لا تمر سنة واحدة دون أن يقع في منطقة عين دراهم حادث مرور أليم يودي بالأرواح والممتلكات ويتسبب في خسائر مادية وذلك بالطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين مدينة عين دراهم ومدينة طبرقة على مستوى منحدرات قرية ببوش الحدودية. تشهد هذه الطريق الوطنية تزايدا في حركة المرور من سنة إلى أخرى نظرا لأنها تربط مركز ولاية جندوبة بعدة مدن سياحية وحدودية كما أنها مفترق لبوابة العبور الحدودية للأشقاء الجزائريين أثناء قدومهم إلى بلادنا أو العودة منها.حوادث قاتلة هذه الطريق الجبلية ذات المنحدرات الحادة والمنعرجات الصعبة والخطيرة قد أدخلت عليها خلال السنوات الأخيرة بعض التحسين تمثلت أساسا في توسيع إحدى حافتيها وصيانة مجاري تصريف مياه الأمطار المحاذية لها وإعادة تعبيدها بالخرسانة الإسفلتية وإقامة بعض الحواجز المبنية بالحجارة على جانب المنعرجات الخطيرة لتوقيف السيارات والشاحنات الحائدة عن المعبد ومنعها من السقوط في الهاوية في حين بقيت العديد منها دون حماية و منها ما وقعت حمايتها بحواجز حديدية ليست لها الصلابة الكافية لتوقيف حتى السيارات الخفيفة المنزلقة أو الحائدة عن الطريق في بعض المنعرجات وقد كان في السنة الماضية المنعرج الأخير والمطل على قرية ببوش مسرحا لوقوع حادث مرور أليم تمثل في فقدان شاحنة لتوازنها وعجز سائقها عن التحكم في إيقافها فانحرفت عن المعبد وانقلبت فوق منزل واقع أسفل هذه الطريق متسببة في هلاك صاحبته التي كانت جالسة أمامه كما سبقته العديد من الحوادث الأخرى في السنوات الماضية وكانت كلها قاتلة.أما هذه الأيام فكان حادث المرور الأخير بمدخل قرية ببوش من الجهة الشرقية في اتجاه مدينة عين دراهم بجانب عين ماء و تمثل في رجوع شاحنة خفيفة إلى الوراء بعدما نزل منها صاحبها لإضافة كمية من الماء إليها بعدما لاحظ ارتفاع حرارة المحرك وترك بها شابين نائمين فلم تستطع الحواجز الحديدية المقامة بجانب المنعرج من إيقافها لعدم صلابتها ووقعت في هاوية سحيقة يقدر عمقها ب 100متر وقد تعرض احد الشابين إلى إصابات خطيرة في حين توفي الثاني على عين المكان هذه الطريق ستظل غولا يبتلع الأرواح ويدمر الممتلكات كل سنة إذا ما تواصل تجاهل خطورة هذه المنعرجات ولم يقع البحث عن حلول جذرية لتحد من هذه الحوادث المؤلمة والقاتلة.