يبدو أن ربيع الثورات العربية بدأ يتعزز وجوده أكثر فأكثر في الخليج العربي, فبعد البحرين والكويت بصفة أقل بدأت نسمات الاحتجاجات تهب على السعودية التي عاشت الليلة قبل الماضية على وقع مسيرات تحولت إلى مصادمات أدت إلى إصابات في صفوف المتظاهرين والأمن. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية مساء أمس أن 14 شخصا بينهم 11 شرطيا أصيبوا بجروح في ما أسمته (أعمال شغب) اندلعت الليلة قبل الماضية في شرق المملكة ،بينما أفادت مصادر إعلامية أخرى بأن 24 شخصا أصيبوا بجروح , بينهم امرأة, برصاص الأمن السعودي. وذكر المصدر السعودي وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية «ا.ف.ب» ان قوات الأمن فرقت مجموعة ما أسمتهم «مثيري الشغب والفتنة» تجمعوا في بلدة «العوامية» بمحافظة القطيف، وبعد ذلك «جرى إطلاق نار بأسلحة رشاشة باتجاه رجال الأمن من احد الأحياء القريبة من الموقع» مما أسفر عن إصابة «11 من رجال الأمن، تسعة منهم بطلق ناري واثنان منهم بقنابل «المولوتوف»، وإصابة مواطن وامرأتين بطلق ناري في احد المباني المجاورة». واتهمت الوزارة على لسان مصدر مسؤول فيها «دولة خارجية تسعى إلى المساس بأمن الوطن واستقراره» بالتحريض على هذه الأعمال وب «التدخل السافر» في شؤون المملكة، دون تسمية هذه الدولة. هذا ونقل موقع «قناة العالم» عن مصادر مطلعة أن 24 شخصا أصيبوا بجروح بينهم امرأة خلال إطلاق قوات الأمن السعودي النار على أهالي «القطيف» و«العوامية» والمناطق المحيطة بهما شرقي البلاد. وفيما دخل أهالي العوامية في اشتباكات مع عناصر الأمن، وصل العديد من أهالي المناطق المجاورة لنصرة سكان المدينة، وسمع دوي إطلاق نار كثيف في سماء البلدة. وشهدت البلدة خلال اليومين الماضيين حالة غليان شعبية احتجاجا على اعتقال الشرطة في عرض الشارع رجلين مسنين (أواخر الستينات من العمر) للضغط على ابنيهما (المتهمين بالمشاركة في مسيرات احتجاجية سابقة) لتسليم نفسيهما. حسب بعض المصادر الإعلامية . واعتقلت الشرطة الحاج آل زايد الذي تدهورت حالته الصحية في مركز الشرطة، كما اعتقلت الناشط الحقوقي السعودي فاضل المناسف. واحتجزت السلطات كذلك الناشط الحقوقي حسين حظية من مدينة «سيهات» بعد مراجعته لقوات الطوارئ للسؤال عن وضع صديقه المناسف. وكانت السلطات أفرجت عن المناسف قبل أسابيع قليلة بعد اعتقال دام أربعة أشهر على خلفية المسيرات السلمية في القطيف، وذكرت أنباء بأن الشرطة أطلقت المحتجز الثاني وهو الحاج سعيد عبد العال بعد ساعات من احتجازه، وتجمهرت حشود المواطنين وفقا لوكالة «ابنا» أمام مركز شرطة العوامية التي اعتقلت المناسف لكن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين وأصابت مواطنا. هذا وشددت السلطات إجراءاتها الأمنية على مداخل «العوامية»، وشهدت نقاط التفتيش حول البلدة ازدحاما كبيرا أدى إلى تكدس السيارات على امتداد مئات الأمتار، وقد دفعت السلطات بمزيد من التعزيزات الأمنية ل«العوامية» ودخل البلدة في الساعات الأخيرة عدد من الحافلات المحملة بالجنود والآليات التابعة لما يسمى ب «قوات مكافحة الشغب».