بات الحلف «الأطلسي» يعاني انقسامات حادة في صفوفه على خلفية مصير العمليات العسكرية ضد ليبيا فيما أعربت باريس، في تطور ملفت، عن خشيتها من انتقال الأسلحة الى دول مجاورة وتقويضها لأمن المنطقة المغاربية برمتها. وأوردت مصادر اعلامية ان انقسامات حادة شقت دول الحلف الى قسمين واحد يعتبر ان الحملة العسكرية أتت أكلها عقب الاطاحة السياسية بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي وثان يرى ان الحملة العسكرية لن تتوقف الا بعد انهاء كل جيوب المقاومة. القضاء على جيوب المقاومة وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه ممثلا للموقف الثاني ان انهاء الحلف لحملته يتطلب القضاء على كل جيوب المقاومة وأن يطلب المجلس الوطني الانتقالي هذا الأمر. وأشار الى أن السيطرة على سرت مسقط رأس الزعيم الليبي لها أهمية رمزية ولكن لا تزال هناك بعض المقاومة في بني وليد وغيرها من الأماكن المحافظة على ولائها للقذافي. وأضاف ما دام القذافي مختفيا عن الساحة فسيكون هذا مهما لكنه ليس كافيا فالمجلس الانتقالي يريد اعتقال القذافي وهو أمر يستطيع المرء تفهمه. في المقابل، كشف مسؤولون صلب «الأطلسي» ان الدول الاعضاء تدرس موعد انهاء العملية العسكرية في ليبيا بعد تطويق قوات القذافي التي باتت خارج نطاق المقاتلات الغربية. ونقلت مصادر متطابقة عن مسؤول أطلسي قوله: ان القوة الجوية ليست ضرورية حاليا وليست الادارة المناسبة لمواجهة التهديدات. وأشار الى ان قوات القذافي لم تعد تلك الفرق المتحصنة داخل الدبابات والشاحنات والآليات العسكرية فهي الآن تختبئ في أماكن مأهولة بالسكان. وأضاف ليس من الممكن ضرب هدف لا يمكن رؤيته ومن غير الممكن استهداف قناص على سطح أحد الابنية بغارة جوية. وأنهى وزراء دفاع «الأطلسي» أمس الخميس اجتماعهم في بروكسيل والذي تطرق الى شروط وموعد انهاء الحملة المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر على ليبيا والتي أسقطت حكم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. سلاح القذافي يرعب المغرب الكبير وفي تطور سياسي ملفت أشارت باريس عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها برنارد فاليرو الى ان نزع أسلحة الكتائب تعد مشكلة جدية تطال الأمن الاقليمي. وأضاف: لهذا السبب لجأنا الى المجلس الوطني الانتقالي على المستوى الأعلى وشركائنا وحلفائنا ودول المنطقة لنقيم معا ونخفف بطريقة منسقة هذا التهديد. وكان قائد الديبلوماسية الفرنسية ألان جوبيه قد أكد في وقت سابق ان نزع سلاح الكتائب واسترجاع الأسلحة تشكل واحدة من أكبر التحديات للسلطات الليبية الجديدة. 4 أيام ميدانيا أكد قائد عسكري من مدينة سرت ان المدينة ستكون تحت السيطرة الكاملة لمقاتلي «الانتقالي» خلال 4 أيام مشيرا الى ان أوضاع «الثوار» في مختلف الجبهات جيدة. ونقلت صحيفة «قورينا الجديدة» عن عبد السلام منصور قوله ان القناصة يستخدمون المدنيين دروعا بشرية منذ دخول قواته الى المدينة من الجهة الشرقيةوالغربية على حد اتهامه. وأورد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بسرت أن معارك عنيفة جدت في المدينة طيلة يوم أمس حيث تحاول الكتائب فك الحصار الذي يفرضه عليها المجلس العسكري. وأشار أحد مقاتلي المجلس الانتقالي الى ان عناصر موالية للقذافي تقدموا ليلا مسافة 300 متر أو أكثر في سياق هجوم مضاد لكسر الحصار المطبق عليهم. ولا تزال المعارك محتدمة بين الطرفين ووصفت مصادر اعلامية ميدانية المصادمات بأنها «حرب شوارع».