أحبطت قوات الحرس البحري بصفاقس صباح يوم أمس عملية «حرقان» أبطالها 105 شبان مع فتاة بعد أن غادر جميعهم اليابسة على متن مركب بحري مثقوب كانوا في اتجاه السواحل الجنوبية لأوروبا.و علمت «الشروق» أن عملية الإبحار انطلقت صباح يوم أمس من سواحل سيدي منصور بصفاقس، لكن بعد 8 أميال من اليابسة، تفطنت قوات الحرس البحري إلى مركبهم الصغير فأجبرتهم على الإيقاف رغم تعنت «الرايس» وإصراره على مواصلة الطريق رغم خطورتها.«الحارقون» أصروا على إيقاف مركبهم القديم و الاستسلام لأعوان الأمن بعد أن غمرت مياه البحر جزءا كبيرا من غرفة المحرك و شعر «الحارقون» أن الموت غرقا بات أمرا متأكدا.واعترف الحارقون بجريمتهم في اجتياز الحدود خلسة لكنهم أجمعوا في أقوالهم أن الرأس المدبر للعملية غرر بهم ودفع بهم للركوب على ظهر سفينة مهترئة و مثقوبة رغم الطلاء الحديث الظاهر عليها، وقال الموقوفون في اعترافاتهم إن الرأس المدبر مستعينا ببعض أصدقائه اعتمدوا على القوارير المشلة للحركة لإجبار الحالمين بالهجرة على الصعود على المركب المثقوب.أعوان الحرس البحري بصفاقس أوقفوا 105 شبان مع فتاة تعد الأولى من نوعها التي تجازف وتقتحم عالم «الحرقة» الغريب عن الفتاة التونسية، وقد اتضح انه من ضمن «الحارقين» والذين ينتمون إلى كل من جندوبة وسبيطلة وسوسة وتونس العاصمة مجموعة من الشبان الفارين من السجون أحدهم علقت به 5 قضايا إجرامية خطيرة.وبينت التحقيقات الأولية أن مركب الموت المعتمد في هذه العملية قديم و مثقوب، ولا يتجاوز طوله ال10 أمتار على عرض مترين ونصف وهو ما يعني انه لا يتسع في الواقع لأكثر من 15 شخصا على أقصى تقدير، ومع ذلك أصر الرأس المدبر على اعتماده في عملية انتحارية أحبطتها قوات الحرس البحري بصفاقس.الجهات الأمنية فتحت تحقيقا في الموضوع وجميع المتهمين رهن الإيقاف في انتظار إحالتهم على العدالة لتقول كلمتها الأخيرة التي كان البحر سيقول فيها آخر كلمة ..