هي من جيل التسعينات.. استطاعت ان تكسب الرهان كواحدة من أبرز الوجوه التلفزيونية من خلال حضور فاعل وحرفية في التعاطي مع الاعداد والقديم لبرامج جمعت فيها بين الامتناع والاقناع. محطات هامة في مسيرة هذه المنشطة الأنيقة انطلاقا من «التذكرة الاخيرة» ووصولا الى «رحلة عمر» وتخللت ذلك محطات تنشيطية متنوعة. بعد ثورة 14 جانفي اختارت انصاف اليحياوي خوض مجال الحوارات السياسية فكان «شاهد وشواهد» الذي يمثل محطة هامة وذات طابع خصوصي في مسيرة هذه المنشطة المبدعة. في هذا اللقاء معها تكشف انصاف اليحياوي البعض من «أسرار» برنامجها السياسي «شهد وشواهد». كيف جاءت فكرة «شاهد وشواهد»؟ لابد من الاشارة هنا أنني لست غريبة على البرامج الحوارية ذات الطابع الثقافي بدرجة أولى... حيث وجدت متعة وعشت لحظات ابداعية شيقة في برنامج «رحلة عمر» وكان عليّ تطوير هذه التجربة ودخول المجال السياسي من بابه الكبير... حيث تقدمت بمشروعين الى ادارة التلفزة بعد ثورة 14 جانفي: «مناظرات» و«شاهد وشواهد». وتم قبول «شاهد وشواهد»؟ بالفعل.. تحدثت في موضوع البرنامجين مع مدير القناة في تلك الفترة لطفي بن ناصر الذي وافق على الشروع مباشرة في انجاز «شاهد وشواهد». هل يمكن الحديث عن خصوصية ما في البرنامج؟ تتمثل خصوصيته في التوجه الى الحكماء للاستماع الى صوت العقل بعيدا عن التشنج والحماس المفرط والمبالغ فيه. ...وكانت أولى الحلقات؟ أولى حلقات «شاهد وشواهد» كانت مع الدكتور عبدالجليل التميمي مدير مؤسسة التميمي الذي تحدث بقلب مفتوح عن كل ما له علاقة بمشاغله واهتماماته التاريخية وكشف في هذه الحصة عن حجم المعاناة التي تعرض لها من خلال المؤسسة... ولا أخفي سرا اذا قلت ان الدكتور عبدالجليل التميمي أفادني بآرائه واقتراحاته ولم يبخل عليّ بالأفكار التي من شأنها ان تثري البرنامج. من يحدد شخصية الحلقة؟ وهل هناك استعداد خاص لذلك؟ تحديد الشخصية التي أحاورها في «شاهد وشواهد» من مشمولاتي بدرجة أولى... حيث انطلق في الاعداد لها من جميع الجوانب... لذا تراني أركّز على الأشخاص الذين لهم تقاطعات مع تاريخ تونس في عديد المجالات... أسماء تفرض الاحترام واختارت المراقبة والمتابعة لمجريات الأحداث دون الانخراط فيها بشكل أو بآخر. كما لم أغفل الأكاديميين الذين لهم قراءاتهم الخاصة والواضحة والجلية في ما تعيشه تونس من أحداث ومواقف. وأذكر هنا كمثال: أبا يعرب المرزوقي وهشام جعيّط والدكتور محمد الطالبي. لكن الدكتور محمد الطالبي كان محل انتقاد شديد نتيجة مواقفه؟ وهذا مصدر اعتزاز بالنسبة لي... حيث تحدث الدكتور محمد الطالبي بكل حرية عن مواقفه وقراءته للأحداث... كانت حلقة ممتعة بأتم معنى الكلمة وفق ما أكده لي بعد بث الحلقة... ... «شاهد وشواهد» شعاره حرية التعبير... بعيدا عن التعصّب والاقصاء والتهميش وهو يقف على الحياد من كل المواقف... على امتداد حلقات «شاهد وشواهد» ألم يحدث أن رفض أحدهم حضور هذا البرنامج؟ حدث ذلك في أولى حلقات «شاهد وشواهد» حيث عملت على الاتصال بالفنان المسرحي الفاضل الجعايبي الذي قال لي إنه سيتّصل بي لاحقا. ... ولم يتصل بك؟ نعم... الى حد الآن لم يتصل بي لتحديد موعد للتسجيل. هذا يعني رفضه الظهور في «شاهد وشواهد»؟ لا أعتقد ذلك...بل يمكن القول إنه سعى الى استكشاف خفايا البرنامج والتعرف أكثر على تفاصيله. لماذا لم تعيدي الكرّة معه... وتتصلين مرة أخرى به؟ لست ملحاحة في هذه المسألة ثم قد يكون للفاضل الجعايبي عذره في ذلك. «شاهد وشواهد» انطلاقا من طبيعة ضيوفه ألاترين أنك تعملين على توثيق شهادات على العصر؟ «شاهد وشواهد» من البرامج التي تكتب الذاكرة التونسية مرئيا، واذكر هنا باعتزاز الحلقة الخاصة بالفقيد محمد حرمل... كانت حلقة ثرية بالمعطيات والشهادات التاريخية... ولا أنسى في هذا المجال الحلقة الخاصة بالسيد ادريس قيقة والاعلاميين حمدي قنديل ومحمد كريشان. أن تقدمي برنامجا يعتمد الحوارات السياسية ألا يعد ذلك مغامرة بالنسبة اليك؟ لا اعتبر في هذا الاختيار مغامرة فانصاف اليحياوي ليست دخيلة على الحوارات السياسية التلفزيونية... دراستي في معهد الصحافة وعلوم الاخبار مكنتني من التخصص في مجال العلوم السياسية. لذا فأين الغرابة؟.. ثم تكفيني شهادات كل من استضفتهم الذين تحدثوا بكل حب وكشفوا حقائق ومواقف تاريخية هامة ستكون حتما مفيدة وتمثل اضافة هامة الى الدارسين والباحثين وأعتبر نفسي سعيدة بهذا البرنامج. «شاهد وشواهد»... هل سيتواصل؟ نعم... سيستأنف «شاهد وشواهد» حضوره على الوطنية الاولى بعد الانتهاء من كل الالتزامات السياسية المتعلقة بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي وإني أعمل حاليا على تسجيل مجموعة من اللقاءات الهامة منها لقاء مع المناضل الحقوقي علي بن سالم... ...وماذا عن التوجه العربي ل«شاهد وشواهد»؟ لا أخفي سرا إذا قلت إن «شاهد وشواهد» يعدّ لجولة عربية مع أسماء بارزة في السياسة والثقافة والفكر وقد تم تحديد قائمة في هذا الشأن. لا يمكن الحديث مع انصاف اليحياوي دون الوقوف معها عند برنامج «التذكرة الاخيرة». لقد كانت تجربة تلفزيونية جميلة... بل أقول انها أحلى تجربة لي مع التلفزة صحبة الصديقة العزيزة فاتن تعاريت التي تتوفر بمعيّة زوجها الصديق محمد الحناشي على أفكار ابداعية تجمع بين الامتاع والاقناع وإني أتمنى لهما النجاح والتألق في المشروع الاعلامي الجديد قناة «غولدن تي في».