رغم صغر سنها إلا أنها نجحت في ما فشل فيه الكبار وهي التي قالت «لا» للاعبة إسرائيلية وهي التي أصبحت حديث المدينة لأنها من طراز رفيع لا على المستوى الرياضي بل على المستوى الإنساني. إننا نتحدث ببساطة عن سارة بسباس المبارزة التونسية التي رفضت مبارزة لاعبة إسرائيلية ضمن فعاليات بطولة العالم للمبارزة بإيطاليا والتي انتهت يوم 16 أكتوبر الجاري وعن كل هذا كان لنا معها هذا الحوار الهاتفي من إيطاليا لنتعرف عن قرب من هذه البطلة التونسية التي أضحت «بطلة الشعب». كيف تصفين لنا لحظة قرّرت وأنت أمام اللاعبة الإسرائيلية عدم مبارزتها؟ لم أكن أعلم سابقا بأن اللاعبة التي سأبارزها إسرائيلية وقد اكتشفت ذلك قبل دقائق من مقابلتها و أنا أمامها فتذكرت جرائم الإسرائيليين في حق أشقائنا الفلسطينيين ومرت بمخيلتي صور الشهداء فلم أتمالك نفسي وقررت أن لا أبارزها وكنت مستعدة لتحمل نتائج هذا التصرف... إذا أنت مقتنعة بما قمت به؟ طبعا وأكثر موقف اقتنعت به في حياتي هو هذا التصرف فلا أخلاقي ولا مبادئي تسمح لي باللعب مع إسرائيلية... هل تعلمين أنك أصبحت حديث الشارع التونسي سواء ممن يحبون الرياضة أو ممن يفقهون في السياسة؟ نعم وهذا أسعدني كثيرا، وجعلني أتأكد من أن موقفي صحيح وما أسعدني أكثر هو أني أخفقت في النتائج الرياضية ونجحت إنسانيا وهذه هي المعادلة الصحيحة في حياتنا... لأن الرياضة موقف أيضا... ماذا تقولين لمعجبيك في تونس؟ أقول لهم لم أستطع مساندتكم في الثورة المجيدة ولكن ها قد شاركت معكم عن طريق الرياضة فشكرا لكل من ساندني بعد موقفي. ولكن هل تعلمين بأن هناك فئة من الناس لم يعجبها موقفك لأنهم اعتقدوا بأنه كان عليك مبارزة الإسرائيلية والتغلب عليها؟ نعم، لقد شاهدت تلك على موقع ال«فايس بوك» وأنا أحترم وجهة نظرهم كثيرا ولكن لم أستطع أن أتعامل بصفة عادية مع إسرائيلية ولم أستطع مسك سيفي لأبارزها والموقف كان أكبر من أن أتحمله في تلك اللحظة... وكما قلت لك مرت أمامي صور فلسطين بالطول والعرض وتجسدت أمامي مأساة ذلك الشعب الأبي وتلك الأرض الولادة للأبطال والشهداء فلم أستطع اتخاذ أي موقف آخر ل«أذلّ» منافستي أكثر من أن أرفض مجرد منازلتها. لقد تمت مهاجمتك كثيرا من وسائل الإعلام العالمية فكيف تقبّلت ذلك؟ لقد أزعجتني كثيرا تهجم الصحف العالمية بل وصل إلى حد الإهانة والشتم حيث جاء عنوان في الصحيفة الإسرائيلية «يديعوت احرنوت» كالآتي: «سارة ليست مسلمة» وغيرها من الصحف الإيطالية والفرنسية التي رأت بأن تصرفي لا رياضي وبأنه عدواني ضد الإسرائيليين ولكن لن أهتم بذلك فشئنا أم أبينا فكرامتنا وحريتنا ودماؤنا أغلى من أي نتيجة رياضية. هل أزعجك تداول اسم «عزة» شقيقتك عوضا عن اسمك؟ بصراحة نعم، وكان ذلك في البداية ولكن تقبلت الموضوع ببساطة وأتمنى أن لا يتكرّر هذا الخطأ من الجمهور عندما أحقق نتيجة هامة في هذه الرياضة. هل تمنت عزة بسباس شقيقتك لو كانت مكانك في ذلك الموقف؟ (تضحك) ربما، ولكن هذا الموقف شرف لكل رياضية أو رياضي تونسي. ما هي برامجك القادمة؟ سأعود اليوم من إيطاليا إلى فرنسا وأواصل تدريباتي مع نادي الفرنسي «سامور» وأعود إلى حياتي الطبيعية متجاوزة طبعا الضغوطات التي سأمر بها في فرنسا. منى البوعزيزي