بعد معارك ضارية وعمليات كر وفرّ على مدى الأيام الماضية تمكّن الثوار الليبيون من إحكام قبضتهم بشكل شبه كامل على مدينة «بني وليد» في الوقت الذي تحدّثت فيه مصادر متطابقة عن هروب أقرباء مسؤولين في نظام القذافي من مدينة سرت. قالت قوات الحكومة الليبية المؤقتة أمس إنها رفعت علم البلاد الجديد فوق بني وليد وهي واحدة من آخر معقلين للموالين للقذافي. والى جانب سرت مسقط رأس القذافي كانت بني وليد البلدة الثانية في ليبيا التي استمرت فيها المقاومة المسلّحة لحكم المجلس الانتقالي الليبي. سقوط بني وليد وقال العقيد عبد الله فاكر، رئيس المجلس الثوري في طرابلس ان القوات وصلت الى وسط بني وليد ورفعت العلم. وذكر مقاتلون يشاركون في الهجوم على المدينة انهم دخلوا البلدة التي تقع على بعد 150 كيلومترا جنوبي طرابلس. وأكّد سالم غيد، رئيس غرفة عمليات الجبهة الجنوبية لبني وليد إن مطار البلدة بات تحت السيطرة المطلقة للثوار الذين يتحرّكون باتجاه وسط المدينة. ونقلت مصادر صحفية عن غيد قوله إن قوات الثوار في المحورين الجنوبي والشرقي تمكّنت من الالتحام مع بعضها وتنسيق عملياتها العسكرية ضد كتائب القذافي وواجه الثوار على مدار أسابيع صعوبات في السيطرة على بني وليد تمثلت في المقاومة العنيفة التي يلقونها من قبل قوات القذافي اثر فشل مفاوضات لدخولها سلميا لكنهم باتوا يحكمون قبضتهم على كثير من أجزاء المدينة الصحراوية ومن ناحية أخرى لم تظهر مؤشرات واضحة على احراز قوات المجلس الانتقالي أي تقدم في سرت أمس. وقد واصل مقاتلو المجلس أمس قصف منطقة صغيرة يحاصرون فيها من تبقى من الموالين للقذافي في وسط مدينة سرت. وفي سياق متصل أعلن أحد القادة العسكريين لقوات المجلس الانتقالي أن عائلات مسؤولين سابقين من نظام القذافي بدأوا يهربون من سرت أمس ومن بينهم والدة وشقيق موسى ابراهيم، المتحدث باسم القذافي. وصرّح وسام بن حميدي المكلف بالعمليات العسكرية على الجبهة الشرقية لسرت أن من بين الركاب أشخاصا مطلوبين لكنهم ليسوا مهمين مضيفا أن بعض المقاتلين حاولوا الهرب بين المدنيين. كلينتون وهيغ في طرابلس على صعيد آخر وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الى طرابلس في زيارة مفاجئة حيث التقى مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل وبحث معه الوضع في ليبيا وسبل التعاون المشترك بين البلدين كما أعلن هيغ خلال الزيارة تعيين السير جون جنكينز سفيرا جديدا لبلاده لدى ليبيا. وكانت قناة «ليبيا الأحرار» قد أعلنت في وقت سابق عن زيارة كل من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها البريطاني ويليام هيغ طرابلس أمس. وأضافت أن كلينتون ستتوقّف في مالطا في طريقها الى طرابلس للقاء مسؤولي المجلس الانتقالي الليبي.