثة دعم دولية الى ليبيا لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى السلطة الليبية الحالية. وذكرت مصادر اعلامية ان المجلس قرر من خلال تبنيه القرار 2009، ان تعمل البعثة لفترة مبدئية مدتها ثلاثة أشهر بهدف مساعدة الجهود الوطنية التي يبذلها الليبيون لاعادة الأمن العام وتعزيز دور القانون والحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والبدء بوضع الدستور والعمليات الانتخابية. كما رفع حظر الاسلحة جزئيا في ليبيا بموجب القرار 1970 وتجميد الاصول التي كانت تستهدف الجهات التابعة للنظام السابق. وقرر المجلس الابقاء على القواعد الخاصة بمنطقة الحظر الجوي للنظر فيها مستقبلا مع نية انهائها عندما لا تشكل قوات القذافي خطرا على المدنيين.