منجم فج الهدوم وإن كان في السابق مصدر رزق لمئات العائلات من مختلف العمادات بمعتمدية الكريب إلا أنه في المقابل كان مصدر قلق للعديد من متساكني المنطقة. يعتبر منجم فج الهدوم قبل غلقه نقطة تشغيلية هامة بالنسبة الى متساكني معتمدية الكريب حيث ساهم في دفع الحركة الاقتصادية بالمنطقة التي شهدت سنوات التسعينات تجمعات سكانية كبيرة لكن بعض متساكنيها خيّروا النزوح الى مدينة الكريب للاستقرار بها نهائيا ومنهم من فضّل البقاء بمنطقة فج الهدوم إما لقلة ذات اليد لشراء مسكن بالمدينة أو لحنينهم المفرط لأرض الجدود ومسقط رأسهم وبالتالي الابتعاد عن ضوضاء المدينة وكثرة مصاريفها. 14 مسكنا آيلة للسقوط استغلال منجم فج الهدوم المعروف بانتاجه للرصاص والزنك والحديد ناهزت الحفريات به في باطن الارض لاكثر من نصف قرن حيث «الدواميس» المتناثرة في كلّ شبر من المنطقة احتكر انتاجه في البدء المستعمر الفرنسي حيث قام إبان تلك الحقبة بتشييد منازل قرمودية بالمنطقة تمّ استغلالها في ما بعد من طرف بعض أهالي المنطقة لكن مع تعاقب السنين بدت حيطان المنازل المتاخمة فوق المنجم تتعرّض في كلّ مرّة الى تصدّعات كبيرة مخلفة عديد الشقوق وذلك بفعل الانزلاقات الأرضيّة التي سببتها أشغال المنجم الشيء الّذي جعل قرابة 14 مسكنا آيلة للسقوط في أي لحظة. أصحاب المنازل المتضرّرة تقدموا في العهد السابق بعديد الشكايات للسلطات المعنية آملين في ايجاد حلّ جذري يضمن لهم سلامتهم وسلامة أولادهم من أي مكروه لكن لم يجدوا اي اذان صاغية مما حدا بهم الى تجديد شكاياتهم بعد الثورة المباركة آملين في انصافهم. السلط تتدخل... والعائلات ترفض الشكايات الموجهة إبان ثورة الكرامة من قبل هؤلاء المتساكنين قصد ايجاد حلّ لهذه المعضلة بلغ صداها لدى اهل القرار من السلط المحليّة والجهويّة التي أولت هذا الموضوع أهميّة بالغة جعلته من أولى الشكايات التي يجب دراستها بكلّ جديّة وحزم حيث قررت تمكين هذه العائلات من مقاسم بمنطقة «سريو» مع مبلغ مالي قدره 7.200 ألف دينار لكلّ عائلة من أجل بناء مسكن لكن وبالتحدث الى بعض المنتفعين رفضوا رفضا قطعيا تسلم هذا المبلغ لانه لا يكفي لبناء منزل خاصّة مع التهاب اسعار مواد البناء لذلك فهم يناشدون السلط المعنية ايجاد مقاول يتكفل ببناء هذا المجمع السكني.